إسرائيل تحشد قواتها على حدود لبنان.. هل اقتربت الحرب البرية؟

إسراء عبدالمطلب

في تصاعد جديد للتوتر بين إسرائيل وحزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لاجتياح لبنان وسط موجة جديدة من الغارات الجوية التي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.

ويأتي التصعيد في إطار صراع مستمر منذ عدة أيام بين الجانبين، حيث كثفت إسرائيل هجماتها على مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني، في حين رد الحزب بقصف مواقع إسرائيلية حساسة.

إسرائيل وحزب الله

إسرائيل وحزب الله

استعداد إسرائيلي لاجتياح لبنان

بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لعملية برية في لبنان، بالتوازي مع شن موجة جديدة من الغارات على جنوب البلاد والبقاع، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 73 آخرين.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن الطائرات الإسرائيلية لا تتوقف عن الهجوم، والقوات تستعد لاجتياح بري هدفه “إعادة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان”.

وأشار هاليفي إلى أن حزب الله وسع نطاق قصفه للمناطق الإسرائيلية، مما سيقابله رد قوي من الجيش الإسرائيلي خلال الساعات المقبلة.

وفي سياق متصل، يدرس المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر تفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت للمصادقة على المناورات البرية داخل الأراضي اللبنانية.

توسع عسكري واستدعاء الاحتياط

حسب شبكة “سي إن إن”، استدعى الجيش الإسرائيلي لواءي احتياط إلى الجبهة اللبنانية، ما يشير إلى تصاعد العمليات العسكرية ضد حزب الله، ويرى الخبير الأمني والعسكري، أسامة خالد، أن هذا الانتقال يعكس تحول الثقل العسكري الإسرائيلي من جبهة قطاع غزة إلى جبهة لبنان، مع التركيز على تنفيذ خطة الحزام الأمني على الحدود، التي تهدف إلى إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية وخلق واقع أمني جديد.

وأضاف خالد أن هذا التحول يعني أن التوغل البري أصبح أمرًا واردًا في أي لحظة، خصوصًا مع استمرار سياسة القصف المكثف واستدعاء الفرقة 98 المظلية وقوات احتياط أخرى لتعزيز الجبهة.

حصيلة الغارات وضحايا التصعيد

شنت إسرائيل غارات مكثفة على جنوب لبنان والبقاع، واستهدفت لأول مرة منطقة جبل لبنان على الطريق بين بيروت وصيدا، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف 280 هدفًا لحزب الله منذ صباح الأربعاء 25 سبتمبر 2024، بما في ذلك منصات صواريخ ومواقع عسكرية.

وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الغارات عن مقتل 51 شخصًا وإصابة 223 آخرين حتى عصر الأربعاء، ومع تواصل القصف الإسرائيلي، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 600 قتيل وما يزيد عن 2000 جريح منذ بدء التصعيد، معظمهم من المدنيين.

استهداف مواقع حساسة

على الجانب الآخر، نفذ حزب الله هجمات صاروخية استهدفت مواقع حساسة في إسرائيل، بما في ذلك مقر الموساد شمال تل أبيب ومصنع للمواد المتفجرة جنوب حيفا. وذكر الحزب أنه أطلق صاروخًا باليستيًا من نوع “قادر 1” على مقر الموساد، بينما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن منظومة “مقلاع داود” اعترضت الصاروخ.

كما استهدف الحزب بصواريخ “فادي 3” مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون، إلى جانب قصف قاعدة “دادو” ومستوطنات حتسور وكريات موتسكين وساعر، ما أدى إلى إصابة 3 إسرائيليين، أحدهم بحالة خطيرة.

اجتماع المجلس الوزاري

مع استمرار التصعيد، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعًا مساء الأربعاء في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تستخدم “القوة الكاملة” لضرب حزب الله، متوعدًا بمواصلة الهجمات حتى عودة سكان المستوطنات الإسرائيلية إلى منازلهم بأمان.

ويأتي العدوان الإسرائيلي في أعقاب سلسلة من التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصال تابعة لحزب الله، واغتيالات لقادة في قوة الرضوان التابعة للحزب، ما أدى إلى تصاعد الصراع إلى هذا المستوى من العنف.

وفي ظل استمرار الغارات المكثفة والتصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، يظل الوضع في لبنان محفوفًا بالمخاطر، وسط توقعات بأن يتجه الصراع نحو تصعيد أكبر، خاصة مع التحركات الإسرائيلية لاستدعاء الاحتياط والتخطيط لاجتياح بري. في المقابل، يستمر حزب الله في الرد على الغارات بضربات صاروخية، ما ينذر بمزيد من التعقيدات الأمنية والسياسية في المنطقة.

2024

ربما يعجبك أيضا