إقبال كبير على التصويت المبكر في أمريكا.. دلالات وأبعاد

محمد النحاس

مع اقتراب الانتخابات في الولايات المتحدة، تجاوز عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل نحو 20 مليون شخص، ما يعكس تغييرًا لافتًا في عادات تصويت الناخب الأمريكي.

وشهدت الانتخابات الرئاسية لعام 2020 تحولًا كبيرًا في عادات التصويت بسبب الجائحة، آنذاك، أدلى حوالي 65.6 مليون ناخب بأصواتهم عبر البريد، فيما صوّت 35.8 مليون آخرون مبكرًا لتجنب الازدحام، مع انتهاء الأزمة الصحية، استمرت أعداد كبيرة من الناخبين في التصويت المبكر في الانتخابات الحالية، ما يدل على ترسخ هذا النمط كخيار مفضل للكثيرين.

التصويت المبكر

التصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية هو عملية تتيح للناخبين الإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات الرسمي، سواء عبر البريد أو بالتصويت الشخصي في مراكز مخصصة، بهدف تسهيل المشاركة وتقليل الازدحام.

وازدادت شعبية هذه العملية بشكل ملحوظ منذ انتخابات 2020 بسبب الجائحة، كما ساهمت قوانين جديدة في بعض الولايات في تعزيز خيارات التصويت المبكر، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

يعكس التحول نحو التصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية تطورًا في وعي الناخبين ويعزز من العملية الانتخابية، كما أنه يعيد تشكيل الديناميكيات السياسية ويجعل الحملات الانتخابية أكثر تعقيدًا وتركيزًا لفترة أطول.

قوانين جديدة

عدة ولايات أدخلت تغييرات على قوانين التصويت منذ 2020، ما قد يؤثر على أنماطه، في جورجيا، أُقرت قيود إضافية على التصويت عبر البريد في عام 2021.

واعتمدت ميشيجان قوانين جديدة تتطلب توفير 9 أيام للتصويت المبكر، إضافة إلى قائمة دائمة للتصويت الغيابي تتيح للناخبين الحصول على بطاقات اقتراع بالبريد في كل انتخابات دون الحاجة لتقديم طلب.

أرقام قياسية

حققت العديد من الولايات أرقامًا قياسية في أول أيام التصويت المبكر هذا العام. في نورث كارولينا، تم تسجيل أكثر من 353 ألف صوت في يوم واحد، وهو رقم قياسي للولاية التي لا زالت تعاني من آثار إعصار هيلين، كما شهدت لويزيانا، وهي ولاية ذات أغلبية جمهورية، تسجيل رقم قياسي بلغ حوالي 177 ألف صوت.

وفي جورجيا، تبرز التغييرات بشكل لافت، حيث سجل الناخبون أرقامًا قياسية يومية للتصويت المبكر منذ فتح مراكز الاقتراع، بلغ عدد الأصوات المبكرة في الولاية حتى الآن أكثر من 1.5 مليون.

ورغم الزيادة في التصويت المبكر، يبقى من الصعب استخلاص استنتاجات حول النتائج النهائية، ويعد الفارق بين هذا العام و2020 في أن الظروف الصحية مختلفة. وبالتالي فإن المقارنة بين الأرقام الحالية وتلك الخاصة بالانتخابات الماضية قد تكون غير دقيقة.

تغييرات في أنماط التصويت

رغم استمرار الديمقراطيين في الاعتماد الكبير على التصويت عبر البريد، فإن الجمهوريين أحرزوا تقدمًا ملحوظًا.

وفي ولاية بنسلفانيا، على سبيل المثال، أعاد أكثر من 580 ألف ديمقراطي بطاقات اقتراعهم عبر البريد، مقارنةً بـ254 ألف جمهوري، ورغم ذلك، زادت نسبة التصويت الجمهوري بالبريد من 23% من إجمالي الأصوات في 2020 إلى 27% هذا العام.

وفي نيفادا، رغم استمرار تفوق الديمقراطيين في التصويت بالبريد، إلا أن الجمهوريين قلصوا الفارق، حتى الآن، أعاد حوالي 53 ألف ديمقراطي بطاقات اقتراعهم مقارنةً بـ37 ألف جمهوري.

رسائل متضاربة من حملة ترامب

ترافق تقدم الجمهوريين في التصويت المبكر مع رسائل متباينة من حملة الرئيس السابق دونالد ترامب.

ورغم دعوته في التجمعات الانتخابية لأنصاره للتصويت المبكر، إلا أنه في الوقت نفسه يعارض التصويت بالبريد، مشيرًا إلى مشكلات في انتخابات 2020، هذا التناقض قد يكون له تأثير على سلوك الناخبين الجمهوريين، الذين بدؤوا يميلون أكثر نحو التصويت المبكر.

وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كان التصويت المبكر، سواء عبر البريد أو الشخصي، يغلب عليه أنصار الحزب الديمقراطي، لكن في هذا العام، شهدت بعض الولايات تغيرًا في هذا الاتجاه. وفي نورث كارولينا، على سبيل المثال، خلال أول 3 أيام من التصويت المبكر، أدلى حوالي 300 ألف ديمقراطي بأصواتهم شخصيًا، مقابل 296 ألف جمهوري.

تصويت النساء

في الولايات الحاسمة، تتفوق نسبة النساء في التصويت المبكر على الرجال. ففي جورجيا، 55% من الأصوات المبكرة جاءت من النساء، وفي نورث كارولينا 52%، بينما وصلت النسبة في ميشيجان إلى 56%.

هذا النمط يتماشى مع ما حدث في 2020، حيث تجاوزت نسبة مشاركة النساء في التصويت المبكر تلك الخاصة بالرجال.

ربما يعجبك أيضا