بعد تفاؤل ساد الشارع الإيراني بإمكانية الحوار بين طهران والإدارة الأمريكية الجديدة، عادت نظرة التشاؤم من جديد بعد إعادة ترامب فرض سياسة الضغط القصوى على إيران.
فقد تجاوز سعر الدولار الواحد 70 ألف تومان، ما يعني تجاوز هذا السعر في السوق الحرة، ومؤشر أيضًا على ارتفاع مستوى التضخم والغلاء في أسواق إيران ما يزيد من موجة السخط العام لدى المواطن الإيراني.
زيادة متسارعة
بعد تصريحات المرشد الأعلى، علي خامنئي، حول معارضة للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية قفز سعر الدولار الأمريكي في السوق الحرة إلى ما يزيد عن 90 ألف تومان للدولار الواحد، وهو زيادة قياسية.
وحسب تقرير “ميدايست” الإيرانية، مؤخرًا فإن العملة الوطنية الإيرانية تواجه انخفاضًا بنسبة 30% منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، لكن وتيرة هذا الانخفاض اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية، ويبدو أن الحكومة تواجه أزمة متزايدة في دخول العملة من صادرات السلع والنفط، بعدما أعاد ترامب فرض سياسة الضغط القصوى على طهران.
مؤامرة العدو
خلال مشاركته في احتفالات الثورة في العاصمة طهران، الاثنين 10 فبراير 2025، قال مستشار المرشد الأعلى، حداد عادل: “إن الأمة تعلم أنه إذا أصبح الدولار بـ100 ألف تومان، فمن يفعل هذا وهذه مؤامرة العدو”.
وأشار ألبرت باغزيان، الخبير الاقتصادي، في حديث مع صحيفة اطلاعات الإيرانية، إلى صمت البنك المركزي الإيراني عن إعلان خططه لمواجهة قفزة الأسعار في سوق العملة والذهب.
بزشكيان
حرب اقتصادية
حسب تقرير صحيفة “ستاره صبح”، فإن تصريحات المسؤولين في الحكومة الإيرانية خلال مراسم ذكرى انتصار الثورة تظهر مدى الأزمة التي تواجهه الحكومة الإصلاحية جراء ضغوط العقوبات الغربية. فقد قال الرئيس مسعود بزشكيان مهاجمًا ترامب وسياساته ضد إيران، قائلًا: “أنتم تمنعون الدواء والغذاء والماء، وتزعمون أنكم تفاوضون، ما هذه الأخطاء؟”.
وحسب تقرير الصحيفة الإصلاحية، فإن الشعب الإيراني يطالب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية بحل مشاكلهم الاقتصادية الوشيكة حتى لا تتمكن الولايات المتحدة من حرمان الإيرانيين من الأدوية والغذاء والمياه.
محسن باك نجاد
صادرات النفط
تشير تحليلات الخبراء في إيران إلى أن ترامب يسعى إلى حظر صادرات النفط الإيراني، وهو ما يتعارض مع خطته لخفض أسعار النفط في العالم، ما قد يدفعه للتغاضي عن صادرات النفط الإيراني مع التركيز على عدم حصول طهران على الأموال من مبيعات تلك الصادرات.
وقد علق وزير النفط الإيراني، محسن باك نجاد، أمس الاثنين، أن سياسة ترامب ضد صادرات النفط الإيراني محكوم عليها بالفشل، وأن تصفير الصادرات أمنية لن تتحقق. وحسب تقرير وكالة مهر الإيرانية، فقد قال وزير النفط الإيراني، إن عقد رفع الضغط في حقل بارس الجنوبي يعد من أكبر العقود في تاريخ صناعة النفط في البلاد. ما يشير إلى عدم تعطل صادرات النفط الإيرانية.
سعى ترامب إلى اتفاق
رغم الرفض الإيراني للتفاوض تحت الضغط، لكن الرئيس الأمريكي، قال في مقابلة بثتها شبكة “فوكس نيوز”، أمس الاثنين، إن المسؤولين في إيران لديهم قلق شديد، ويسعون إلى اتفاق لتجنب هجوم عسكري محتمل.
وأضاف أنه على الرغم من معارضة علي خامنئي وغيره من المسؤولين الإيرانيين الصريحة، فإنه يفضل الوصول إلى اتفاق جديد مع إيران بدلاً من القصف.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2132890