حرب التكنولوجيا.. تقييد أمريكي جديد لصادرات الرقائق الإلكترونية إلى الصين

آية سيد
الرقائق

تخطط إدارة بايدن لتوسيع القيود المفروضة على صادرات أشباه الموصلات وأدوات صناعة الرقائق، وسط مخاوف صينية من تضرر صناعاتها التكنولوجية.


تخطط إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لتوسيع القيود المفروضة على صادرات أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية الأمريكية إلى الصين الشهر المقبل.

ووفق ما أوردته وكالة أنباء “رويترز“، أمس الاثنين 12 سبتمبر 2022، نقلًا عن أشخاص مطلعين، تعتزم وزارة التجارة الأمريكية نشر لوائح تنظيمية جديدة، قائمة على قيود وردت في خطابات إلى 3 شركات أمريكية هذا العام، هي “كيه إل أيه كورب”، و”لام للأبحاث”، و”أبلايد ماتريالز”.

لوائح تنظيمية جديدة

أفادت “رويترز” أن الخطابات المرسلة إلى الشركات، التي تسمح لوزارة التجارة بتجاوز العمليات المطولة لكتابة القواعد لتفعيل الضوابط سريعًا على الشركات التي تُخطر بها، والتي أقرتها الشركات علنًا، منعت الشركات من تصدير معدات صناعة الرقائق إلى المصانع الصينية التي تنتج أشباه الموصلات المتطورة، بعمليات أقل من 14 نانومترًا، ما لم يحصل البائعون على ترخيص من وزارة التجارة الأمريكية.

وعلاوة على هذا، ستقنن القواعد القيود الواردة في خطابات وزارة التجارة إلى شركتي “إنفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” الشهر الماضي، التي توجههم بوقف شحنات العديد من رقائق حوسبة الذكاء الاصطناعي إلى الصين، ما لم يحصلوا على تراخيص. وذكرت مصادر أن اللوائح التنظيمية ستشمل على الأرجح إجراءات إضافية ضد الصين، ويمكن تغيير القيود ونشر القواعد في وقت متأخر عن المتوقع.

تحويل الخطابات إلى قواعد

لفتت “رويترز” إلى أن تحويل الخطابات إلى قواعد، سيوسع نطاقها وقد يُخضع للقيود الشركات الأمريكية الأخرى التي تنتج تكنولوجيا مماثلة. ومن المحتمل أن تنطبق اللوائح التنظيمية على الشركات التي تحاول تحدي هيمنة “إنفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي.

وعلى سبيل المثال، تستهدف “إنتل كورب” وشركات ناشئة مثل “سريبراس سيستمز” أسواق الحواسيب المتطورة نفسها. وفي هذا الصدد، قالت “إنتل” إنها تراقب الموقف من كثب، في حين أن “سريبراس” رفضت التعليق. وحسب أحد المصادر، قد تفرض القواعد أيضًا شروط ترخيص على شحنات المنتجات التي تحتوي على الرقائق المستهدفة إلى الصين.

وأشارت “رويترز” إلى أن شركات “ديل تكنولوجيز” و”هيوليت باكارد إنتربرايز” و”سوبر مايكرو كمبيوتر” تصنع خوادم مراكز البيانات التي تحتوي على رقاقة “أيه 100” من إنفيديا. وفي هذا الشأن، قالت “ديل” و”هيوليت باكارد” إنهما تراقبان الموقف، ولم ترد “سوبر مايكرو كمبيوتر” على طلب التعليق.

حماية الأمن القومي الأمريكي

قال مسؤول رفيع في وزارة التجارة لـ”رويترز” إنه “كقاعدة عامة، نحن نتطلع إلى تقنين أي قيود واردة في الخطابات المُبلّغة التي تحمل تغيير تنظيمي”، ورفض المسؤول التعليق على الإجراء المقبل.

ويوم الجمعة الماضي، رفض متحدث باسم وزارة التجارة التعليق على لوائح تنظيمية بعينها لكنه شدد على أنها “تتبع نهجًا شاملًا لتطبيق إجراءات إضافية لحماية الأمن القومي الأمريكي ومصالح السياسة الخارجية”، ومن ضمنها منع الصين من الحصول على التكنولوجيا الأمريكية القابلة للتطبيق في التحديث العسكري.

عرقلة تقدم الصين باستهداف التكنولوجيات

حسب “رويترز”، يأتي الإجراء المزمع في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لعرقلة تقدم الصين عبر استهداف التكنولوجيات التي لا تزال الولايات المتحدة مهيمنة عليها. وذكر مصدران مطلعان أن المسؤولين الأمريكيين تواصلوا مع الحلفاء للضغط عليهم من أجل سن سياسات مشابهة، حتى لا تتمكن الشركات الأجنبية من بيع التكنولوجيا إلى الصين.

وفي 9 أغسطس الماضي، وقّع بايدن قانون “الرقائق والعلوم” الذي يهدف إلى تعزيز جهود الولايات المتحدة لصناعة أشباه الموصلات، من أجل تحسين المنافسة مع الصين.

نقطة اختناق

أوضح خبير التكنولوجيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جيم لويس، أن الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في “خنق الصين”، لافتًا إلى أن “الأمريكيين اكتشفوا أن الرقائق نقطة اختناق. فالصينيون لا يستطيعون صناعتها، ولا صناعة معدات تصنيعها. لكن هذا سيتغير”.

وفي تحديث حول الإجراءات المتعلقة بالصين، الأسبوع الماضي، حذرت غرفة التجارة أعضاءها من القيود المباشرة على رقائق الذكاء الاصطناعي، وأدوات صناعة الرقائق الإلكترونية.

وقالت الغرفة: “نحن نسمع الآن أنه على الأعضاء توقع سلسلة من القواعد، أو قاعدة شاملة، قبل انتخابات التجديد النصفي (للكونجرس الأمريكي) لتقنين التوجيهات الصادرة مؤخرًا في خطابات وزارة التجارة إلى شركات معدات وتصميم الرقائق”. وذكرت الغرفة أيضًا أن وزارة التجارة تخطط لإضافة كيانات حوسبة فائقة صينية إلى قائمتها السوداء.

تهديد مباشر لطموحات بكين

أورد تقرير لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية، أمس الاثنين 12 سبتمبر، أن قيود التصدير الأمريكية على شركة “إنفيديا” قد تضر أنظمة الذكاء الاصطناعي الصينية القوية، التي تعتمد على وحدات معالجة الرسومات التي تنتجها الشركة الأمريكية.

وذكر التقرير أنه لا يوجد بديل فوري لرقائق “أيه 100″ و”إتش 100” التي تنتجها “إنفيديا”، لافتًا إلى أنه لا يزال من الصعب تقييم حجم الضرر على الصناعات التحويلية الصينية.

ووفق التقرير، قالت “إنفيديا” إنها تحاول تخفيف التأثير في العملاء الصينيين، عن طريق استبدال منتجات غير خاضعة لشروط الترخيص الأمريكية مكان وحدات معالجة الرسومات المتطورة. ومن جهة أخرى، أعربت شركات صينية مصنعة لوحدات معالجة الرسومات عن أملها أن يمنحها هذا الحظر فرصة لكسب عملاء “إنفيديا” السابقين.

رد فعل صيني

من جانبه، شدد الرئيس الصيني، شي جين بينج، في اجتماع مهم هذا الشهر، على أن الصين يجب أن تسرع تطوير التكنولوجيا الحيوية للأمن القومي وتتبنى “نظامًا جديدًا كليًّا” لتحقيق التقدم التكنولوجي.

وحسب تقرير “ساوث تشاينا مورنينج بوست”، من المتوقع أن تتدافع الشركات الصينية لتخزين رقائق “إنفيديا” قبل أن يدخل الحظر حيز التنفيذ رسميًّا. وقالت “إنفيديا” إنها تستطيع مواصلة تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، من منشآتها في هونج كونج، حتى سبتمبر 2023.

ربما يعجبك أيضا