أصداء اقتحام الكابيتول.. اتهامات وإدانات وخطط ومصائر ترامب المتباينة

علاء بريك

يتواصل ظهور المعلومات وشهادات الشهود بصدد ما حدث يوم 6 يناير 2021، لكن مصير ترامب لا يزال غامضًا


تتواصل أصداء اقتحام مبنى الكابيتول، في 6 يناير 2021، مع ظهور مزيد من الأدلة والشهادات ضد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وقد أدانت هيئة المحلفين مستشار الرئيس السابق، ستيف بانون، أول أمس الجمعة 22 يوليو 2022، بتهمة ازدراء الكونجرس على خلفية رفضه الإدلاء بشهادته وتسليم وثائق إلى اللجنة المعنية بالتحقيق في أحداث 6 يناير، لكن يظل مستقبل ترامب معلقًا وقابلًا كل احتمال.

انتهاء جلسات الاستماع الصيفية

بعد 8 جلسات متلفزة، لخصت شهادة نائب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، ماثيو بوتينجر، ما يمكن عده الانطباع العام عن دور ترامب في أحداث 6 يناير، فقد قال، إن موقف ترامب وقراراته آنذاك ضربت النظام الديمقراطي وصورة أمريكا أمام العالم، لكن لم تنته الجلسات بعد، فبحسب مسؤولي اللجنة ستعقد جلسات أخرى في الخريف مع ظهور مزيد من الشهود والمعلومات.

على الجانب الآخر، هاجم زعماء جمهوريون في مجلس النواب الأمريكي عمل اللجنة ووصفوه بالاستعراضي، وقالوا إن دوافعها دوافع سياسية، مع العلم أن اللجنة تضم عضوين من الحزب الجمهوري، هما ليز تشيني وآدم كينزنجر، تعرضا للنبذ من الحزب على خلفية عضويتهما في اللجنة، بحسب ما كتب موقع “ميليتري تايمز“.

ضباط ضد ترامب

في مقالة أرسلها عدد من الضباط الأمريكيين المتقاعدين إلى صحيفة “نيويورك تايمز“، في 21 يوليو 2022، وصف الضباط تصرفات ترامب يوم 6 يناير بأنها تثير أشد القلق لأن الرئيس قد تقاعس عن أداء واجباته المتمثلة في الحفاظ على الدستور وحمايته، ورأوا في تصرفاته تقويضًا لمبدأ أساسي في النظام الديمقراطي: السيطرة المدنية على الجيش.

في السياق نفسه، نشر الرائد في شرطة الكابيتول، أكويلينو جونل، في صحيفة “نيويورك تايمز” أيضًا، في 10 يوليو 2022، مقالة عنونها بـ”غدر بي الرئيس ترامب”، وصف فيها مشاركته في إنهاء أعمال الشغب في الكابيتول وتعرضه للإصابة على إثرها، وقال إنه لم يكن يتخيل أن رئيس الولايات المتحدة سيأخذ صف الغوغاء، بدلًا من صف شرطة حفظ النظام، وطالب بمنع ترامب من العودة إلى البيت الأبيض لخيانته قسمه والدستور.

الخطر القادم من أتلانتا

خارج أروقة الكونجرس، كانت المدعية العامة لمنطقة أتلانتا، فاني ويليس، تعمل منذ السنة الماضية على تحضير ملف قضية تتهم فيها عددًا من الشخصيات في إدارة ترامب، بما في ذلك ترامب نفسه، بتهمة التآمر لتزوير نتائج الانتخابات إلى جانب تهم أخرى تتعلق بالابتزاز لدفع أشخاص إلى المشاركة في مخطط مسبق لتقويض نتائج الانتخابات، بحسب ما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز“.

إن بعض الاختلافات في قانون ولاية جورجيا التي تتبع لها أتلانتا قد تجعل الطريق إلى المحاكمة أسهل من طريق المحاكم الفيدرالية. ويوجد في قضية أتلانتا حدث يجعل إعداد ملف القضية أيسر ويلفت الانتباه إلى سلوك السيد ترامب، فمكالمته مع سكرتير ولاية جورجيا، براد رافينسبيرجر، قد سجلها مكتب رافينسبيرجر وفيها يناشده “العثور” على 11،780 صوتًا لقلب هزيمته.

الجمهوري يبحث عن بديل

وأشارت نتائج استطلاعات رأي نشرتها “واشنطن بوست“، السبت الموافق 22 يوليو 2022، إلى أن عمل اللجنة لا يثق به الجمهوريون، لكن لم يمنعهم ذلك من تسريع بحث الحزب عن بديل لترامب في انتخابات الرئاسة 2024، مع وجود مؤشرات على تحولات لتخفيف دعم ترشيحه المحتمل.

وقال حاكم ولاية ماريلاند الجمهوري المعارض لترامب، والمرشح المحتمل لانتخابات 2024، لاري هوجان: “إن معظم الجمهوريين لا يراقبون ولا ينتبهون لعمل لجنة 6 يناير، ولكن لم يُخفِ أعضاء اللجنة شعورهم أنهم يعدون ترامب تهديدًا للديمقراطية الأمريكية، وأن هدفهم لا يقل عن القضاء على احتمال توليه السلطة مرة أخرى”.

ماذا لو عاد رئيسًا؟

وفقًا لما نشره موقع “أكسيوس“، في 22 يوليو 2022، يستعد كبار حلفاء الرئيس السابق ترامب لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية بطريقة جذرية، إذا أعيد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، ما يؤدي إلى فصل الآلاف من موظفي الخدمة المدنية وتعيين موظفين موالين له ولأيديولوجيته “أمريكا أولًا” في المناصب الوظيفية.

وكتب الموقع أن جوهر الخطة مستمد من أمر تنفيذي يُعرف باسم “الجدول F” الذي بدأ العمل عليه وصقله سرًّا خلال معظم النصف الثاني من ولاية ترامب، وقد أصدره قبل 13 يومًا من انتخابات 2020.

وحسب “أكسيوس”، يمكن لترامب، من الناحية النظرية، وفق هذا الأمر التنفيذي إقالة عشرات الآلاف من المسؤولين الحكوميين، وتعيين آخرين يعتقد أنهم أكثر ولاءً له. وقد يبدأ في تنفيذها في أول 100 يوم من فترة ولاية ثانية تبدأ في 20 يناير 2025. إن حقيقة وجود مثل هذه القدرة بيد الرئيس، حتى لو لم يستخدمها بهذا السيناريو، يمكن أن تخلق تأثيرًا مخيفًا كبيرًا على موظفي الحكومة.

ربما يعجبك أيضا