أزمة بين نتنياهو وبايدن.. هل تنهار العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟

محمد النحاس

إلى أين تتجه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في ظل ثورة الشارع الإسرائيلي احتجاجًا على إصلاحات نتنياهو القضائية ورفض البيت الأبيض لها؟


في تصريحات هي الأولى من نوعها، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطابه ضد “الضغوط الأجنبية”، في إشارة إلى واشنطن.

ورفض نتنياهو “ضغوط” البيت الأبيض، بعد تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن، انتقد فيها الإصلاحات القضائية التي يحاول نتنياهو إقرارها، والتي أدت إلى اندلاع احتجاجات غير مسبوقة داخل إسرائيل، فهل يؤدي إصرار نتنياهو إلى تدهور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟

انتقاد أمريكي

قال الرئيس الأمريكي، إنه لن يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي على المدى القريب لزيارة البيت الأبيض، منتقدًا الإصلاحات القضائية التي يعتزم نتنياهو تمريرها، والتي أثارت غضبًا واسع النطاق في إسرائيل، وفقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.

بايدن يحذر إيران بعد ضربات متبادلة في سوريا

أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن أمله أن تتراجع إسرائيل عن الإصلاحات القضائية على نحو نهائي

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه “لا يمكن للمسؤولين في إسرائيل أن يتصرفوا على هذا النحو”، داعيًا رئيس الوزراء، إلى العدول عن هذه الإصلاحات على نحو نهائي، وفقًا لتقرير نشرته “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، وذلك رغم أن نتنياهو جمد المضي قدمًا في هذا الصدد، لكنه يعتزم محاولة تمرير هذه الإصلاحات مجددًا.

هل تتأثر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة؟

في حديث مع شبكة رؤية الإخبارية، قال أستاذ العلوم السياسية وخبير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أيمن الرقب: “إن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترى نفسها أكبر من البيت الأبيض، وتعتمد على اللوبي الموالي لها في أمريكا، وبالتالي لن يفضي التوتر بين الجانبين إلى قطع العلاقات”.

بايدن ونتنياهو

وفقًا للرقب تعود العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لعقود من الزمان

ومن جانبه، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي على “الانتقاد العلني” لبايدن، مشيدًا بـ”التزام بايدن الطويل تجاه إسرائيل”، ولكنه شدد على أن “إسرائيل دولة ذات سيادة، وتتخذ قراراتها بناء على إرادة شعبها وليس تبعًا لضغوط من الخارج”.

تقليل من حجم الخلافات

بحسب “سي إن إن” فإن السجال بين نتنياهو  في إسرائيل، والرئيس الأمريكي يضع ضغوطًا “غير معتادة” على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. 

وفي تغريدة لها على تويتر، كتبت مراسلة “سي إن إن”، هاداز جولد، في القدس أن مسؤولين إسرائيليين قللوا من شأن الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولم تسمِّ المراسلة المسؤوليين. 

انتقاد المعارضة لحكومة اليمين

زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، كتب بدوره تغريدة على تويتر، انتقد فيها “الحكومة اليمينية المتشددة”، متهمًا إياها بتدمير العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، أقرب حلفاء إسرائيل. 

وأضاف لابيد أن ما جرى تشييده من علاقات ثنائية بين الجانبين، على مدار عقود ماضية، دمرته الحكومة اليمينة في 3 أشهر فقط، ويأتي ذلك بعد أيام من تظاهرات غير مسبوقة عاشتها إسرائيل، وزاد من حدة الغضب الشعبي، إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس. 

والتظاهرات الحاشدة أدت إلى إعلان نتنياهو تأجيل تمرير مشروع الإصلاح القضائي، يوم الاثنين الماضي، إلا أنه قال إنه يعتزم العمل على إقرار تعديلات أخرى في وقت قريب، ما يشي بتواصل الأزمة السياسية داخل إسرائيل، وترى المعارضة في إسرائيل أن نتنياهو يحاول إقرار هذه الإصلاحات لأنه يواجه تهم فساد. 

انتقاد لتصريحات واشنطن

وزير الأمن الداخلي في إسرائيل، إيتمار بن غفير، وهو الوجه الأكثر “تشددًا” في حكومة اليمين، كان أكثر حدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، في انتقاده لتصريحات البيت الأبيض. 

وقال بن غفير: “يجب على الولايات المتحدة، ومسؤولي البيت الأبيض، أن يدركوا أن إسرائيل دولة مستقلة ذات سيادة”، متابعًا: “إسرائيل ليست نجمة على العلم الأمريكي”، وبحسب “سي إن إن” فقد كانت تصريحات بايدن “غير مسبوقة” في انتقاد الإصلاح الذي تسعى حكومة اليمين لإقراره. 

محاولة لتخفيف التوترات 

في ظل تلك الأجواء، أعلن حاكم ولاية فلوريدا، والمرشح الجمهوري المحتمل، لانتخابات 2024 في الولايات المتحدة الأمريكية، رون دي سانتيس، عزمه زيارة إسرائيل الشهر المقبل، وذلك وفقًا لإفادته، لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية. 

وقال حاكم ولاية فلوريدا، في حديثه مع الصحيفة الإسرائيلية: “في وقت باتت فيه العلاقات الأمريكية والإسرائيلية متوترة بلا داعٍ، تسعى ولاية فلوريدا لأنْ تكون جسرًا بين الشعبين الأمريكي والإسرائيلي”. 

اقرأ أيضًا: مظاهرات في إسرائيل والحكومة مُصرّة على الإصلاحات القضائية.. إلى أين تتجه الأوضاع؟

يوم الفوضى.. «المؤسسة» في إسرائيل تتمرد على نتنياهو

 

ربما يعجبك أيضا