شهدت أسعار الكهرباء في ألمانيا ارتفاعًا قياسيًا خلال الأيام الأخيرة حيث تجاوزت 1000 يورو لكل ميجاوات ساعة وهو مستوى لم يُسجل منذ أزمة الطاقة عام 2022.
وجاء هذا الارتفاع نتيجة لتراجع حاد في إنتاج الطاقة من الرياح بالتزامن مع موجة برد قاسية اجتاحت أوروبا واضطرت ألمانيا إلى زيادة واردات الكهرباء إلى أعلى مستوياتها منذ عقد كما قامت بتشغيل محطات توليد الطاقة القديمة التي تعمل بالغاز والنفط لتلبية الطلب المتزايد.
فرنسا “أداء قوي”
على الجانب الآخر، سجلت فرنسا أداءً قويًا في إنتاج الكهرباء من محطاتها النووية، إذ حققت شركة “إلكتريسيتي دو فرانس” أعلى إنتاج لها منذ 5 سنوات ما ساعد في استقرار الأسعار هناك رغم ارتفاع الطلب بسبب الطقس البارد. وذلك حسب ما نشرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024.
ورغم استثمار ألمانيا مئات المليارات في تطوير الطاقة المتجددة إلا أن الاعتماد الكبير على طاقة الرياح يجعل السوق عرضة للتقلبات الكبيرة في ظل غياب سعة تخزين كهربائية ضخمة تسد النقص عند انخفاض التوليد من المصادر المتجددة. وأدى تشغيل المحطات التقليدية إلى زيادة الانبعاثات الكربونية بشكل كبير مما ألغى الفوائد البيئية لعدة أيام من إنتاج الطاقة النظيفة.
أوروبا بعيدة عن التوازن
يؤكد المحللون أن أوروبا لا تزال بعيدة عن تحقيق التوازن المطلوب بين الإنتاج والتخزين ويشيرون إلى أن التقلبات في أسعار الطاقة ستظل مستمرة مع استمرار التوسع في الطاقة المتجددة دون وجود حلول تخزين كافية خاصة أن تشغيل محطات الوقود الأحفوري يظل الحل الأسرع لكنه الأكثر تكلفة بيئيًا واقتصاديًا.
ويجري التخطيط في ألمانيا لإنشاء سوق للسعة الاحتياطية بهدف توفير محطات جاهزة للعمل في حالات الطوارئ لكن هذه الخطط تواجه تحديات بسبب الأزمات السياسية الأخيرة. وفي الوقت نفسه يواجه السوق الأوروبي ضغوطًا متزايدة لتحقيق استقرار طويل الأمد وسط توقعات باستمرار ارتفاع الأسعار في فترات الطقس القاسي وضعف توليد الرياح
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2074142