ركزت إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب خلال ولايته الأولى على تفعيل استراتيجية “نحو آسيا” التي تركز على محاصرة الصين عند حدودها.
وخلال ولايته الثانية، يأتي الاهتمام بمنطقة آسيا الوسطى الواقعة جنوب الحدود الروسية والصينية والتي تمثل منطقة غنية بموارد الطاقة والمعادن، في إطار منافسة الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم على ثروات المنطقة التي تنافس منطقة الشرق الأوسط في الأهمية.
ماركو روبيو
نهج جديد
حسب تقرير أصدره مركز شرق للدراسات الاستراتيجية في إيران، فإن جلسة الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي لوزير الخارجية، ماركو روبيو، مؤشر على وجود نهج جديد للسياسة الأمريكية تجاه آسيا الوسطى، خاصة أن تصريحات روبيو قد ركزت على استعادة الولايات المتحدة لاستراتيجتها نحو أسيا التي تعطلت إبان ولاية الرئيس الديموقراطي، جو بايدن، الذي انشغل بالحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وتركز الأولويات التي طرحها روبيو على عدة محاور. أولا، تطبيع التجارة، والذي يبدو أنه يتضمن إزالة الحواجز الأساسية مثل العبور وتحسين موقف أمريكا لزيادة قدرتها التنافسية الاقتصادية الاستراتيجية مع اللاعبين الآخرين في المنطقة.
كما أشار إلى التعاون في مجال الطاقة والمشاركة الجيوسياسية كجزء من خططه، والتي يمكن أن تشمل مشاركة أمريكية أكبر في استراتيجيات نقل النفط الكازاخستاني إلى طرق أخرى غير روسيا وتوسيع موارد الغاز التركمانستانية إلى أوروبا.
جنوب القوقاز وأسيا الوسطى وبحر قزوين وإيران وروسيا
شرق أوسط جديد
يشير تقرير المركز الإيراني إلى أن ترامب يبحث عن شرق أوسط جديد غني بالطاقة والموارد، فعلى الصعيد الجيوسياسي، يعكس تصريح روبيو بأن “آسيا الوسطى، التي تضم رابع أكبر احتياطيات من الغاز في العالم، محاصرة بين الصين وروسيا وإيران” بوضوح وجهة نظر ترامب الجيوسياسية للسياسة الخارجية.
وقد بلغت تصريحات روبيو ذروتها في المجال السياسي، فقد أكد بشكل واضح على أهمية تطوير العلاقات مع آسيا الوسطى، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة “تحتاج إلى المزيد من الأصدقاء في آسيا الوسطى بعد مغادرتنا أفغانستان”.
وفي الوقت نفسه، أكد صراحة أنه يشجع ترامب على عقد قمة إقليمية مع زعماء دول آسيا الوسطى. وإذا تحقق ذلك، فستكون هذه هي الزيارة الأولى لرئيس أمريكي إلى آسيا الوسطى.
الممرات البرية والسكك الحديدية بين إيران والصين عبر دول أسيا الوسطى
محاور محتملة
يبدو أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب تجاه آسيا الوسطى ترتكز على عدة محاور رئيسية ومتسقة مع بعضها. أولًا، سيكون النهج الجيوسياسي تجاه آسيا الوسطى مختلفًا بشكل ملحوظ عن ولايته السابقة. فمن المتوقع أن يتوسع التطور الجيواقتصادي لآسيا الوسطى نحو الغرب.
أما الجانب الثاني من هذه الاستراتيجية فهو يتعلق بأفغانستان. فقد أفادت مصادر روسية عن مفاوضات سرية بين مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية وحركة طالبان لإعادة فتح قاعدة عسكرية أمريكية في البلاد. ما يعني حاجة إدارة ترامب للتمركز داخل آسيا الوسطى.
والمحور الثالث يتعلق بشكل مباشر بالصين والمجال الاقتصادي، إلى جانب روسيا، فقد أصبحت الصين بعد أن تعزز دورها، أحد المحركات الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية الجديدة في آسيا الوسطى. وتعد بكين حاليًا الشريك الاقتصادي الرئيسي لدول آسيا الوسطى. وفي هذا الصدد، ستولي الولايات المتحدة اهتمامًا خاصا لتقييد العلاقات التجارية والاستثمارات الصينية في تلك المنطفة الاستراتيجية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2132970