بينما الولايات المتحدة منشغلة بانتخاباتها الرئاسية، والقوى الأوروبية منشغلة بأوكرانيا، والقضية الحساسة الآن هي ما يحدث في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة، قد تؤثر بشكل كبير على حركة التجارة والاقتصاد العالمي.
تستثمر طهران في هذا الوضع، في تحقيق التواصل مع الغرب بعدما تم تهميش ملف العودة للاتفاق النووي معها، وذلك لأولوية قضايا أخرى.
نتائج رحلة بزشكيان
ما اتضح مع رحلة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى نيويورك الذي حرص على عقد لقاءات مع القادة الأوروبيين، وكذلك وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يعمل على فتح نافذة حوار مع القوى الغربية لتخفيف وطأة العقوبات عن إيران.
ولا تريد طهران العودة للوراء خطوة بالتورط في صراع مع إسرائيل، وذلك بعد ما حققته من نجاحات في تخفيف عزلتها الإقليمية والدولية، بعد مصالحتها مع السعودية في مارس 2023م.
فحسبما نقلت صحيفة آرمان امروز، اليوم السبت، قال بزشكيان: “لقد عقدنا اجتماعات مع دول الجوار وقررنا متابعة الاتفاقيات المشتركة وتبادل الزيارات والاجتماعات”.
مضيفًا: “لقد ناقشنا خطة العمل الشاملة المشتركة، وأعربنا عن مخاوفنا مع أوروبا، وقرر وزراء الخارجية إعادة النظر في هذه القضية”.
إفشال الرؤية الإسرائيلية
هذه الرؤية تكشفت بشكل واضح بعد عودة الرئيس الإيراني، من رحلته إلى نيويورك، حيث تجنب بزشكيان التصريحات الثورية، واعتماد خطابًا ملتزمًا بالنظام الدولي محملاً بالدعوة للحوار والسلام.
بينما خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو كان يحمل لغة التهديد والوعيد، وفي ضوء ذلك، يمكن فهم تصريح الرئيس الإيراني:” لن ينسى العالم أن قرار اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد صدر من نيويورك”. في إشارة منه إلى أن نتنياهو أصدر القرار خلال مشاركته في اجتماع الأمم المتحدة التي مهمتها تحقيق الأمن والاستقرار في العالم.
بل إن بزشكيان سعى إلى تحطيم المخاوف الدولية من برنامج إيران النووي، وكذلك إفشال الرؤية الإسرائيلية التي تحذر من النووي الإيراني، قائلًا: “إننا لم نمزق الاتفاق النووي لكن ترامب فعل، ومستعدون للعودة”.
ثم توالت تصريحات إيرانية تؤكد على عدم الرغبة في السلاح النووي، حيث قال نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، خلال لقائه أسر الشهداء: “إننا لم نسع أبدًا إلى امتلاك أسلحة نووية، ولن نصبح كذلك”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1995228