مع تعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية 5+1، كانت تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثابة جرس إنذار قبل فوات الآوان.
فقد قال رافائيل جروسي، الجمعة 14 فبراير 2025، إن الوقت ينفد أمام التوصل لاتفاق لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني مع استمرار طهران في تسريع تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تقترب من المستوى اللازم لصنع الأسلحة.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي
تقرير مؤجل
يبدو أن هناك تنسيقًا بين الذرية الدولية وإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فقد أقر جوسي، بأنه “لم يتمكن بعد من إجراء مشاورات سياسية مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن قضية إيران”، لكنه من المرجح أن يؤجل إصدار تقرير شامل عن أنشطة طهران النووية إلى ما بعد مارس، نظرًا لأنه لن يضيف قيمة كبيرة لما تم الإبلاغ عنه بالفعل.
وفي حواره مع وكالة رويترز، على هامش قمة ميونخ، أكد جروسي أن مخزون إيران من اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60% سيقترب من 250 كيلوجرامًا بحلول مارس 2025.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من إعادة تفعيل العقوبات الدولية على إيران بقوة آلية الزناد وأوروبا تملك ذلك لعدم مغادرتها الاتفاق النووي مع إيران، أو قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يهدد بإعادة تصعيد التوترات في المنطقة.
الترويكا الأوروبية
تواصل مع أوروبا
حسب تقرير وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا)، الأحد 16 فبراير، فإن إيران لم تقطع اتصالاتها مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) في إطار عدم تشكل إجماع غربي ضد إيران.
وحسب التقرير، فقد وتحدثت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني عن استمرار المحادثات مع الدول الأوروبية. كما أشار رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف إلى تاريخ المحادثات مع أوروبا في عهد الحكومة السابقة، وقال إن المرشد الأعلى لا يعارض المحادثات مع أوروبا أو خلق العراقيل، وأن المعارضة للمفاوضات تقتصر على الولايات المتحدة فقط.
وقد رحب أيضًا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، باستمرارية وجدية المفاوضات مع الترويكا الأوروبية في نقاط مختلفة، وأكد المتحدث باسم الوزارة أيضًا أننا مستعدون للتحدث مع أوروبا، مع الأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية.
حرب أوكرانيا
تأثرت العلاقات بين إيران والترويكا الأوروبية بالحربين في أوكرانيا وغزة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. لكن مع إنتهاء الحرب في غزة وكذلك مع اتفاق السلام المنتظر بين أوكرانيا وروسيا، فإن ذلك سينعكس بالإيجاب على العلاقات بين إيران وأوروبا، بعدما اتهمتها الترويكا الأوروبية بالتورط في حرب أوكرانيا من خلال دعمها لروسيا بالطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة المدى.
وحسب تحليل الوكالة الإيرانية، فإن سلوك ترامب تجاه أوروبا، جعل الرئيس الجمهوري يشكل مشكلة مشتركة بالنسبة لبروكسل وطهران، وبالتالي يمكن أن يكون محور الحوار بين إيران والاتحاد الأوروبي، خاصة أن أوروبا حاليًا تحتاج إلى دعم العديد من البلدان، أو على الأقل إلى الحوار، للتخفيف من عواقب ترهيب ترامب.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2138681