أثري: المقاهي جزء لا يتجزأ من التراث المصري

شيرين صبحي

رؤية
القاهرة – أكد سامح الزهار المتخصص في الآثار الاسلامية والقبطية، أن مدينة القاهرة تتميز عن غيرها من مدن العالم بانتشار المقاهي التي يرتادها قاطنو المدينة العتيقة أو الوافدين اليها من روافد القطر، موضحا أن المقاهي المصرية القديمة هي جزء لا يتجزأ من التراث المصري برافديه المادي والمعنوي وتعد متاحف حية تستعرض الحياة القاهرية القديمة وتحافظ على أجزاء مهمة من الهوية المصرية القديمة.

ونقلت وكالة “أ ش أ” عن الزهار قوله: إنه لا يوجد مصدر تاريخي يحدد تاريخ نشأة المقاهي في مصر، ولكنها لا تزال جزءا من السمات العامة للحياة القاهرية، مشيرا إلى أن اسمها اشتق من مشروب القهوة والتي عرفها المصريون في القرن السادس عشر الميلادي، وهو المشروب الذي حرمه البعض لما اعتقدوا فيه من ضرر حتى تم إجازتها في بدايات القرن العاشر الهجري.

وأضاف أن عددا من المؤرخين رأوا أن المقاهي كانت في السابق معدة لتناول مشروبات أخرى ولكن بدخول القهوة وإجازتها في مصر فقد كانت مرحلة جديدة في حياة تلك الأماكن، لافتا إلى أنه كان ثمة توصيفات دقيقة عن المقاهي، حيث يذكر إدوارد وليم لين، الذي عاش في القاهرة في بدايات القرن الــ19، في كتاب “المصريون المحدثون” “أن القاهرة بها أكثر من ألف مقهى، والمقهى غرفة صغيرة ذات واجهة خشبية على شكل عقود، ويقوم على طول الواجهة، ما عدا المدخل، مصطبة من الحجر أو الآجر تفرش بالحصر ويبلغ ارتفاعها قدمين أو ثلاثة وعرضها كذلك تقريبًا”.

واشار الزهار إلى أن المقاهي قديما كانت تمثل منابرا ثقافية ومراكز للإشعاع الفني، فقد كان يعقد بها قصص السير الشعبية والملاحم خاصة المجموعات التي عرفت حينها بـ”الهلالية” وذلك لتخصصهم في رواية السيرة الهلالية، كما كانت هناك قصص أخرى تروى مثل “الف ليلة وليلة وعنترة العبسي وو سيف ابن ذي يزن “، وكانت تستخدم الآلات الموسيقية مع تلك الروايات الفنية كالعود والربابة، ومع انتشار الراديو في المقاهي بدأت تختفي تلك الفنون إلا فيما ندر.

وأكد أن العصر الذهبي وقمة تألق المقاهي المصرية كان في الفترة من العشرينيات حتى الأربعينيات، حيث انتشرت المقاهي بشكل أكبر وأصبحن مراكز للحركة الوطنية فضلا عن دورها الثقافي والتنويري والفني وأيضًا الإجتماعي وقد اشتهر عدد كبير منها ورسخ في الوجدان المصري سواء ما تبقى منها الى يومنا هذا أو ما اندثر.

وأشار إلى أهمية ان تضع الدولة المصرية تلك المقاهي التاريخية نصب أعينها للحيلولة دون فقد ما تبقى منها مثلما حدث في السنوات السابقة من فقد عدد كبير من تلك الأماكن التي تعد متاحف حية تحافظ على أجزاء مهمة من الهوية المصرية القديمة.

ربما يعجبك أيضا