منظومة التقديرات لا تعمل جيدًا.. تساؤلات بشأن فشل قوة الردع الأمريكية

هالة عبدالرحمن

انتقد البعض إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإلغاء الخيار العسكري منذ البداية ضد روسيا، فقد يكون التهديد باستخدام القوة أكثر فاعلية في مثل هذه المواقف.


وصفت مؤسسة “بروكينجز” للأبحاث سياسة الردع الأمريكية بـ”غير العقلانية أحيانًا”، مشيرةً إلى أن تفاعل الولايات المتحدة مع روسيا والصين يجب أن يختلف تمامًا.

واستشهدت المؤسسة، صاحبة التأثير في صناعة القرار بالولايات المتحدة، بفشل سياسة الردع في حرب العراق، التي سعت خلالها واشنطن لسنوات إلى إجبار الرئيس الراحل، صدام حسين، على الامتثال لعمليات التفتيش بهدف ضمان تدمير مخزونه من أسلحة الدمار الشامل.

سياسة الردع الأمريكية تفشل أحيانًا

استعانت زميلة مركز الأمن والاستراتيجية والتقنية بالمؤسسة، ميلاني سيسون، برأي خبير شؤون الأمن القومي والقضايا العسكرية، كينيث بولاك، في مقابلة مع موقع ستيمسون، قال فيها إن مجرى الأحداث في العراق لا يدعم الادعاءات بأن صدام كان شخصًا غير قابل للتفاوض، متابعًا “لقد كان عقلانيًّا، ولديه ترتيب أولويات للمصالح ويتصرف بناءً على هذا، والتفاوض معه بدلًا من شن حرب كان ممكنًا”.

وأشار التقرير إلى أنه من أبرز الأمثلة على سياسة الردع الفاشلة للولايات المتحدة، ما حدث في حرب كوسوفو التي سيطر عليها الصرب في أواخر التسعينات، حين سعى حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لإجبار الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش، قائد الحرب الأهلية والتصفية العرقية في يوغوسلافيا، على تغيير سلوكه. وفي كلتا الحالتين، هددت الولايات المتحدة وحلفاؤها باستخدام القوة ضد صدام وميلوسيفيتش.

ردع بوتين

أضاف بولاك “يبدو من الواضح أن صانعي السياسة في الولايات المتحدة وحلفاؤها في حروب البلقان، استخفوا بمدى انصياع ميلوسيفيتش وبالغوا في تقدير المدى الذي ستقنعه به التهديدات الموجهة إليه بسبب الحروب التي شنها في كرواتيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو في تسعينات القرن الماضي على يديه”.

وفي المقابل، انتقد البعض إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإلغاء الخيار العسكري منذ البداية ضد نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، فقد يكون التهديد باستخدام القوة أكثر فاعلية في مثل هذه المواقف، وفق الخبير السياسي، بولاك.

الصين وأزمة تايوان

طرحت زميلة مؤسسة بروكينجز، ميلاني سيسون، تساؤلًا بشأن كيفية ردع الصين عن استخدام القوة ضد تايوان، مشيرةً إلى أنه لا ينبغي لقوة الردع أن تستخدم التوازن العسكري عبر مضيق تايوان، بل يتعلق الأمر أكثر بتوقعات سلوك الرئيس الصيني، شي جين بينج، وما قد يستفزه أو يقيده؟، لذلك لا يجب أن تتبع إدارة بايدن استراتيجية ردع تهدد نظام شي.

وتابعت “بدلًا من استخدام استراتيجية عسكرية يجب الإلمام العميق بقيم النظام الصيني ومصالحه، ما يزيد من احتمالية نجاح استراتيجية الردع، ويقلل من إمكانية أن ينتج عنها تأثيرات غير مقصودة بما في ذلك التصعيد العسكري”.

ربما يعجبك أيضا