أزمة جديدة مطلع 2024 بسبب زيادة سفن النقل البحري وضعف الطلب    

دخول سفن جديدة في الخدمة ينذر باضطراب في صناعة النقل البحري

مصطفى خلف الله

تواجه صناعة الشحن البحري، تحديات كبيرة مع دخول السفن الجديدة التي طُلبت خلال طفرة الشحن إبان جائحة كورونا الخدمة في 2024 بحسب بلومبرج.

حذّر الملياردير رودولف سعادة، رئيس ثالث أكبر شركة لنقل الحاويات في العالم، من أن الصناعة ستمر بتقلبات كبيرة.

وقال سعادة، الرئيس التنفيذي لشركة الشحن العملاقة “سي إم إيه سي جي إم” (CMA CGM) التي يقع مقرها في مرسيليا، في مقابلة: “يكمن التحدي بقطاعنا في دخول عدد من سفن الحاويات السوق بدءً من العام المقبل، وهو ما قد يُحدث خللًا بين العرض والطلب”.

شركات الشحن تعاني

جاءت تصريحات سعادة، أول من أمس الجمعة في مؤتمر بباريس بمناسبة إنشاء معمل أبحاث غير ربحي للذكاء الاصطناعي تدعمه الشركة التي تسيطر عليها عائلته.

باتت آفاق قطاع الشحن قاتمة إلى حد بعيد بالأشهر القليلة الماضية، إذ أبلغت بعض أكبر شركات نقل الحاويات بما في ذلك “إيه.بي. مولر-ميرسك إيه/إس” (AP Moller-Maersk A/S)، و”هابانغ-لويد (Hapag-Lloyd)، و”سي إم إيه سي جي إم” عن انخفاضات كبيرة في أرباح الربع الثالث، ووضعت خططًا لخفض التكاليف. وقال البعض إنهم يخشون أن يمتد هذا الانخفاض إلى 2024.

وتوقع سعادة  نمو التجارة بين 2% و3% العام المقبل”، مضيفاً أن شركته “قوية مالياً” بما لديها من حصة سوقية كبيرة في البلدان التي تعمل بها، مما سيساعدها في التغلب على الصعوبات، مضيفًا أن صناعة الشحن معتادة على هذا المد والجزر، قائلًا إنها دورية تمامًا حققنا نتائج ممتازة في 2021 و2022، والآن ندخل أوقاتًا طبيعية أكثر ونحن مستعدون لذلك.

جائحة كورونا

حفزت طفرة الشحن في أثناء الجائحة، مرورًا بالركود الحالي، إجراء بعض عمليات إعادة التنظيم في الصناعة. ففي بداية هذا العام، أعلنت “ميرسك” و”ميديترينيان شيبينغ”، أكبر شركة لخطوط الحاويات في العالم، أنهما ستنهيان شراكة في مشاركة السفن بعد عقد في ظل اشتداد التنافس بينهما في الخدمات اللوجستية العالمية.

سعادة قال إنه سعيد بعضوية شركته في “أوشن ألاينس” (Ocean Alliance)، الذي يضم شركة “كوسكو شيبينغ هولدينغز” (Cosco Shipping Holdings) الصينية المملوكة للدولة.

وقال سعادة عن تفكك شراكة “ميرسك” و”إم إس سي”: “كل شخص لديه مشاكله الخاص.. أنا سعيد بـ(كوسكو).. إنه شريكنا الكبير”.

مساعٍ حثيثة للتوسع

من جانبها، استغلت “سي إم إيه سي جي إم” أيضًا مكاسبها غير المتوقعة من الجائحة للاستثمار والتوسع والاستحواذ على أصول الموانئ والخدمات اللوجستية والنقل الجوي، بما في ذلك أكبر صفقة لها على الإطلاق للاستحواذ على ذراع “بولور” (Bollore) اللوجستية بتقييم 5 مليارات يورو (5.4 مليار دولار).

أسس جاك سعادة، والد رودولف، “سي إم إيه سي جي إم”، ولا تزال تسيطر العائلة عليها. وفي عهد رودولف، نوعت الشركة نشاطها في مجال الإعلام، إذ اشترت صحفًا مثل “لا تريبيون” و”لا بروفانس”.

تهرب المدير التنفيذي المنتمي للجيل الثاني أول من أمس الجمعة من سؤال بشأن ما إذا كان مهتمًا بأصول راديو وتلفزيون “بي في إم” (BFM) المملوك لزميله الملياردير الفرنسي باتريك دراحي، الذي تعاني إمبراطوريته للاتصالات من عبء ديون كبير.

 

ربما يعجبك أيضا