سعت إيطاليا للحد من الهجرة غير النظامية عبر اتفاقات مع تونس وليبيا، ورغم تحقيق بعض النتائج، فإن تطبيق تلك السياسات في المملكة المتحدة قد يواجه تحديات مختلفة.
زار كير ستارمر روما لإجراء محادثات ثنائية مع رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، لمناقشة قضية الهجرة.
يسعى رئيس الوزراء البريطاني لاستكشاف كيفية نجاح حكومة ميلوني اليمينية في تقليل عدد المهاجرين غير النظاميين عبر البحر المتوسط، على أمل أن يستفيد من تلك السياسات للحد من الهجرة غير النظامية إلى المملكة المتحدة.
تحديات تواجه ميلوني
في سبتمبر الماضي، شهدت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية تدفقًا هائلًا للمهاجرين، حيث وصل أكثر من 11,000 شخص إلى الجزيرة الصغيرة خلال أسبوع واحد، معظمهم من تونس.
كان ذلك تحديًا كبيرًا لميلوني التي وعدت خلال حملتها الانتخابية بالحد من الهجرة غير النظامية، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية يوم 16 سبتمبر 2024.
سياسات ميلوني
مع وجود رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى جانبها، تعهدت ميلوني بتشديد السياسات. وقد مررت قوانين تسمح بتمديد فترة احتجاز المهاجرين غير النظاميين إلى 18 شهرًا وأمرت بإنشاء مراكز احتجاز جديدة.
كما وقعت في يوليو 2023 اتفاقًا بين الاتحاد الأوروبي وتونس، يتضمن دفع ملايين اليوروهات لتونس لمنع انطلاق قوارب المهاجرين. رغم أن هذه السياسة لم تكن مثمرة في البداية، إلا أنها ساهمت فيما بعد في تقليل تدفق المهاجرين.
الاتفاق مع ليبيا
بالإضافة إلى ذلك، جددت إيطاليا اتفاقًا مع ليبيا يعود عام 2017 لتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبي لمنع خروج المهاجرين. وسافرت ميلوني أيضًا إلى تونس وليبيا في وقت لاحق من العام لتعزيز تلك الاتفاقات مع قادة البلدين.
كما أعلنت الحكومة الإيطالية عن خطط لتوقيع اتفاق مع ألبانيا ينص على نقل الرجال الذين يصلون إلى إيطاليا من شمال أفريقيا إلى مراكز في ألبانيا لمعالجة طلبات لجوئهم، ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق.
النتائج والإحصائيات
رغم السياسات التي اتخذتها حكومة ميلوني، ارتفعت أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا خلال السنة الأولى من حكمها لتصل إلى 125,806 في عام 2023، وهو تقريبًا ضعف العدد مقارنة بعام 2022. ولكن وفقًا للبيانات الأخيرة، انخفض عدد المهاجرين هذا العام إلى 44,465 مهاجرا.
تعرضت سياسات ميلوني لانتقادات شديدة من المنظمات الإنسانية، حيث أشارت إلى أن الاتفاق مع ليبيا يعيد الأشخاص إلى مراكز احتجاز. كما أثيرت مخاوف مشابهة بشأن الاتفاق مع تونس. ورغم الجهود، لا يزال المهاجرون يحاولون عبور البحر المتوسط، حيث لقي أكثر من 1,400 شخص مصرعهم أو فقدوا منذ بداية العام.
تطبيق السياسة الإيطالية في بريطانيا
رغم أن ستارمر يسعى إلى التعلم من التجربة الإيطالية، فإن تطبيق تلك السياسات في بريطانيا ليس بالأمر السهل.
بينما تستطيع إيطاليا تقديم الأموال والمساعدات لتونس وليبيا، فإن الوضع مختلف بالنسبة لبريطانيا، حيث يأتي المهاجرون من فرنسا، مما يضع قيودًا على إمكانية تكرار السياسة الإيطالية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1982808