ارتفعت أسعار الديزل إلى مستويات غير مسبوقة، ومن المتوقع أن تواصل الارتفاع، في ظل قرار السعودية وروسيا تمديد خفض إنتاج النفط.
يعجز العالم عن توفير كميات كافية من الديزل، ما يفتح جبهة تضخمية جديدة، ويُحرم الاقتصادات من الوقود الذي يشغّل الصناعات والمواصلات.
وحسب ما أفادت به شبكة بلومبرج الأمريكية، اليوم الأحد 17 سبتمبر 2023، ارتفعت أسعار الديزل إلى مستويات غير مسبوقة، ومن المتوقع أن تواصل الارتفاع، في ظل قرار السعودية وروسيا تمديد خفض إنتاج النفط.
ارتفاع الأسعار
تشهد العقود الآجلة للنفط ارتفاعًا كبيرًا، ووصلت يوم الجمعة الماضي إلى 95 دولار تقريبًا للبرميل في لندن. لكن، وفق بلومبرج، يبدو هذا الارتفاع ضئيلًا بالمقارنة مع ارتفاع الديزل.
النفط
وقفزت الأسعار الأمريكية للديزل فوق 140 دولارًا، يوم الخميس الماضي، في أعلى مستوى لها على الإطلاق في هذا الوقت من العام. وارتفعت أسعار أوروبا 60% منذ الصيف.
صراع لمواكبة الطلب
لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن الوضع قد يزداد سوءًا، في ظل قرار السعودية وروسيا تمديد خفض إنتاج الخام الغني بالديزل حتى نهاية العام، وهي فترة تشهد عادةً ارتفاعًا في الطلب على الوقود.
اقرأ أيضًا| وسط مخاوف عجز الإمدادات.. النفط يصعد لأعلى مستوى في 10 أشهر
قالت رئيسة قسم أسواق النفط في الوكالة الدولية للطاقة، توريل بوسوني: “نواجه خطر استمرار شح المعروض في السوق، خاصة في ما يتعلق بالمقطرات، مع دخول أشهر الشتاء”، في إشارة إلى فئة الوقود التي تشمل الديزل، مضيفةً أن “مصافي التكرير تكافح لمواكبة الطلب”.
وأشارت بلومبرج إلى أن “الوضع صعب للمصافي العالمية التي تعاني ضعف الإنتاج منذ أشهر، لأن الحرارة الحارقة في نصف الكرة الشمالي هذا الصيف، أجبرت الكثير من المحطات على العمل بوتيرة أبطأ من المعتاد، ما ترك المخزونات غير مكتملة”.
وحسب المحلل في جولدمان ساكس، كالوم بروس، كان يوجد ضغط على المحطات لتصنيع منتجات أخرى، مثل وقود الطائرات والبنزين، التي انتعش الطلب عليها بقوة.
نقص المصافي
إضافة إلى نظام التكرير العالمي الذي أغلق كل المحطات الأقل كفاءة، عندما أدّت جائحة كوفيد-19 إلى تراجع الطلب. ووفق بلومبرج، يتعافى الاستهلاك الآن، لكن عددًا كبيرًا من المصافي لم يعد موجودًا.
اقرأ أيضًا| مصفاة الدقم العمانية الجديدة تشحن أول شحنة ديزل خلال تشغيل تجريبي
ولا يزال يوجد أمل في أن أزمة الديزل قد تهدأ، فمع اقتراب أشهر الشتاء الباردة، تنخفض القيود المتعلقة بالطقس على المصافي، حتى لو كان بعضها سيخضع لصيانة دورية.
مخاوف أخرى
وقود الديزل
لفتت الشبكة الأمريكية إلى وجود مخاوف بشأن الإمداد القادم من بعض الدول الرئيسة المُصدِّرة للديزل، فروسيا، التي لا تزال أكبر مزود عالمي للديزل رغم العقوبات الغربية، أشارت إلى أنها تبحث الحد من كمية الوقود التي ترسلها إلى الأسواق العالمية.
وأصدرت الصين مؤخرًا حصة تصدير جديدة للوقود، لكن المتداولين والمحللين في آسيا قالوا إن الكمية المخططة حاليًّا، لن تكون كافية لمنع شح المعروض في السوق حتى نهاية العام.
وأفادت بلومبرج بأن “الشحنات الصينية ظلت عالقة قرب أدنى مستوياتها منذ 5 سنوات خلال معظم عام 2023”.
وهذه التدفقات المنخفضة تظهر في مراكز التخزين الرئيسة، مثل الولايات المتحدة، وسنغافورة، ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
عواقب اقتصادية
حسب بلومبرج، الكميات المحدودة من المعروض لها عواقب اقتصادية. وكان الارتفاع في العقود الآجلة الأمريكية مدفوعًا بشراء سائقي الشاحنات للوقود، من ضمن أسباب أخرى.
وفي هذا السياق، قال مدير خدمة النفط العالمي في مجموعة رابيدان للطاقة، كلاي سيجل، إن الديزل هو “وقود الشاحنات التي تنقل المنتجات من المصنع إلى السوق، لذلك عندما ترتفع الأسعار، تنتقل تكاليف النقل الأعلى إلى الشركات والمستهلكين”.
وأضاف أنه “في حين يوجد أمل متزايد في أن الاقتصاد الأمريكي يمكنه تجنب الركود، فارتفاع أسعار الطاقة، سواء كانت أسعار البنزين أو الديزل، قد يقوض معظم هذا التقدم”، لافتًا إلى أن “ارتفاع أسعار الديزل قد يدفع المصافي إلى منح الأولوية لإنتاج الوقود على حساب البنزين”.
طلب ضعيف
كان من الممكن أن يكون وضع الديزل أسوأ لأن نمو الاستهلاك لم يكن قويًا مثل المنتجات النفطية الأخرى، وفق بلومبرج.
والأسبوع الماضي، توقع التقرير الشهري للوكالة الدولية للطاقة أن ينمو الاستهلاك بمقدار 100 ألف برميل في اليوم هذا العام. وهذا يُقارن بنحو 500 ألف برميل في اليوم للبنزين، وأكثر من مليون برميل في اليوم لوقود الطائرات والكيروسين.
وفي هذا الشأن، قال رئيس قسم المنتجات المكررة في شركة “إف جي إي” للاستشارات، يوجين ليندل، إنها “مشكلة تتعلق بالإمدادات في جوهرها”، مضيفًا أن المصافي الأوروبية “لم تستطع بناء الإمدادات على مدار الصيف بسبب الانقطاعات الواسعة غير المخطط لها التي تركت المخزونات شحيحة قبل الشتاء”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1616699