مع مرور الوقت، تظل إسرائيل تواجه تهديدات من أطراف مختلفة، والتي تتبدل باستمرار، وفي الوقت الذي اعتادت فيه إسرائيل على مواجهة تحديات من حماس وحزب الله، ظهر في الأفق تهديد جديد تمثل في جماعة الحوثيين من اليمن.
ورغم النجاح الذي حققته إسرائيل ضد رجال المقاومة، إلا أن العدو لا يختفي، بل يتغير. هذا التغيير في اللاعبين العسكريين على الساحة يثير تساؤلات حول كيفية تعامل إسرائيل مع هذه التحديات المستمرة والمتجددة.
التهديد الحوثي
في الأيام الأخيرة، بدأ سكان وسط إسرائيل يستيقظون على إنذارات بالهجوم، ليكتشفوا أن الحوثيين أصبحوا جزءًا من الجيران الجدد لإسرائيل، ورغم أن الجبهة ليست مادية كما كانت مع حماس أو حزب الله، فإن تهديد الحوثيين يقترب ليشكل تحديًا جديدًا.
وقال وزير الشتات الإسرائيلي السابق، الدكتور نحمان شاي، أمس الأحد 22 ديسمبر 2024 في مقال بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن الحوثيين يشكلون تهديدًا يتزايد في المنطقة، خاصة مع تزايد قدراتهم على اختراق الدفاعات الإسرائيلية. وهذا يشير إلى أن أعداء إسرائيل ليسوا ثابتين، بل يتغيرون مع مرور الوقت.
أعداء جدد وقدامى
ومع ظهور حركات مقاومة مثل حماس وحزب الله والحوثيين، تتبدل الأعداء في المنطقة، مما يستدعي من إسرائيل اتخاذ إجراءات دبلوماسية جديدة.
ورغم أن إيران لا تزال تشكل تهديدًا لإسرائيل، إلا أن التغيرات الإقليمية أدت إلى ظهور لاعبين جدد على الساحة، تركيا، التي كانت حليفًا لبعض الوقت، أصبحت اليوم أحد الخصوم الجدد لإسرائيل، مما يضيف تحديات جديدة في المنطقة.
وهذا التغير يعكس الواقع المتحرك في الشرق الأوسط، حيث لا يقتصر التهديد على دولة أو جماعة واحدة، بل يتوزع بين عدة أطراف، مما يتطلب استراتيجيات مختلفة للتعامل معه، بحسب المقال.
الحاجة إلى تسويات سياسية
رغم تصدي إسرائيل للتهديدات من جهات مثل حماس وحزب الله، إلا أنه من الضروري أن تدرك أن هذه النجاحات يجب أن تُرَسَّخ من خلال تسويات سياسية وأمنية.
ويقول شاي بما أن إسرائيل تتواجد في عالم يتغير فيه الأعداء بشكل مستمر، يجب أن تضمن أمنها ليس فقط قائمًا على القدرات العسكرية، بل أيضًا على التحالفات السياسية والدبلوماسية. فالحروب يجب أن تُختتم باتفاقات سياسية، وليس بإشعال جبهات جديدة من النزاع.
يرى شاي، أنه رغم قوة إسرائيل العسكرية وتفوقها في الدفاع الجوي، تواجه تحديات كبيرة في مواجهة الهجمات المتجددة من الحوثيين. فقد نجح الحوثيون في اختراق النظام الدفاعي الصاروخي الإسرائيلي.
إسرائيل في مواجهة المستقبل
أشار الوزير الإسرائيلي السابق، إلى أنه لا يمكن أن تعتمد إسرائيل فقط على قوتها العسكرية لمواجهة التحديات، فعليها أن تنتهج سياسة شاملة تجمع بين القوة العسكرية والدبلوماسية.
وقال إذ كانت المبادرة السعودية المدعومة من الولايات المتحدة، سواء تحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أو الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، على الطاولة، فعلى إسرائيل تبنيها، لأنها قد تساهم في تحقيق الاستقرار، وتوفر فرصا جديدة للسلام.

التكيف مع التغيرات المستمرة
يرى شاي أنه بجانب التحديات الخارجية، تظل قضية الأسرى الإسرائيليين أولوية، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تهديدات خارجية متزايدة، يجب أن تظل مسألة إعادة جميع الأسرى أولوية عليا. فالعمل على تحسين العلاقات الإقليمية والدولية يجب أن يتوازى مع الالتزام بالمطالب الداخلية للإسرائيليين.
ويرى شاى أن إسرائيل في حاجة ماسة إلى التكيف مع التغيرات المستمرة في البيئة الإقليمية والدولية. فبينما تظل تهديدات الحوثيين وجماعات أخرى على الحدود، يجب أن تتخذ إسرائيل خطوات لضمان أمنها على المدى الطويل، سواء من خلال القوة العسكرية أو عبر تعزيز العلاقات الدبلوماسية لأن الأعداء يتغيرون.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2084803