أسواق العالم تتراجع تحت وطأة خطة «أمريكا أولاً» بقيادة ترامب

أدى فوز دونالد ترامب في الانتخابات إلى قفزة جديدة في الأسهم الأمريكية، ووصول الدولار لأعلى مستوى له خلال عامين، في خبر يبدو سلبيًا لبقية العالم.

وشهدت الأسهم العالمية خارج الولايات المتحدة تراجعًا ملحوظًا، حيث سجل مؤشر MSCI أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر، وتراجعت عملات الأسواق الناشئة بأكثر من 1% بعد الانتخابات الأمريكية، ما يهدد بإزالة مكاسب هذا العام، وتراجعت الأسهم الأوروبية والعملة الأوروبية “اليورو”، بحسب وكالة بلومبرج اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024.

تصاعد الرسوم الجمركية

يتزايد مع بدء تشكيل حكومة ترامب، التركيز على خططه “أمريكا أولاً“، مع اختيار مخلصين لتنفيذ هذه السياسات.

وتعزز هذه التوجهات مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد الرسوم الجمركية، خصوصًا على الصين، إضافة إلى سياسات قد ترفع التضخم وتحد من قدرة البنوك المركزية على التدخل.

وزاد المستثمرون أمام هذه المخاوف، من توجههم نحو الأصول الأمريكية، ووفق مسح أجراه “بنك أوف أمريكا”، ارتفع معدل تعرض مديري الصناديق للأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوى منذ عام 2013، بينما تكبدت الأسواق الناشئة، مثل الصين والمكسيك، خسائر ملحوظة لاعتبارها الأكثر عرضة لسياسات ترامب التجارية.

الشركات الأمريكية ستستفيد

قال راجيف دي ملو، رئيس الاستثمار في “غاما أسيت مانجمنت SA”: إن سياسات ترامب الداعمة للسوق الداخلي ستفيد الشركات الأمريكية، وأشار إلى تخفيض المخاطر قبل الانتخابات الأمريكية، ولكنه شدد على ضرورة زيادة الاستثمار في الأصول التي ستستفيد من هذه السياسات.

ويبدو أن هذا الاتجاه سيستمر مع انخفاض مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية بأكثر من 1% اليوم الأربعاء، وسط توقعات بجلسة ضعيفة في أوروبا، ومن جهة أخرى، يستمر ارتفاع الدولار الذي سجل أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2022.

نشوب حرب تجارية جديدة

يتابع المستثمرون عن كثب تعيينات الحكومة الأمريكية الجديدة لمراقبة مدى ترجمة تصريحات ترامب خلال الحملة الانتخابية إلى سياسات فعلية، حيث كان قد تعهد سابقًا بفرض رسوم جمركية ضخمة على السلع الأجنبية، تصل إلى 20% على جميع الواردات و60% على المنتجات الصينية، ما أثار مخاوف من نشوب حرب تجارية جديدة.

بينما قد تضعف هذه التوقعات العملات في الأسواق الناشئة، تدخلت بعض البنوك المركزية مثل بنك إندونيسيا و”بانكو سنترال دو برازيل” لدعم عملاتها، وأشار بنك الشعب الصيني إلى رغبته في تعزيز اليوان أمام الدولار.

ومع استمرار هيمنة الأصول الأمريكية، رأى خبراء مثل مايكل براون، المحلل في “بيبرستون جروب”، أن سوق الأسهم الأمريكية لا تزال تتمتع بزخم قوي، مع وعود إدارة ترامب القادمة بتحفيز النمو الاقتصادي والأرباح عبر جولة جديدة من التخفيضات الضريبية.