أزمة جفاف “نهر دجلة” تثير غضب الجالية العراقية بأوروبا

سحر رمزي
رؤيـة – سحر رمزي

تشهد القارة العجوز ردود أفعال غاضبة من الجالية العراقية والعربية، ضد تركيا وإيران وهناك اتهام معلن بأنها حرب جديدة علي الشعب العراقي، الذي يعاني من أزمات متتالية  مثل الإرهاب والدمار وعدم الاستقرار السياسي والأمني، وآخرها كان جفاف نهر دجلة، ومع هذه الكارثة شاع تساؤل عراقي مشروع ما إذا كانت تركيا وإيران اتفقتا على دفع العراق إلى كارثة الجفاف، أم إن الأتراك والإيرانيين وجدوا حكومة هشة ونظامًا سياسيًا غير منشغل إلا بنفسه وبقياداته فسلبوا العراق حصصه المائية، في خطة لإماتة زراعته وضمان عدم نهوض صناعته، وإجباره على استيراد ما تنتج تركيا وإيران، ومنه الماء الصالح للشرب، وذلك حسب الدكتورة باهرة الشيخلي في صحيفة “عرب لندن”.
أوضحت الشيخلي أن شح المياه في العراق ينذر ليس بحرب شيعية سنية أو عربية كردية، وإنما سنية – سنية وشيعية – شيعية بسبب الحصص المائية للمحافظات، إذ تحاول كل محافظة زيادة حصتها على حساب المحافظة التي تليها.
ماذا تبقى للعراق؟

وقالت الشيخلي منذ 9 أبريل 2003 وإلى الآن، لا يصحو العراقي من كارثة حتى يستيقظ على أخرى، وآخر هذه الكوارث كارثة سد أليسو التركي الذي يهدد العراق بالجفاف التام.
من غير المعقول أن يجهل وزير الري أن العراق أنشأ صفرا من السدود والنواظم، منذ 2003 وحتى الآن، وأن جميع السدود والنواظم العملاقة وعددها بالعشرات بناها النظام الوطني العراقي، منذ 1921 وحتى 2003، فعدا ما بناه مجلس الإعمار في العهد الملكي وفي عهود الجمهورية السابقة لنظام البعث، فإن الأخير وحده بنى أكثر من 15 سدًا عملاقا عدا النواظم، وأنجز بناء سبعة سدود خلال حرب الخليج الأولى فقط، وسدين آخرين خلال الحصار الدولي، الذي فرض على العراق في تسعينات القرن الماضي، فضلا عن تنفيذ النهر الثالث أو “نهر صدام” لعزل مياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي عن نهري دجلة والفرات وإنقاذهما من التلوث وزيادة الأملاح، بعد أن حجبت تركيا نصف مياه نهر الفرات، وحجبت إيران 70 بالمئة من واردات مياه دجلة الواردة من أنهار إيران. كذلك تم شق ما سمي في حينه، نهر وفاء القائد وإجراءات أخرى لإيصال الماء العذب إلى البصرة والعمارة والناصرية.
كما نشرت وكالة الأنباء الألمانية تحت عنوان حملة في العراق لمقاطعة منتجات تركيا وإيران بعد جفاف دجلة، وقالت بدأت تركيا بملء سد أليسو الذي سيحجب نحو نصف كميات المياه عن نهر دجلة في العراق، بالإضافة إلى ذلك قامت إيران بتغيير مجرى روافد نهر دجلة، ما عجل من جفاف النهر، “عراقيون ردوا بحملة لمقاطعة المنتجات التركية والإيرانية”.
انحسرت مياه نهر دجلة في العراق بشكل كبير، خاصة في مناطق شمال بغداد، وذلك بسبب قلة الأمطار والتغيرات المناخية بالإضافة إلى بدء ملء سد أليسو التركي الذي سيحجب نحو نصف كميات المياه عن النهر.
في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، غرّد الأديب العراقي ماجد صالح السامرائي بالقول “ما هذا الذي فعلته تركيا بالعراق وبالعراقيين؟ لقد صحتْ ‘حكومتنا الشريدة’ من نومها فوجدت نهريها بلا مياه.
الحكومة التركية لن تتنازل عن سد أليسو

كما أوضح الدكتور مظفر قاسم حسين أستاذ العلوم السياسية أن مسؤول بالحكومة التركية أكد أنه حتى الآن لم نتلق أي اتصال هاتفي حكومي عراقي بمسؤول تركي منذ اندلاع الأزمة لغاية تاريخ هذا المنشور، وأكد أن الحكومة التركية أبلغت الحكومات العراقية المتعاقبة بأنه سيأتي الوقت الذي نملأ فيه سد أليسو (لي صو ) وستقل مناسيب المياه في العراق إلى مستوى غير مسبوق .. حاولوا ترتيب أموركم من خلال خطط مستقبلية حتى إن تطلب الأمر إنشاء سدود جديدة في بلدكم وخزانات كبيرة داخل المدن، وكنّا مراراً وتكراراً نؤكد هذا الأمر على الحكومات العراقية والمسؤولين العراقيين ولكن لم يصغ لنا أحد أو جهة، قلنا لهم سد أليسو (لي صو) حق للمناطق الجنوبية التركية وسينعش منطقتنا وهو خطة موضوعة منذ سنوات عدة ومعدة من قبلنا، وقلنا للجانب العراقي حاول أن تعمل بخطة موازية لخطتنا كي يتم تنسيق الأمور وعدم مواجهة أزمة شُح المياه .. لم يقم الجانب العراقي بأي إجراءات وأهمل نصائحنا.
 وأوضح المسؤول للدكتور مظفر أن الجانب التركي كان حريصاً أكثر من الجانب العراقي وقلنا لهم بأن قرارنا سيكون نهائياً وغير قابل للتفاوض وعليكم أن تعدوا العدة منذ هذه اللحظة بخطة موازية وكان هذا الحديث قبل خمسة أعوام وكررنا تأكيده خلال الأعوام الماضية علماً بأن التخطيط لهذا السد بدأ عام 1999 وتم وضع حجر الأساس الأول في عام 2006 وبدأ العمل يرى النور حقيقة منذ عام 2008 وهو ليس جديداً على الحكومات العراقية.
وطالب الجانب التركي على حد قول المسؤول الحكومي للدكتور مظفر، الحكومة العراقية بضرورة عمل خزانات كبيرة في المدن العراقية وأن نهر دجلة سيتضرر بمسافة أكثر من 400 كيلو متر وقال لنا الجانب العراقي بأنه سيعمل على خطة رفع الاحتياطي بدل الخزانات الكبيرة في المدن فموضوع الخزانات قد يسبب إرباكا وذعراً لدى الناس وقلنا للجانب العراقي هذا لن يكفي ونحن لسنا معنيين بالخطة التي ترونها مناسبة لبلدكم ولكن نرى ضرورة التحضير لبناء خزانات كبيرة في كل المدن العراقية حتى لو تطلب الأمر وضع شبكة خزانات مربوطة ببعضها البعض.
أبلغنا الجانب العراقي أنه في اليوم الذي تقرر فيه تركيا أن تملأ سد اليسو لن نسمح بلقاء أي شخصية عراقية بهذا الخصوص بل أن الرئيس أردوغان سيمنع حضور أو اتصال أي شخصية في دائرة القرار العراقي كما إننا لن نضمن ردود فعل الرئيس أردوغان وقد تكون قاسية وتصل الى حد تكسر فيه حدود الدبلوماسية، وإذا وافق على أي لقاء فسيكون بناءً على وساطات دولية وعربية.
قلت له ولكن ألا تتوقع أن تضغط الدول الكبرى عليكم، فقال هذا مستحيل طبعًا لأسباب عدة أذكر لك سبباً واحداً وأترك الحكم لك .. هل تعلم بأن الدول الكبرى ودولاً أوروبية أخرى مشاركة في تمويل هذا السد الذي بلغت كلفته أكثر من 1.7 مليار دولار ومن هذه الدول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا وألمانيا وإيطاليا والسويد فكيف تعترض علينا وهي مشاركة في التمويل؟ ثم أن الجانب العراقي يعلم بهذه التفاصيل جيداً.
من يمكنه التفاوض مع أردوغان

أكد المسؤول التركي أنه ربما سيوافق الرئيس أردوغان على لقاء السيد الصدر فقط ليضعه بالصورة الكاملة لأن الرئيس أردوغان وضع ملف أليسو تحت يديه مباشرة ويحتفظ حتى بمخاطبات مباشرة مع الجانب العراقي حيث كرر الرئيس أردوغان “ستواجهون شُح المياه” ستواجهون العطش إذا بقيتم تتفرجون”.
وأضاف أعتقد بأن الصدر سيكون في تركيا قريبًا.
واعترف المسؤول التركي بأن هناك شخصيات عراقية تقدمت رسميًا بطلبات لزيارة تركيا وتم رفضها جميعاً وكرر الرئيس التركي عبارة لبعض الشخصيات السياسية التركية الرفيعة قائلاً لهم: انتهى وقت الكلام.
كما أكد على أن الرئيس التركي سيظهر قريباً جداً وسيوضح كل شيء للشعبين التركي والعراقي وسيتحدث بكل صراحة وألم وسيهاجم من هم في دائرة القرار في العراق وذلك حسب ما نشره الدكتور مظفر قاسم تحت اسم شخصي وسري للغاية.
موقف الحكومة العراقية من الأزمة غير واضح لأبناء الجالية بأوروبا

من وجهة نظر رجال السياسة العراقية في بلاد المهجر موقف الحكومة بالصامت المتخاذل، وأكدوا على أن أحدا من الحكومة والبرلمان لم ينبس ببنت شفة أمام الجريمة، التي اقترفتها إيران ضد العراق بقطعها الأنهار الآتية منها، عن العراق تماما، والأخرى التي غيرت مسارها لتجعلها داخل إيران فقط وتمنع مياهها من الدخول إلى العراق.
لكن الواقع أن الناطق الرسمي لوزارة الموارد المائية العراقية، أوضح في وقت سابق، أن كميات المياه الواردة إلى العراق عبر نهر دجلة ستتأثر بنحو كبير عند إكمال تنفيذ مشروع سد أليسو، وأن السد سيتحكم في تحديد كميات المياه المطلقة إلى العراق، وأن الوارد المائي الطبيعي لنهر دجلة عند الحدود العراقية – التركية هو 20.93 مليار متر مكعب في السنة وفي حالة تنفيذ المشاريع التركية، فمن المتوقع أن ينخفض هذا الوارد إلى 9.7 مليار متر مكعب في السنة وهو ما يشكل نسبة 47 بالمئة من الإيراد السنوي لنهر دجلة وأن مثل هذا النقص له انعكاسات خطيرة للغاية على العراق في مجالات الزراعة والشرب وتوليد الطاقة والصناعة وبدرجة كبيرة إنعاش الأهوار والبيئة. وستكون محافظة ذي قار أكثر المحافظات تضررا من تدني منسوب نهري دجلة والفرات، بصفتها في آخر سلم المستفيدين من مياه النهرين الآتية من الشمال.
ومن جهة أخري أكد كل من رئيس جمهورية العراقي فؤاد معصوم ووزير الموارد المائية حسن الجنابي في حديث سابق، على أهمية العمل مع تركيا وإيران وسوريا من أجل التوصل إلى نتائج “عادلة” في السياسة المائية.
فيما أشار الجنابي إلى أن وزارته تعمل على تعزيز الحوار والتفاهم مع تركيا لتقليص الأضرار المترتبة على دخول سد أليسو حيز الخدمة، كما ذكرت قناة السومرية نقلا عن بيان لرئاسة الجمهورية العراقية.
وذكر الوزير الجنابي أن ضرر سد أليسو على العراق سيكون بالموسم المقبل. مبيناً ان نصف إيرادات المياه لنهري دجلة والفرات تعتمد على تركيا، وأن تركيا بدأت بملء السدود منذ أذار الماضي. وأعلن الوزير تأمين الكميات المائية للمشاريع الزراعية، ومحطات المياه الأخرى خلال العام الحالي، مؤكدا أن مياه الشرب مؤمنة كما أنها مؤمنة لإرواء ما يقارب 600 ألف دونم من المحاصيل الصيفية وحوالي مليون دونم من البساتين. وقال إن دجلة يتمتع بروافد أخرى يجعله أفضل حالا من نهر الفرات.
الأنهار التي قطعتها إيران عن العراق تماما والأخرى التي غيرت مسارها لتجعلها داخل إيران فقط وتمنع مياهها من الدخول للعراق:
نهر الوند المار عبر مدينة خانقين.
نهر الزاب الصغير في مدينة السليمانية.
نهر كارون: ينبع من مرتفعات (بختياري) الإيرانية، ويصب في شط العرب عند ميناء (خرمشهر).
نهر دويريج: ينبع من المرتفعات الإيرانية، ويدخل الحدود العراقية قرب (( مخفر الفكة )) العراقي. ثم يتجه غرباً ويصب في (هور المشرح ).
نهر كرخة: ينبع من المرتفعات الإيرانية، ويصب في (هور الحويزة).
نهر الطيب: ينبع من الأراضي الإيرانية، ويدخل الأراضي العراقية في منطقة (جمشة ليلة) التي تبعد عن المخفر الحدودي بنحو 2 كم من ناحية الشمال، ثم يسير النهر بمحاذاة الحدود لمسافة 2 كم تقريبا.
 نهر كنجان جم غيرت مسار هذا النهر الذي كان ينبع من مرتفعات (بشتكوه) الإيرانية ويجري باتجاه الجنوب الغربي نحو العراق.
نهر وادي كنكير: بلغ تصريف النهر عند الحدود العراقية قرب قضاء مندلي.
نهر قره تو: يدخل الحدود العراقية عند قرية (طنكي حمام) بعد اجتيازه مناطق سهلية إيرانية وتصب به عدة روافد صغيرة بعد دخوله. الأراضي العراقية.
نهر هركينه: يعتبر النهر وروافده، الخط الحدودي الفاصل بين (بناوه سوته) و(هركينه) العراقية و(بايوه) و(باشماق) الإيرانية.

نهر زرين جوي الكبير: يروي الأراضي الواقعة على جانبي حدود البلدين لمسافة 2 كم.
 

ربما يعجبك أيضا