إدانة مؤسس ميليشيا متطرفة بالتآمر لقلب نظام الحكم في «اقتحام الكابيتول»

أدانت هيئة محلفين في واشنطن مؤسس ميليشيا “أوث كيبرز” اليمينية المتطرفة وعضوًا آخر في القضية المتعلقة بأحداث اقتحام مبنى الكابيتول.

وفي حين لم يحدد القاضي موعد النطق بالحكم، توقعت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أمس الثلاثاء 29 نوفمبر 2022، أن تصل مدة العقوبة إلى السجن 20 عامًا، في التآمر لقلب نظام الحكم.

إصدار الحكم

بعد محاكمة استمرت قرابة شهرين، و3 أيام من المداولات، خلصت هيئة المحلفين إلى أن ستيوارت رودز، ورفيقه كيلي ميجز، خططا لاستخدام القوة لمنع الكونجرس من التصديق رسميًا على فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ووتعطيل الانتقال السلمي للسلطة.

ووجهت هيئة المحلفين اتهامات أخرى لـ3 أعضاء آخرين، هم جيسيكا واتكينز، وكينيث هارلسون، وتوماس كالدويل، وحسب “وول ستريت جورنال”، أُدين المدعى عليهم الـ5 بعرقلة إجراء رسمي واتهامات أخرى تنثبق من أنشطة الجماعة في 6 يناير 2021، عندما اقتحم مؤيدو الرئيس السابق، دونالد ترامب، مبنى الكابيتول.

مؤامرة متعمدة أم عنف عشوائي؟

استدعت القضية من هيئة المحلفين تحديد ما إذا كان هجوم 6 يناير نتيجة لمؤامرة مخططة ومتعمدة، أم اندلاع عشوائي للعنف من مؤيدي ترامب. ووفق الصحيفة، قررت الهيئة وجود مؤامرة “لمعارضة سلطة حكومة الولايات المتحدة بالقوة”، كما دفعت الحكومة في لائحة الاتهام.

وعلى الجانب الآخر، رفضت هيئة المحلفين مجموعة من اتهامات الحكومة، بينها تهمتي تآمر أخر ضد رودز. وعقب إعلان الحكم، أخبر محامو رودز المراسلين أنهم شعروا بالإحباط من النتيجة، لكنهم شكروا الهيئة. وقال أحد المحامين: “أعتقد أنهم منحونا محاكمة عادلة”.

ما دور المتهمين في هجوم الكابيتول؟

حسب المدعين، دخل أعضاء “أوث كيبرز” (حراس القسم) مبنى الكابيتول في تشكيل عسكري مستعد للالتحام، ثم اشتبك بعضهم لاحقًا مع قوات إنفاذ القانون. واتهم المدعون أعضاء الجماعة بوضع معدات وأسلحة خارج واشنطن، في هذا اليوم، والتخطيط لنقلها إلى المدينة لدعم عمليات الجماعة.

وفي المرافعة الختامية، قالت محامية وزارة العدل: “هؤلاء المتهمون دعوا تكرارًا إلى الإطاحة العنيفة بحكومة الولايات المتحدة، وتبعوا كلماتهم بأفعال”. ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن رودز لم يدخل المبنى يوم الهجوم، لكنه ظهر في مقطع فيديو مع أعضاء آخرين خارجه. وقال المدعون إنه وجّه أتباعه في وقت سابق إلى المنطقة.

ستيورات رودز في مسيرة للرئيس السابق ترامب

نفي الاتهامات

حسب الصحيفة، قال المدعى عليهم، من خلال محاميهم وفي شهاداتهم أمام المنصة، إنهم لم تكن لديهم خطة حقيقية للعنف. وشددوا على أنهم جاءوا إلى واشنطن للمساعدة في تقديم الحراسة الخاصة للشخصيات البارزة، التي حضرت مسيرة “أوقفوا السرقة”، التي نظمها ترامب في وقت مبكر يوم 6 يناير 2021.

وقال محامي رودز، في مرافعته الختامية، إن المدعى عليهم شاركوا في الخطابات الرنانة، لكنهم لم يتفقوا بأي شكل من الأشكال على التعرض لأعضاء الكونجرس المجتمعين، ذلك اليوم، للتصديق على فوز بايدن.

تعليق وزارة العدل

تُعد هذه القضية الأولى، التي تربح فيها وزارة العدل إدانة بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم، في محاكمات هجوم الكابيتول. وفي بيان للوزارة،  قال المدعي العام، ميريك جارلاند: “تلتزم وزارة العدل بمحاسبة المسؤولين جنائيًّا عن الاعتداء على ديمقراطيتنا يوم 6 يناير 2021. عمل المدعون والعملاء على هذه القضية بلا هوادة، وبمهارة استثنائية”.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي: “كما توضح القضية، لن نتساهل مع مخالفة القانون، ومحاولة تقويض الديمقراطية الأمريكية”، مشددًا على أن “إف بي آي” سيحافظ على حقوق المواطنين، الذين يشاركون سلميًّا في الأنشطة التي يكفلها التعديل الأول من الدستور، لكن سيحاسب من شاركوا بأعمال غير قانونية في هجوم الكابيتول.

جماعة «أوث كيبرز»

ستيوارت رودز، مؤسس ميليشيا “أوث كيبرز”

أسس ستيوارت رودز جماعة “أوث كيبرز” عام 2009، وهي ميليشيا يضم أعضاؤها مجندين حاليين وسابقين في الجيش الأمريكي وضباط في هيئات إنفاذ القانون، حسب ما أوردت وكالة أنباء “رويترز“. وظهر أعضاؤها، المدججون بالسلاح في معظم الأحيان، في احتجاجات وفعاليات سياسية في الولايات المتحدة.

وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أنه من المقرر محاكمة متهمين آخرين من “أوث كيبرز” بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم، قبل نهاية العام الحالي. وكذلك وجهت اتهامات مماثلة لأعضاء من جماعة “براود بويز” اليمينية المتطرفة، ومن المقرر محاكمتهم الشهر المقبل.