يرى نفتالي هازوني، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ، أعلى قمة في سوريا تمثل تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى في المنطقة.
ويشير إلى أن هذه الخطوة تم تنفيذها بهدوء ودون قتال، بعد أن استغلت القوات الإسرائيلية مواقع سورية مهجورة، بحسب تحليل نشره نفتالي هازوني عبر منصة إكس أمس 9 ديسمبر 2024.
تحصين الدفاعات الشمالية
بحسب هازوني، شكل جبل الشيخ لعقود تهديدًا لدفاعات إسرائيل الشمالية، حيث كان يُعتبر أهم حصن طبيعي لصالح سوريا.
لكن السيطرة الإسرائيلية على الجبل حوّلته إلى قلعة استراتيجية تخدم مصالحها. ويؤكد هازوني أن هذه القمة، التي تشرف على مناطق واسعة من سوريا ولبنان، أصبحت الآن مصدر قوة لإسرائيل.
إغلاق الثغرات
يعتقد نفتالي هازوني أن إسرائيل عانت سابقًا من ثغرات كبيرة في قدرات الرادار لديها، خاصة على جبل ميرون، حيث لم يكن بإمكان الرادارات الإسرائيلية رصد التحركات خلف جبل الشيخ أو في بعض المناطق اللبنانية.
هذا الضعف استغلته إيران عبر إرسال طائرات بدون طيار منخفضة الارتفاع إلى داخل إسرائيل، ومع السيطرة على جبل الشيخ، أصبح بإمكان الرادارات الإسرائيلية تغطية مناطق أوسع، مما يوفر تحذيرًا مبكرًا ضد التهديدات الجوية مثل الطائرات والدروز منخفضة الارتفاع.
تعزيز القدرات الاستخباراتية
يشير هازوني إلى أن السيطرة على جبل الشيخ ستتيح لإسرائيل نشر أجهزة استشعار متطورة على القمة، تمكنها من مراقبة التحركات العسكرية داخل سوريا ولبنان، واعتراض الاتصالات المعادية.
كما أن الموقع يوفر منصة مثالية لتنفيذ عمليات استخباراتية، مما يعزز قدرة إسرائيل على فهم التحركات المعادية في المنطقة بشكل أفضل.
تأثير استراتيجي
يرى هازوني أن جبل الشيخ يشرف مباشرة على معاقل حزب الله في جنوب لبنان، ويمتد تأثيره ليطال الطرق الرئيسية المؤدية إلى معاقله في وادي البقاع.
كما أن إسرائيل تمكنت، عبر هذه السيطرة، من قطع العديد من طرق التهريب التي كان يستخدمها الحزب شمال الجبل، مما يضعف من قدراته العملياتية واللوجستية.
يعتقد نفتالي هازوني أن هذه الخطوة تعني أن أي قوة سواء كانت داعش، أو هيئة تحرير الشام، أو إيران، أو حزب الله، أصبحت الآن مكشوفة أمام الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، والصواريخ الموجهة بدقة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2071464