تنتظر طهران عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 يناير المقبل، لتكتشف أي سياسة يتبعها مع الجمهورية الإسلامية.
وخلال ولايته السابقة ترك صفحات سوداء في العلاقة بين طهران وواشنطن، فقد غادر الاتفاق النووي عام 2018، وقام باغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، وفرض سياسة أقصى ضغط من العقوبات على الاقتصاد الإيراني.
رسائل متتالية
لا تتوقف الرسائل الإيرانية تجاه ترامب بالنصح بعدم تكرار سياسة ولايته الأولى، فقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، أمس الأربعاء 13 نوفمبر، نقترح على إدارة ترامب عدم تكرار المسار السابق.
وأوضحت مهاجراني: “من انسحب من الاتفاق ليست إيران، بل الولايات المتحدة الأمريكية، ونصيحتنا للسيد ترامب أنه من الخطأ اختبار ما تم اختباره”.
مضيفة: “لقد جرب ترامب طريق أقصى ضغط، ورأى أن هذا الطريق لم ينجح.. سنتابع السياسات العامة بتخطيط المرشد الأعلى”.
والثلاثاء الماضي، 12 نوفمبر، دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر منصة إكس، الرئيس ترامب، إلى اختبار “العقلانية القصوى” مع إيران بدلاً من سياسية “أقصى ضغط” ضدها.
إدارة التوتر
تبدو السياسة التي يقودها وزير الخارجية عراقجي، مبنية على رؤية واقعية، حيث يعمل على إدارة الصراع وليس إنهائه، لأن هناك ملفات خلافية بين واشنطن وطهران، لا يمكن حلها بين يوم وليلة.
وكان عراقجي منذ بداية عمله وزيرًا للخارجية، قد قال خلال لقاء تلفزيوني ، إن الأولوية هي لإدارة التوتر مع الغرب، وليس التوصل لاتفاق معه أولًا.
خفض التكلفة
بدت تصريحات عراقجي، أمس الأربعاء، أنها تحمل رسائل إيجابية أيضًا تجاه واشنطن بأن طهران تسعى للحفاظ على مستوى الحوار لا التصعيد معها، فقد أكد أن قنوات الاتصال مستمرة بين الطرفين، مع الإشارة إلى وجود خلافات لا يمكن حلها، لكن يمكن خفض تكلفتها من خلال إدارة التوتر.
وحسب تقرير صحيفة اعتماد اليوم الخميس 14 نوفمبر، فقد قال عراقجي: “إذا تم تأمين مصالحنا الوطنية، فسنتفاوض أيضًا مع أمريكا”.
وردًا على احتمال إجراء مفاوضات نووية مع أمريكا، قال وزير الخارجية الإيراني: “لم نترك طاولة المفاوضات قط، وأمريكا والدول الأوروبية هي التي لم تف بالتزاماتها”.
إشارة للحوار المباشر
بدت تصريحات عراقجي أنه تحمل رؤية براجماتية قائمة على مبدأ المصلحة أولًا، ما يعني إمكانية حتى الحوار مع والولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر كان مرفوضًا منذ الثورة الإيرانية عام 1979م.
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد قال بمناسبة مرور 100 يوم على حكومته، الثلاثاء الماضي: “إن طهران لن تتمكن من تجاهل عدوها اللدود الولايات المتحدة ويتعين عليها التعامل مع أعدائها بالصبر”.
وخلال حديثه عن العلاقات مع أمريكا، شدد على ضرورة أن تديرها إيران بنفسها، قائلًا: “شئنا أم أبينا سنواجه الولايات المتحدة في المجالين الإقليمي والدولي، والأفضل أن ندير هذا المجال بأنفسنا”.
كانت هذه التصريحات بمثابة إشارة بإمكانية أن تجري محادثات مباشرة ولو سرًا مع الولايات المتحدة الأمريكية دون تبادل الرسائل عبر الوسطاء.
أولوية الداخل
كذلك، تعمل طهران على تجهيز نفسها للتعامل مع إدارة ترامب، من أجل أولوية الداخل وأزماته الاقتصادية، لدرجة أنها قد تبادر هي بالتواصل مع الطرف الأمريكي لإدارة سلوكه معها.
فقد قال بزشكيان أمام عدد من وزراء الخارجية السابقين: “إنني منذ بدء تولي منصبي في يوليو الماضي على قناعة بضرورة التعامل مع الأصدقاء بمروءة، ومع الأعداء بمداراة”.
مضيفًا: “اليوم أصبحت أكثر اقتناعاً بذلك.. إن تنمية البلاد إلى جانب ترتيب الشؤون الداخلية تتطلب أيضًا ترتيب العلاقات الدولية وإزالة التوترات وتحسين العلاقات والتعاملات مع دول المنطقة والعالم”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2045595