دول المحيط الهادئ تلعب دورًا حاسمًا في الرؤية الاستراتيجية الأمريكية لمنطقة الهندوباسفيك.
أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اعتراف بلاده بجزيرتي كوك ونيوي كدولتين ذات سيادة، في خطوة تهدف لمواجهة نفوذ الصين.
وينظر إلى الخطوة الأمريكية بالاعتراف بالجزيرتين، الواقعتين في منطقة جنوب المحيط الهادئ، كرسالة تحدٍ إلى بكين، ومحاولة لتعزيز الصلات مع شركاء واشنطن، أملاً أن يسهم ذلك في تقويض النفوذ الصيني.
تاريخ ومستقبل لا ينفصلان
قال بايدن، في بيان نقلته مجلة نيوزويك الأمريكية، اليوم الاثنين 25 سبتمبر 2023: “إن تاريخ ومستقبل جزر المحيط الهادئ والولايات المتحدة مرتبطان بنحو لا ينفصل”.
اقرأ أيضًا| دراسة: 98% من سكان العالم تأثروا بارتفاع الحرارة في صيف 2023
وأردف “إن اعتراف الولايات المتحدة بجزر كوك، وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها، لن يؤدي فقط إلى تعزيز العلاقات بين بلدينا، بل يساعد على ضمان أن يكون مستقبلنا المشترك أكثر أمانًا وازدهارًا وحرية”.
أهمية استراتيجية
خلال حديثه أمام الكونجرس الأمريكي، يوليو الماضي، شدد نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون شرق آسيا، سيدهارث موهانداس، على أن دول المحيط الهادئ تلعب دورًا حاسمًا في الرؤية الاستراتيجية الأمريكية لمنطقة الهندوباسفيك، حسب ما ذكر تقرير مجلة نيوزويك الأسبوعية.
اقرأ أيضًا| مجموعة العشرين تتعهد بتسريع العمل لمكافحة تغير المناخ
ولطالما حافظت الولايات المتحدة على حضورها العسكري في منطقة الهندوباسفيك، التي تمثل بالنسبة لواشنطن أهمية كبيرة من الناحية الدفاعية، خاصةً مع محاولات الصين فرض نفوذها في المنطقة، التي تتعدى أهميتها الجانبين الأمني والدفاعي، إلى أخرى اقتصادية وتجارية، في وقتٍ لم تكد تخلو ساحة بينهما من التنافس.
علاقات دبلوماسية
حسب تقرير نيوزويك، تقيم الولايات المتحدة، بموجب الاعتراف، علاقات دبلوماسية رسمية مع جزيرتي كوك ونيوي، التي تربطهما تحالفات سياسية طويلة الأمد مع نيوزيلاند، وتقعان على مقربة من ساموا الأمريكية
وفي بيان آخر، شدد الرئيس الأمريكي على أن جزيرة نيوي كانت شريكًا رئيسًا في معالجة التغير المناخي وحماية الحدود البحرية في المحيط الهادئ، مضيفًا: “تلعب نيوي دورًا حاسمًا وبناءً في منطقة المحيط الهادئ، بما في ذلك دعم التنمية المستدامة في المنطقة والأمن البحري والحفاظ على المحيطات”.
موعد مقصود
جرى تحديد موعد هذه الإعلانات لتتزامن مع بدء القمة السنوية الثانية لمنتدى جزر المحيط الهادئ بين الولايات المتحدة ودول المحيط الهادئ في البيت الأبيض،
وعلى مدار يومين، يجتمع قادة المنطقة مع الرئيس بايدن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، وغيرهم من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
منتدى جزر المحيط الهادئ
يركز اجتماع هذا العام على معالجة قضايا التغير المناخي في منطقة من العالم تعاني من تداعيات الاحترار العالمي، بعد تأثر الجزر بارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن ارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب القضايا الأخرى المرتبطة بالمناخ.
وأنطلق منتدى جزر المحيط الهادئ في نسخته الأولى عام 1971، ويضم 18 دولة، بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا وجزر كوك ونيوي وفيجي وجمهورية جزر مارشال وجزر سليمان وبابوا غينيا الجديدة.
مواجهة النفوذ الصيني
يعد بايدن أول رئيس أمريكي يخاطب منتدى جزر المحيط الهادئ، حين أدلى بتصريحات افتراضية في القمة السنوية لزعماء دول المحيط الهادئ في عام 2021، وعزز من أهمية المنتدى في السياسة الخارجية الأمريكية كجزء من جهود أكبر ترمي إلى مواجهة نفوذ الصين في منطقة الهندوباسفيك.
وبعد اجتماع الاثنين مع بايدن في البيت الأبيض، يجتمع قادة منتدى جزر المحيط الهادئ مع المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري، لمناقشة تغير المناخ ومرونة المحيطات.
وأصدرت إدارة الرئيس الأمريكي، العام الماضي، أول استراتيجية للشراكة مع منطقة المحيط الهادئ، التي أعطت الأولوية لمشاركة أوسع وأعمق مع جزر المحيط الهادئ.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1624084