أزمة متصاعدة.. طبول الحرب تقرع بين إيران وأذربيجان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

الأزمة بين إيران وأذربيجان تصاعدت بشكل سريع، إذ بعد احتجاج إيران على احتجاز سائقي شاحنات متجهة لأرمينيا وفرض أذربيجان رسوما وضرائب على الشاحنات الإيرانية، أغلقت أذربيجان مكتب المرشد الإيراني، ردا على خطوة طهران بإغلاق مجالها الجوي بوجه الطيران الأذربيجاني، وبات السؤال: هل يتطور التوتر الذي تشهده العلاقات بين إيران وأذربيجان إلى صدام عسكري بين البلدين بعدما بلغ التوتر بين البلدين ذروته إثر مناورات “فاتحو خيبر” قرب الحدود الأذربيجانية ؟

ليست وليدة اليوم

علسسف

التوتر الحاصل بين إيران وأذربيجان، ليس وليد اليوم، فإيران لم تكن أبدًا في حالة ودية مع أذربيجان، حتى عندما قامت الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، في حرب ناغورني قره باغ.

وفقا لما نشره موقع «أوراسيا ريفيو» حول التوترات التي عادت للظهور على الحدود بين إيران وأذربيجان، فإنها ترتبط بثلاث قضايا: المناورات الأذربيجانية العسكرية المشتركة مع تركيا وباكستان على بعد 500 كيلومتر من الحدود الإيرانية، والقيود التي فرضتها أذربيجان على دخول سائقي الشاحنات الإيرانيين إلى أرمينيا واحتجاز سائقين إيرانيين؛ إضافة إلى العلاقات الأذربيجانية مع إسرائيل.

الخلاف إذن قديم ولتبيان بعض الحقائق التي لا يعرفها البعض هو أن إيران وأذربيجان ذو غالبية شيعية اثني عشرية ساحقة وتربطهما علاقات اجتماعية وثقافية . إيران وفي حرب ناغورني قره باغ ذو الغالبية الأرمنية وقفت على مسافة متباينة بين الطرفين ويقول المحللون إنها انحازت نحو أرمينيا لعدة أسباب منها التحالف الأذري الإسرائيلي والتركي وكذلك محاولة خنق إيران بعد سيطرة أذربيجان على أغلب مناطق الإقليم .

«تريد إسرائيل» من تلك المنطقة بؤرة خلاف بين إيران وأذربيجان لـ«تسعير» التوتر وخلق نوع من العداء، تستغله تل أبيب ومن باب دعم ومساندة باكو عسكريًا وإعلاميًا، فتصبح مالكة لمجموعة من القواعد العسكرية المنتشرة على مرمى حجر من الشمال الإيراني، والذي يحضن أهم منشآتها النووية في نطنز. يقول محللون

السلطان المتوهم

الصحف الإيرانية دخلت على خط المناوشات وشنت هجومًا لاذعًا على الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف وتصفه بــ«السلطان المتوهم» في إشارة إلى التصعيد بين باكو وطهران.

يذهب بعض المحللين إلى أنه حال اندلعت حرب بين إيران وأذربيجان، سيكون لها عواقب وخيمة على اقتصاديات دول المنطقة، تحديدا باكستان وأفغانستان والعراق وتركيا وستؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار النفط والغاز.

من الناحية العسكرية لا مجال للمقارنة بين إيران وأذربيجان حتى لو حصلت الأخيرة على دعم كبير من تركيا وإسرائيل، فإيران تمتلك قدرات صاروخية هائلة قادرة على تسوية باكو عاصمة أذربيجان خلال ساعات معدودة.يقول محللون

يرد آخرون، بالقول إن أذربيجان تمتلك طائرات البيرقدار التركية فضلا عن طائرات بدون طيار إسرائيلية. فتركيا وأذربيجان جزء من التحالف الدولي، وتركيا تربطها بأذرببجان صلات عرقية، وتحالف سياسي عسكري. في المقابل أذربيجان بينها وببن إيران عداوة وتحتل الأخيرة جزء من أرضها وشعبها.

مخاوف طهران

رغم العلاقات التي قد تبدو دافئة «شكليا» بين أنقرة وطهران، غير أن امتلاك أنقرة ثاني أكبر جيش في الناتو، وباكستان القوة النووية في المنطقة، فإن انضمام هاتين الدولتين إلى أذربيجان في إطار مناورات عسكرية، يقلق الإيرانيين وتعكس المناورة العسكرية الأخيرة تلك المخاوف.

وكان آية الله حسن عاملي، خطيب صلاة الجمعة في أردبيل، قد صرح بذلك في 17 أيلول على أنه «بما أن أذربيجان وتركيا لم تحترما حقوق إيران المجاورة، سنطلب من مجلس الأمن القومي الأعلى السماح لفيلق الحرس الثوري الإسلامي بإظهار نصف مقدار القوة الإيرانية على هذا الجانب من الحدود».

ما يثير قلق الإيرانيين كذلك مساعي أردوغان لإحياء الخلافة العثمانية وجمع شمل الدول الناطقة بالتركية بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة بين أردوغان شخصيا وبين إلهام علييف رئيس أذربيجان، إذا أخذنا في الاعتبار قضية خطيرة بالنسبة لإيران وهم سكانها من أصول أذرية وهم يشكلون ولاية إيرانية كاملة.

ربما يعجبك أيضا