منذ بداية النزاع السوري، استغلت إسرائيل الوضع العسكري المُتأزم في البلاد، وخاصة بعد إعلان التنظيمات السورية المسلحة دخول العاصمة دمشق وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ومع تدهور الأوضاع في سوريا، شهدت البلاد عمليات عسكرية إسرائيلية مُكثفة تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية للنظام السوري، وكذلك منع وصول الأسلحة إلى التنظيمات السورية.
مواقع عسكرية استهدفتها إسرائيل
منذ بداية التدخل الإسرائيلي في سوريا، تركزت الهجمات الجوية على العديد من المواقع العسكرية الحساسة التي كان يمتلكها الجيش السوري، شملت هذه الهجمات مستودعات الأسلحة، الأنظمة الدفاعية الجوية، والقواعد العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، خاصة في المناطق الجنوبية، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
دمشق وريفها: استهدفت إسرائيل العديد من المواقع العسكرية الحيوية في دمشق، بما في ذلك مطار المزة العسكري، وهو واحد من أبرز المطارات العسكرية في العاصمة. كما طالت الهجمات مستودعات الأسلحة في مناطق ريف دمشق.
درعا والقنيطرة: هذه المناطق كانت من أبرز المناطق المستهدفة، نظرًا لقربها من الحدود مع إسرائيل، وشملت الهجمات مواقع الجيش السوري وقواعد الدفاع الجوي.
حماة وطرطوس: في المنطقة الوسطى، استهدفت الطائرات الإسرائيلية قواعد بحرية تابعة للجيش السوري في طرطوس واللاذقية، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في حماة.
مناطق شمال شرق سوريا: شملت الغارات الإسرائيلية مطار القامشلي، الذي يعد من المواقع العسكرية الحيوية في تلك المنطقة، وكذلك فوج طرطب ومطار دير الزور العسكري.
نوعية الأسلحة المدمرة
لم تقدم السلطات السورية إحصاءات دقيقة بشأن الأضرار التي لحقت بأسلحتها جراء الغارات الإسرائيلية، ومع ذلك، استندت التقارير الصحفية إلى البيانات العسكرية السورية التي أظهرت نوعية الأسلحة التي كانت تمتلكها قوات النظام قبل الهجمات الإسرائيلية، من أبرز الأسلحة التي تم تدميرها تشمل:
الطائرات الحربية: كان لدى الجيش السوري أسطول كبير من الطائرات المقاتلة والقاذفة من الطراز الروسي، مثل ميج 29، سوخوي 24، سوخوي 22، ميج 25، وميج 21، وقد دمرت العديد من هذه الطائرات، بما في ذلك المروحيات.
الأنظمة الدفاعية: تمتلك سوريا عددًا كبيرًا من أنظمة الدفاع الجوي، منها أنظمة “بوك” و”بانتسير” و”S-200″، وقد استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية هذه الأنظمة بشكل كبير، مما أدى إلى تدمير العديد منها.
صواريخ أرض-جو: كانت إسرائيل قد استهدفت مواقع صواريخ أرض-جو المتقدمة في العديد من المواقع العسكرية، بما في ذلك في المناطق الجنوبية والشمالية الشرقية.
الصواريخ الباليستية: تم تدمير مواقع إطلاق صواريخ أرض-أرض كانت تستخدمها قوات النظام السوري في هجماتها العسكرية.
حجم الأضرار
حسب تقارير أمنية نقلتها وكالة “رويترز” عن مصادر سورية، فإن الغارات الإسرائيلية دمرت عشرات الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرات مروحية ومقاتلات، كما تم تدمير البنية التحتية العسكرية في مناطق رئيسة مثل دمشق وريفها، بالإضافة إلى تدمير العديد من مستودعات الأسلحة والصواريخ.
وأفادت مصادر الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل قد شنت أكثر من 500 غارة جوية داخل الأراضي السورية منذ بدء العدوان على سوريا، وركزت هذه الهجمات على تدمير المواقع العسكرية والاستراتيجية للجيش السوري وحزب الله، إضافة إلى استهداف الأسلحة التي كانت في طريقها إلى التنظيمات السورية المُسلحة.
الهدف الرئيس للهجمات
كان الهدف الرئيس للهجمات الإسرائيلية هو منع وصول الأسلحة الثقيلة والمتطورة إلى الفصائل السورية المسلحة، ومنع تكديس الأسلحة في المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية، كما سعت إسرائيل إلى تقليص قدرات الجيش السوري الدفاعية، خاصة الأنظمة الصاروخية والطائرات المقاتلة.
وتمثل الغارات الإسرائيلية في سوريا جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية للنظام السوري وحلفائه في المنطقة، ورغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالجيش السوري نتيجة لهذه الهجمات، يبقى الوضع العسكري في سوريا معقدًا، ويعكس الصراع المستمر على السيطرة العسكرية في المنطقة، سواء بين القوات السورية والقوات المدعومة من إيران وحزب الله، أو بين إسرائيل والفصائل السورية المسلحة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2074013