«خطوة الإوزة».. تقليد عسكري يثير أزمة في تايوان

شروق صبري
تايوان

تحت جسر سريع قرب مقر القيادة العسكرية في تايبيه، يجتمع مجموعة من قدامى الجيش التايواني شهريًا في تحدٍ منسق للقرارات الجديدة.

يحملون بنادق خشبية ويتحركون بخطوات بطيئة ومتناسقة، ممارسين أسلوب المشي العسكري المعروف بـ”خطوة الإوزة”، والذي كان جزءًا من تدريب الجيش منذ تأسيسه في الصين قبل نحو قرن.

إيقاف التقليد

وزير الدفاع ويلينغتون كو، الذي تولى المنصب في مايو، أوقف هذا التقليد، معتبرًا أنه لا فائدة منه في الحروب الحديثة.

وشمل القرار أيضًا حظر تدريبات السلاح الأبيض، مما أثار غضب قدامى الجيش الذين يرون في هذه التدريبات رمزًا لانضباط الجيش وروحه، وفق ما نشرت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الجمعة 10 يناير 2025.

آخر ظهور رسمي

كان آخر ظهور رسمي لخطوة الإوزة في يونيو الماضي، أثناء احتفالية بمئوية أكاديمية “هوانغبو” العسكرية.

شارك في الحدث قدامى الجيش والشباب، إلى جانب وفود من جواتيمالا وباراغواي، حيث ظهر الضيوف بأسلوب مشي أكثر حدة بينما أظهر التايوانيون حماسة واندفاعًا ملحوظين.

تباين الآراء

رأى اللواء المتقاعد لو تشي تشين، رئيس جمعية خريجي أكاديمية هوانغبو، أن القرار سيء للغاية، مشيرًا إلى أن خطوة الإوزة تعكس روح الأكاديمية وانضباطها.

وعلى الجانب الآخر، قال اللواء المتقاعد يو بي تشين إنه من الأفضل استخدام الوقت في تدريبات قتالية أكثر فائدة.

الأثر الصحي والمخاطر

أشار الأطباء الرياضيون إلى أن تنفيذ هذه الحركة يمكن أن يتسبب في إصابات على مستوى الأطراف السفلية، مثل الكسور الناتجة عن الإجهاد المفرط.

ويُعد هذا من أبرز المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الخطوة، مما يعزز بشكل كبير من موقف منتقدي التقليد، الذين يرون أن هذه الممارسة قد تضر بالجسم وتؤدي إلى أضرار جسدية طويلة المدى، خصوصًا مع تكرارها.

الجذور التاريخية

ظهرت خطوة الإوزة في الجيش البروسي في القرن الثامن عشر كإجراء تدريبي يهدف إلى تحسين التحمل الجسدي وبناء الانضباط العسكري بين الجنود.

وبفضل فعاليتها في تقوية القوات العسكرية، انتقلت هذه التقنية تدريجيًا إلى جيوش أخرى حول العالم، حيث تبنتها ألمانيا واليابان، ومن ثم تم تبنيها أيضًا من قبل الجيش الوطني الصيني، وفقًا لما ذكره المؤرخ العسكري تشن يو شين.

رمزية السلطة والقمع

ربط البعض الخطوة بالأنظمة الاستبدادية، حيث كانت تُستخدم لعرض الوحدة والانضباط، كما هو الحال في كوريا الشمالية.

وفي تايوان، ارتبطت هذه الخطوة بفترة الحكم العسكري تحت قيادة شيانغ كاي شيك، مما جعلها رمزًا للديكتاتورية في نظر البعض.

بين الماضي والحاضر

تم إلغاء خطوة الإوزة رسميًا من تدريب الجيش في 2003، لكن التقليد لم يختفِ تمامًا، في السنوات اللاحقة، عاد قدامى الجيش إلى ممارسته في مناسبات خاصة كتعبير عن الفخر.

ويبدو أن وزير الدفاع كو مصمم على تحديث الجيش ليتماشى مع متطلبات الحروب الحديثة، وبرأيه، يجب أن تتوافق التدريبات مع الهدف الأساسي وهو الإعداد للقتال، بينما يدافع قدامى الجيش عن هذه التقاليد كوسيلة لتعزيز اللياقة البدنية والعقلية، يعبر الجيل الجديد من الجنود عن رفضه لها، بالنسبة لهم، تبدو هذه التقاليد بعيدة عن الواقع الحديث.

ربما يعجبك أيضا