إيران تتهم مواطنَيْن فرنسيين بالتجسس.. ما القصة؟

آية سيد

أذاع التليفزيون الإيراني لقطات لجاسوسين فرنسيين، واللذين يواجهان اتهامات بمحاولة إثارة الاضطراب في إيران. لكن هذه ليست المرة الأولى التي تعتقل إيران مواطنين أوروبيين.


أذاع التليفزيون الرسمي في إيران، يوم أول من أمس، الثلاثاء 17 مايو 2022، لقطات لمواطنين فرنسيين وصفهما بـ”الجاسوسَيْن”.

وبحسب وكالة رويترز الإخبارية، كانت إيران قد اعتقلت مواطنًا سويديًّا أيضًا، قبل اعتقال الزوجين الفرنسيين بأسبوع. وفي هذا السياق، اتهمت الجماعات الحقوقية إيران بمحاولة الحصول على تنازلات من الدول الأخرى، من خلال هذه الاعتقالات بحق مواطنيها، فما القصة؟

ما التهم الموجهة إلى المعتقلَيْن؟ 

وفقًا للتقرير، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية، في 11 مايو الحالي، إنها قبضت على مواطنين أوروبيين اثنين بتهمة محاولة “زعزعة الأمن” في إيران، لكنها لم تكشف عن جنسيتهما. ويوم أول من أمس الثلاثاء، كشف تليفزيون الدولة عن أن المواطنين هما سيسل كولر، 37 عامًا، وشريكها جاك باريس، 69 عامًا.

وأضاف التليفزيون الإيراني “الجاسوسان كانا يعتزمان تأجيج الاضطراب في إيران، عبر تنظيم احتجاجات للنقابات العمالية. ولم يعلّق القضاء على المسألة حتى الآن، وأظهرت اللقطات ما وصفه التليفزيون بأنه وصول المواطنين الفرنسيين إلى مطار الخميني الدولي، يوم 28 إبريل الماضي، من تركيا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية. وأظهرت اللقطات أيضًا القبض عليهما في أثناء ذهابهما إلى المطار يوم 7 مايو.

المشاركة في احتجاجات المعلمين

بحسب الإعلام الحكومي الإيراني، فقد نظّم المعلمون الإيرانيون في الأشهر الأخيرة، احتجاجات للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل. وجرى اعتقال العشرات منهم، وفقًا لـ”رويترز”، ذلك أن المواطن الإيراني بات يعاني سوءًا في الأحوال المعيشية، ما دفعه إلى الاحتجاج والتعبير عن غضبه من الأوضاع الاقتصادية السيئة.

وقال التليفزيون الإيراني عن المواطنين الفرنسيين، “لقد سافرا إلى إيران كسائحين، لكنهما شاركا في احتجاجات مناهضة للحكومة والتقيا أعضاء في ما يُسمى رابطة المعلمين”. وأظهرت اللقطات كولر وباريس، يتحدثان في ما يبدو أنه اجتماع مع المعلمين الإيرانيين المحتجين.

رد الفعل الفرنسي

أفادت رويترز أن فرنسا أدانت اعتقال مواطنيها دون سند، وطالبت بالإفراج الفوري، يأتي هذا في الوقت الذي توقفت فيه المحادثات الأوسع لإحياء الاتفاق النووي. وبحسب تقرير لموقع إيه بي سي نيوز الأمريكي، في 17 مايو، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن سفيرها في طهران حاول الوصول إلى الزوجين، وجرى استدعاء القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية في باريس لطلب التوضيح.

وبعد عرض اللقطات، لم ترد وزارة الخارجية الفرنسية على طلب التعليق على تأكيدات التليفزيون الإيراني. وبحسب تقرير رويترز، كان الأمين الاتحادي للاتحاد الوطني للتربية والثقافة والتدريب المهني في فرنسا، كريستوف لالوند، قد أخبر رويترز يوم 12 مايو، أنه يشتبه في اختفاء واحدة من موظفيه وزوجها في أثناء قضاء عطلة في إيران.

اعتقالات ذات دوافع سياسية

بحسب تقرير إيه بي سي نيوز، حكمت إيران، في يناير الماضي، على مواطن فرنسي آخر، يدعى بنجامين بريير، بالسجن أكثر من 8 سنوات بتهمة التجسس، بسبب تصويره “مناطق محظورة” بطائرة مسيرة في 2020 في أثناء ما وصفها بالزيارة السياحية لشمال البلاد. وقال محامي بريير، إن موكله يُستخدم “كورقة مساومة” في المفاوضات الدبلوماسية بين إيران والغرب.

وفي يناير الماضي أيضًا، حكم القضاء الإيراني، بإعادة حبس الباحثة الفرنسية الإيرانية، فاريبا عادلخاه، التي جرى اعتقالها في 2019 وسُمح لها بقضاء 5 سنوات قيد الإقامة الجبرية في منزلها. وبحسب التقرير، جرى اتهامها بـ”نشر الدعاية ضد النظام السياسي للجمهورية الإسلامية” و”التآمر لتقويض الأمن القومي”.

محاولة إيرانية للضغط على الغرب              

كانت إيران قد اعتقلت مواطنًا سويديًّا قبل اعتقال الزوجين الفرنسيين بأسبوع. وفي هذا السياق، اتهمت الجماعات الحقوقية إيران بمحاولة الحصول على تنازلات من الدول الأخرى، من خلال هذه الاعتقالات. ولكن إيران نفت هذا الاتهام، بحسب تقرير رويترز، وطالبت الدول الأوروبية طهران بإطلاق سراح مواطنيها، الذين تقول إنهم سجناء سياسيون.

ووفقًا لرويترز الإخبارية، تأتي هذه الاعتقالات في وقت حساس جدًّا، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تصارع والأطراف الأخرى المشتركة في اتفاق إيران النووي لعام 2015، من أجل استعادة الاتفاقية التي انسحب منها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في عام 2018.

ربما يعجبك أيضا