يراهن الفيلم الروائي القصير “أنين صامت” على حسّ إنساني بالغ الرهافة، مع زاوية جديدة لتسليط الضوء على المعاناة المسكوت عنها للأب في المجتمعات العربية، كمبررات مشروعة لطموحه الكبير.
ينافس الفيلم ضمن فعاليات الدورة الـ10 من “مهرجان مدنين الدولي للفيلم الوثائقي والروائي القصير”، جنوب شرقي تونس، التي تنعقد في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر الجاري، وفقًا لوسائل إعلام مغربية.
معاناة الأب
الفيلم من تأليف وإخراج مريم جبور، وبطولة محمد خيي وسعيد الدحماني ونبيل عاطف، ويستهدف إبراز كم الضغوط العصبية والنفسية التي لا تُحتمل، والتي يجد أحد الآباء من فئة البسطاء المهمشين نفسه مضطرًا لمواجهتها بمفرده، حيث يعيش وحيدًا مع ابنه المريض بـ”التوحد” في ظل غياب علاج ناجع للمرض، المؤلم اجتماعيًا وعاطفيًا.
ويقضي الوالد “إدريس” يومه في الصيد، بينما يعيش الابن الشاب، ويدعى يونس، في عالم خاص به في عزلة تامة عما حوله، مستغرقًا في بناء مراكب ورقية باستخدام الورق والخشب والمسامير في غرفة شبه مظلمة، نهارًا أو ليلًا.
دموع صامتة
يفشل الأب في تجاهل أو تناسي آلامه عبر الصيد، فقلبه يتقطع لمصير ابنه، لا سيما بعد أن يتعرض يونس للعديد من نوبات الهياج العصبي الحاد، فتنهمر دموع الأب في صمت، مدركًا أن المأساة ليست في المصيبة بحد ذاتها، بل في العجز عن مواجهتها.
ويضطر الأب في غمرة يأسه إلى أن يطوف بابنه على عدد من “المعالجين الروحانيين” أو “الرقاة”، فلا يجني سوى المزيد من الحسرة والألم، حيث لا تظهر في الأفق أية بادرة على تحسن حالة المريض.
أحداث حقيقية
تلعب الموسيقى والتعبيرات على وجه الأب دورًا رئيسًا كبديل عن الحوار المباشر في مشاهد عديدة من الفيلم، كما تأتي النهاية مفتوحة باعتبار أن فصول المُعاناة مُمتدة، لا سيما في ظل حالة “التنمر الاجتماعي” التي يعاني منها مريض التوحد في المجتمعات العربية عمومًا.
وسبق أن أوضحت مريم جبور أنها استلهمت قصة الفيلم من أحداث حقيقية شاءت الأقدار أن تكون شاهدة عيان عليها، وهو ما جعل الشريط السينمائي يتسم بالمصداقية والحس الواقعي القادر على الإقناع.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2033541