شهد مطار هيثرو في لندن إغلاقًا غير متوقع قبل أسبوع بعد تعرضه لعطل تقني كبير بسبب حريق ضخم أدى إلى إرباك حركة الطيران وإلغاء مئات الرحلات.
بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية في تقرير نشر الخميس 27 مارس 2025، فقد تسبب العطل في شلل تام داخل المطار لعدة ساعات، حيث وجد آلاف المسافرين أنفسهم عالقين دون توضيحات كافية، مما أثار موجة انتقادات واسعة حول مدى جاهزية البنية التحتية للمطار لمواجهة الأزمات الطارئة.
أسوأ الأزمات
تعد الحادثة واحدة من أسوأ الأزمات التي واجهها هيثرو في السنوات الأخيرة، حيث سلطت الضوء على نقاط ضعف في أنظمة التشغيل وإدارة الطوارئ.
تأثرت شركات الطيران بشكل كبير، حيث اضطرت إلى إعادة جدولة رحلاتها وتعويض الركاب المتضررين، وهو ما أدى إلى خسائر مالية وتوتر بين إدارة المطار وشركات الطيران.
مراجعة للقواعد التنظيمية
بعد هذه الأزمة، أعلنت هيئة الطيران المدني البريطانية (CAA) عن نيتها إعادة تقييم القواعد التنظيمية المتعلقة بمرونة المطارات في التعامل مع الأزمات.
وتهدف هذه المراجعة إلى تحسين سرعة استجابة المطارات لحالات الطوارئ، مثل الأعطال التقنية والظروف الجوية القاسية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
تشمل المراجعة دراسة كيفية تحسين بروتوكولات الطوارئ داخل المطارات، وتقييم فعالية أنظمة الاتصال بين إدارات المطارات وشركات الطيران عند حدوث أعطال، كما ستركز على تحسين تجربة المسافرين أثناء الأزمات، من خلال وضع خطط أكثر كفاءة لتقديم المساعدات الفورية وتعويض الركاب المتضررين.
انتقادات واسعة وتأثيرات على قطاع الطيران
أثارت الحادثة موجة من الغضب بين المسافرين، الذين انتقدوا سوء إدارة الأزمة وتأخر المعلومات حول وضع رحلاتهم، و شعر الكثيرون أن إدارة المطار لم تكن شفافة بما يكفي في تعاملها مع الموقف، مما زاد من حالة الإحباط بينهم.
بعض الركاب اضطروا إلى الانتظار لساعات طويلة دون معرفة مصير رحلاتهم، بينما واجه آخرون صعوبات في الحصول على تعويضات أو إعادة حجز رحلات بديلة.
من ناحية أخرى، أعربت شركات الطيران عن قلقها من تكرار مثل هذه الأعطال في المستقبل، داعية إلى استثمارات أوسع في تحديث أنظمة المطار وتعزيز الجاهزية التشغيلية، كما أبدى بعض المسؤولين مخاوفهم من أن ضعف البنية التحتية الرقمية للمطار قد يجعله عرضة لأعطال جديدة مستقبلاً، مما قد يؤثر على سمعة مطار هيثرو كمركز رئيسي للطيران العالمي.
مستقبل المطارات البريطانية بعد الأزمة
تمثل هذه الأزمة جرس إنذار لقطاع الطيران البريطاني، حيث تؤكد الحاجة إلى تعزيز أنظمة الأمان والتشغيل داخل المطارات لضمان استمرارية الخدمات حتى في ظل الظروف الطارئة.
ومع توجه هيئة الطيران المدني لمراجعة القواعد التنظيمية، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة إجراءات أكثر صرامة لتحسين جاهزية المطارات والتأكد من قدرتها على التعامل مع الأزمات بفعالية أكبر.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2177184