أين كان الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر؟

عام على 7 أكتوبر| إسرائيل تحلل الإخفاقات والنتائج

شروق صبري
هجوم 7 أكتوبر

كشف تقارير اسرائيلية أن اختراق حماس في 7 أكتوبر كشف عن ضعف الجيش الإسرائيلي، حيث إن التقديرات الخاطئة والاستجابة البطيئة أدت إلى كارثة.


بعد مرور عام على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2024 كادت تكون آثار اختراق الحدود مع غزة غير مرئية. لكن الصور والأحداث لا تفارق الأذهان في إسرائيل.

في تلك الليلة، نجح عناصر النخبة من حركة حماس في تنفيذ 120 اختراقًا متنوعًا على الحدود مع غزة، وبينما كان هناك آلاف من مقاتلي حماس،كان هناك فقط حوالي 600 جندي إسرائيلي فقط، معظمهم باليجامات، مختبئين في الغرف. ما ساعد مقاتلو حماس إلى العودة إلى غزة ومعهم مئات الرهائن، تاركين خلفهم دمارًا عميقًا وصدمات ستؤثر على المجتمع الإسرائيلي لسنوات عديدة قادمة.

أين كان الجيش الإسرائيلي؟

في هذا السياق، كشفت قناة N12 الإسرائيلية يوم 6 أكتوبر 2024، الأحداث والتفاصيل التي أدت إلى تلك الكارثة، مع التركيز على نقاط الضعف والإخفاقات في استجابة الجيش الإسرائيلي.

لفهم الفشل الذي وقع في 7 أكتوبر، يجب العودة إلى سلوك كبار مسؤولي قسم العمليات ومراجعة التقييمات الخاطئة والقرارات الحرجة التي لم تُتخذ، مع محاولة الإجابة على السؤال: أين كان الجيش الإسرائيلي؟

وضع امني متدهور

في 12 سبتمبر 2023، أجرى رئيس الأركان، الجنرال هرتسي هليفي، بجولة في منطقة غزة. استعرض قادة المنطقة الوضع الأمني المتدهور، مشيرين إلى انتهاكات النظام وزيادة نشاط حركة حماس.

رغم قلق قائد المنطقة، اللواء آفي روزنفيلد، لم يقدم خطة جادة لمواجهة التهديدات المتزايدة. وعلى الرغم من التحذيرات، خرج هليفي بقرار غير متوقع، حيث اعتبر أن حماس مصدر تهديد، مما بدت كنبؤة سيئة في ما بعد.

تقييمات خاطئة

قبل 10 أيام من الهجوم، عُقد اجتماع حاسم بين قادة الجيش ورئيس الوزراء، حيث تم تقييم الوضع على الحدود. لكن الاستخبارات قدمت تقييمًا خاطئًا، إذ اعتبرت أن الوضع هو “خطأ تقديري” من حماس، ما أدى إلى تقليص عدد القوات بدلاً من زيادتها.

بناءً على تعليمات قسم العمليات، تم تقليص عدد القوات في منطقة غزة بشكل كبير، حيث انخفض العدد إلى حوالي 600 مقاتل فقط في صباح 7 أكتوبر، وهو ما يعتبر عددًا ضئيلًا لمواجهة تهديدات حماس.

استنتاجات وتحقيقات

في الساعات التي سبقت الهجوم، تدهور الوضع بشكل أكبر. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، لم يتخذ قائد العمليات، اللواء شلومو بيندار، قرارًا بالتحرك السريع. وحتى بعد بدء الهجوم، لم يتمكن من الوصول إلى مركز القيادة إلا بعد ساعتين ونصف. ورغم أن الجنرال أوديد باسيك قام بتقييم الحالة، بقيت التقديرات كما هي، ما ساهم في الفوضى التي تلت الهجوم.

تظهر الفجوات في تقييم التهديدات قبل الهجوم فشلًا واضحًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي. إذ أظهر تقرير حديث أن القرارات المتخذة من قبل الجنرالات لم تكن كافية لمواجهة التهديدات المتزايدة.

فوضى على الأرض

بعد ساعات من الهجوم، بدأ الوضع يتحسن بفضل تواجد قادة الألوية في المناطق المتضررة. ومع ذلك، أظهرت التقييمات أن الفوضى وعدم التنسيق كانت نقاط ضعف كبيرة يجب معالجتها.

وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التركيز الآن ينصب على القتال وتحقيق أهداف الحرب، بينما يستمر التحقيق في أحداث 7 أكتوبر. كما أكد ضرورة مراجعة شاملة للخطط العسكرية لتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.

ربما يعجبك أيضا