بجانب توتر العلاقات بين واشنطن وطهران على خلفية ممانعة إيران الاستجابة لدعوة التفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت وطأة العقوبات والتهديد العسكري.
هناك أيضًا توتر في العلاقات بين إيران وأوروبا على خلفية الحرب في أوكرانيا ومساندة إيران لروسيا في هذه الحرب، بجانب المخاوف الأوروبية من توصل واشنطن وطهران إلى اتفاق جانبي بعيدًا عن مشاركة الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) ضمن الاتفاق النووي المبرم عام 2015م.

كايا كالاس
تصعيد أوروبي
حملت تصريحات كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في مقابلة مع موقع “واي نت” الإسرائيلي، الثلاثاء 25 مارس 2025، رسالة تصعيد ضد الجانب الإيراني، فقد أكدت أن منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية لا يزال يمثل الأولوية الرئيسية للاتحاد في المنطقة. وأن الاتحاد الأوروبي يواصل النقاش حول وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
وحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، فقد علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، إسماعيل بقائي، على تلك التصريحات، قائلًا: “إن السيدة كالاس، لو كانت قلقة حقا بشان الاستقرار والأمن في المنطقة، لكان عليها أن تركز على الابادة الجماعية في غزة والاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني على لبنان وسوريا واحتلاله العسكري لاراضي هذين البلدين”.
ومضى المتحدث باسم الخارجية الايرانية إلى القول: “إن السيدة كالاس، وخلافًا لأسلافها الذين كانوا يراعون في تصريحات جانبًا من الأسس ومعايير القانون الدولي، تدلي بتصريحات غير لائقة، وحتى لو كانت ناجمة عن قلة الخبرة، فهي من وجهة نظر أي مراقب محايد، تضرّ بسمعة ومصداقية أوروبا أكثر فاكثر”.

مارك فينو
الضغط بالذرية الدولية
لا تزال الترويكا الأوروبية تعمل ضمن الاتفاق النووي الذي لم تغادره على عكس الولايات المتحدة، ولذلك تستغل أوروبا تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الضغط على إيران من أجل دفعها للتعاون بشكل كامل مع تلك الوكالة بما يثبت سلمية برنامجها النووي.
وفي مقابلة مع وكالة تابناك الإيرانية، الخميس 27 مارس، قال مارك فينو، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن “خطة العمل الشاملة المشتركة قد ماتت”، كما قال الرئيس بايدن في يناير 2024، بالنظر إلى بنود الغروب، ومستوى انتهاكات إيران لأحكامها الأساسية رداً على الانسحاب الأمريكي. ومع ذلك، تظل إيران ملتزمة باتفاق الضمانات ولم تتراجع عن التزامها بتنفيذ البروتوكول الإضافي.
وأضاف: يحاول جروسي في الأشهر الأخيرة حل بعض الخلافات بين إيران والوكالة بشأن تنفيذ واجباتها لضمان سلمية برنامج إيران. ومن المؤكد أن هذه القضية ستكون على رأس جدول أعمال محادثاته في طهران. ويبدو أنه من وجهة نظر الوكالة فإن التعاون بين إيران والوكالة يتوقف على المفاوضات المحتملة بين إيران والولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، من المقرر أن تقدم الوكالة تقريرا شاملًا عن البرنامج النووي الإيراني خلال بضعة أشهر.

عبد الرضا فرج راد
تفعيل آلية الزناد
تقلق طهران من تفعيل آلية الزناد من جانب الأوروبيين وإعادة فرض العقوبات عليها من جانب مجلس الأمن الدولي، وفي مقابلة مع وكالة ايلنا الإيرانية، الخميس 27 مارس، قال أستاذ الجغرافيا السياسية عبد الرضا فرج راد: “أوروبا لديها قضيتان أو ثلاث مع إيران. الأول هو قضية تخصيب اليورانيوم، وخاصة كمية 275 كيلوجرام التي ذكرها السيد جروسي، وكذلك القلق بشأن التخصيب فوق 60 %، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لهم.
وأضاف: كما أن قضية مدى الصواريخ وتعاون إيران مع روسيا هي قضية غير قابلة للهضم بالنسبة لهم، وهم غاضبون للغاية بشأن هذه القضايا. وبطبيعة الحال، هناك أيضاً قضايا الشرق الأوسط التي قد تحظى باهتمام أقل في ظل الظروف الجديدة، ولكنها لا تزال على جدول الأعمال. على سبيل المثال، كان من المقرر أن يعقد وزراء خارجيتهم اجتماعًا بشأن قضية أوكرانيا وإيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، لكن الاجتماع تأجل بسبب قضايا أخرى.
وتابع: خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، يجب على إيران وأوروبا التوصل إلى اتفاق، وإلا فقد يتم تفعيل آلية الزناد الخاصة، قبل أكتوبر القادم، ويجب أن نتوصل إلى اتفاق لمنع هذا الوضع. وأضاف: “لحسن الحظ، هناك أمل في أن تكون لدى إيران وأوروبا الرغبة في الحوار”.

الحرب الروسية في أوكرانيا
إنهاء حرب أوكرانيا
وفي إطار جهود ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية والتعاون مع روسيا، قال أستاذ العلوم السياسية: “إذا انتهت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فيمكن القول إن أحد العوامل السلبية في العلاقات بين إيران وأوروبا سوف يتلاشى. وأكد أنه “إذا تقدمت المحادثات بين إيران وأوروبا، فيجب علينا أن ندرس كيف يمكن لأوروبا التعاون مع الولايات المتحدة، وقال: “الأوروبيون أنفسهم أعلنوا أنهم لا يستطيعون رفع العقوبات بدون الولايات المتحدة، والتجربة السابقة أثبتت ذلك”.
والأمر بالنسبة للروس أيضًا، فإنه قبل عهد ترامب، لم يكن الروس مهتمين كثيرًا بتعاون إيران والولايات المتحدة مع بعضهما البعض. ونظراً لأن الأمريكيين لديهم مطالب من الروس، فقد يتمكن الروس من المساعدة إلى حد ما في منع تصعيد التوترات.
وأضاف: “إذا خففت الولايات المتحدة ضغوطها وخففت الضغط الاقتصادي، فربما يصبح عمل إيران مع أوروبا أكثر سلاسة، وربما يشعر الأوروبيون بإمكانية التوصل إلى نتيجة إيجابية. ولذلك، يجب أن تتم هاتين العمليتين بالتوازي، وإلا فسوف تنشأ العديد من المشاكل”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2177194