مع التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، دعت النمسا إلى وضع استراتيجية أوروبية شاملة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وبينما تهدف هذه الخطوة إلى دعم الاستقرار وبناء الديمقراطية في سوريا، أثارت دراسة حديثة مخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية لهذه العودة، خاصة على سوق العمل في ألمانيا.
دعوة النمسا لاستراتيجية أوروبية شاملة
دعوة النمسا لاستراتيجية أوروبية شاملة
نقلت صحيفة “فيلت” الألمانية، عن المستشار النمساوي، كارل نيهامر، بأن أوروبا بحاجة ماسة إلى استراتيجية موحدة بشأن سوريا، مضيفًا أن إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم يجب أن تكون مصحوبة بجهود تهدف إلى منح الشعب السوري آفاقًا جديدة داخل بلدهم، بما في ذلك بناء الديمقراطية.
وشدد نيهامر على ضرورة تعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات مع القيادة السورية الجديدة، مشيرًا إلى أهمية الحوار الأوروبي مع سوريا في ظل الظروف الراهنة، معلنًا عن اجتماع مع دول أوروبية تتشارك مواقف مشابهة للنمسا بشأن الهجرة، منها إيطاليا، هولندا، والدنمارك.
وأضاف أن هذه الدول تعمل على تعزيز تحول جذري في سياسة اللجوء الأوروبية، بما في ذلك البحث عن شركاء لإيجاد حلول مستدامة للتعامل مع الوضع السوري.
تأثير إعادة اللاجئين على الاقتصاد الألماني
أظهرت دراسة نشرها المعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا أن إعادة اللاجئين السوريين قد تكون لها آثار سلبية على الاقتصاد الألماني، وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من 80 ألف سوري يعملون في مهن حيوية تعاني من نقص في العمالة، مثل الهندسة الطبية، طب الأسنان، والرعاية الصحية.
وفقًا للدراسة، يعمل في ألمانيا أكثر من 5300 طبيب سوري، بينما يشغل حوالي 2470 سوريًا وظائف في مجال طب الأسنان، و2160 آخرون في مجالات الرعاية الصحية والتمريض. وفي قطاع هندسة السيارات، هناك أكثر من 4000 سوري يساهمون في سد فجوة كبيرة في هذا المجال، حيث يصعب شغل 70% من الوظائف بمهنيين مؤهلين.
أهمية السوريين لسوق العمل الألماني
قال الخبير الاقتصادي في معهد العمل الدولي، فابيان سمسارها، إن العاملين السوريين يلعبون دورًا رئيسيًا في سوق العمل الألمانية. وأضاف: “إنهم يسهمون بشكل كبير في التخفيف من نقص المهارات في ألمانيا، وعودتهم ستؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة”.
وبين الدعوة النمساوية لاستراتيجية شاملة لإعادة اللاجئين السوريين والمخاوف الاقتصادية التي أثارتها الدراسة الألمانية، يبقى ملف اللاجئين السوريين قضية معقدة تتطلب تنسيقًا دوليًا يوازن بين الحاجة إلى دعم الاستقرار في سوريا والحفاظ على استقرار سوق العمل الأوروبي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2079914