أوراسيا ريفيو: المليشيات السرية أصبحت أكثر نشاطًا شمال القوقاز

خبير في شؤون القوقاز: الوضع في شمال القوقاز تغير.. والتشدد بسبب الوضع المتدهور

بسام عباس
القوات الروسية الخاصة

منذ بداية الغزو الروسي الموسع لأوكرانيا فبراير 2022، كان المتشددون السريون، في شمال القوقاز هادئين نسبيًا.

ويرجع ذلك إلى جهود أجهزة الأمن الروسية، وربما الأهم من ذلك أنه نتاج القرار الذي اتخذه المسلحون بعدم اتخاذ أي إجراء خشية أن يفيدوا إحدى الدول المشاركة في الحرب ضد أوكرانيا.

تصاعد العنف في القوقاز

أوضح المتخصص في شؤون شمال القوقاز في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أحمد يارليكابوف، أن الوضع قد تغير، وفي حين أن الحكومة الروسية تلقي باللوم على الغرباء مثل الأوكرانيين في هذا التحول، ولكن جذور إحياء التشدد ترجع إلى الوضع المتدهور في شمال القوقاز.

وذكر موقع أوراسيا ريفيو، الأربعاء 3 أبريل 2024، أن معدلات الفقر والبطالة في شمال القوقاز لا تزال مرتفعة، فيما تتزايد الوفيات الناجمة عن القتال في أوكرانيا، مما أتاح الفرصة للمسلحين القوقاز أن يقوموا بهجماتهم في ظل انشغال موسكو بالقتال في أوكرانيا.

وأضاف أن الاضطرابات في شمال القوقاز ليست أمرًا مستحدثًا في أعقاب الهجوم 22 مارس في مدينة كروكوس سيتي، لافتًا إلى أن تصاعد العنف في المنطقة بدأ قبل أسابيع من هذا الهجوم ويبدو أنه تزايد، كما أن الذين نفذوا هجوم موسكو لم يكونوا من شمال القوقاز، بل من آسيا الوسطى.

اشتباكات كبرى

ذكر الموقع أنه خلال الشهر الماضي وحده، وقعت 3 اشتباكات كبرى في شمال القوقاز بين المسلحين المحليين والقوات الروسية، ما يلفت الانتباه إلى القوة المستمرة والمتنامية للمتشددين والإسلاميين وغيرهم في المنطقة، وكان الاشتباك الأول، يومي 2 و3 مارس، عنيفًا بين القوات الروسية وأعضاء جيش التحرير الإنجوشي، الذي يسعى إلى استقلال إنجوشيا عن الاتحاد الروسي.

ووقع الاشتباك الثاني في ستافروبول كراي، وهي منطقة ذات أغلبية روسية متاخمة لشمال القوقاز مع عدد متزايد من المهاجرين من تلك المنطقة وآسيا الوسطى. وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه أحبط 12 عملاً إرهابيًا في ستافروبول كراي خلال العام الماضي، وهي أعمال يبدو أنها من عمل سكان شمال القوقاز، وليس سكان آسيا الوسطى.

أما الاشتباك الثالث، فوقع نهاية الأسبوع الماضي في داغستان، وفي أول عملية لمكافحة الإرهاب في العاصمة الداغستانية منذ أوائل عام 2022، أغلق الروس المناطق في محج قلعة وكاسبيسك المجاورة، وأجْلُوا العديد من السكان، واشتبكوا في معركة بالأسلحة النارية مع مسلحين، وانتهت العملية بعد أقل من 24 ساعة من بدايتها، حيث قبض الروس على 3 مسلحين.

جوانب مشتركة

أوضح موقع أوراسيا ريفيو أنه توجد 3 جوانب مشتركة لهذه الاشتباكات، أولها أن عدد المسلحين كان صغيرًا، ما أتاح للسلطات الروسية تحقيق انتصارات سهلة، وأن مجموعة متنوعة من المخاوف حفزت المتشددين، وليس فقط التشدد الإسلامي، واصفًا الذين يعتبرون أن هذه الأحداث “إرهابًا إسلاميًّا” يشنه تنظيم داعش وأفغانستان، بأنهم يخدعون أنفسهم.

وأضاف أن الجانب المشترك الثاني هو سعى عملاء مكافحة الإرهاب الروس إلى اعتقال المتورطين بدلاً من قتلهم، ما يعني أن المسلحين الجدد أقل التزامًا بالقتال حتى الموت من أسلافهم، ويشير أيضًا إلى أن الأمن الروسي أدرك أنه كان يضحي بمصادر معلومات استخباراتية ذات قيمة عالية حول الجماعات المسلحة السرية.

وذكر أن الجانب الثالث لهذه الاشتباكات هو الأهم، مشيرًا إلى أن الاشتباكات بين المسلحين والقوات الخاصة الروسية تضع سمعة زعيم الكرملين موضع شك، إلى جانب نشاط الجماعات الأخرى في شمال القوقاز، بما في ذلك الشيشان والشركس بشكل بارز، ما تساهم في تدمير سمعة بوتين كشخص لا يقهر، على الأقل بين الروس.

ربما يعجبك أيضا