إيران في مواجهة القحط.. سدود فارغة وصيف ساخن

انخفاض هبوط الأمطار.. إيران تواجه أكبر أزمة قحط

يوسف بنده

أشار الرئيس الإيراني، إلى استحالة العيش في العاصمة طهران، مطالبًا بالانتقال إلى عاصمة جديدة في جنوب إيران قرب مياه الخليج.

وخلال اجتماعه مع مجلس التخطيط والتنمية لمحافظة طهران، السبت 15 مارس 2025، حذر مسعود بزشكيان، من أزمة نقص مياه حادة ستواجهها طهران التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة، ولا يمكن الحل بتزويدها بمياه الصهاريج.

صيف قاس

تأتي تحذيرات الرئيس الإيراني، بينما تواجه إيران أزمة قحط وانخفاض في معدل هبوط الأمطار بنسبة 40%، سيجعل صيفها القادم هو الأقسى على مدار عقود سابقة.

وحسب تقارير وكالة آنا، الخميس 20 مارس 2025، فإن وزارة الطاقة الإيرانية تحذر من هدر وارتفاع استهلاك المياه، حيث تستهلك العاصمة طهران 48 ألف لتر من الماء كل ثانية، وطالبت بخفض استهلاك المياه 20%، وإلا ستواجه المحافظات الإيرانية أزمة مياه غير مسبوقة.

سد مياه في إيران

خزانات فارغة

كشفت صحيفة آذربيجان الإيرانية، عن أن احتياطيات السدود الـ14 الكبرى في إيران بلغت نسبة امتلائها أقل من 15%. وحسب تقرير وزارة الطاقة، فقد انخفضت كمية المياه التي تدخل خزانات سدود البلاد في السنة المائية الحالية بنسبة 28% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضح التقرير، بلغت الكمية التي تدخل خزانات سدود البلاد في السنة المائية السابقة 13.26 مليار متر مكعب، وهي تعادل الآن 9.58 مليار متر مكعب”.

هبوطات أرضية في إيران

هبوطات أرضية في إيران

استهلاك المياه الجوفية

تقوم السلطات الإيرانية بإغلاق آبار المياه الجوفية غير الرسمية في المدن الإيرانية، حيث لجأ المواطنون إلى حفر آبار مياه غير قانونية لتوفير احتياجاتهم من المياه، وهو ما أدى إلى إنخفاض منسوب المياه عن سطح الأرض، وأدى إلى موجة من الجفاف والتصحر وإنهيار الطرق والمباني بنسب مختلفة في المحافظات الإيرانية.

وحسب تقرير منصة فرارو، الأربعاء 19 مارس 2025، فقد تم تقدير احتياطيات المياه الجوفية في إيران بنحو 500 مليار متر مكعب، إلا أنه خلال عقود من الإفراط في الاستخراج أدى إلى تقليص هذه الكمية بشكل كبير.

ويبلغ معدل سحب المياه الجوفية في إيران نحو 55 مليار متر مكعب سنويا من خلال استخراج الآبار، وهو أعلى بكثير من معدل التغذية الطبيعية البالغ نحو 49 مليار متر مكعب سنويًا، مما يؤدي إلى سحب زائد سنوي يبلغ نحو 5-6 مليار متر مكعب سنويًا.

ندرة الأمطار في إيران

ندرة الأمطار في إيران

سياسة إصلاح

أعلنت الحكومة الإيرانية أن أزمة عجز المياه هي قضية وجودية بالنسبة لإيران، وأعلنت عن خطط للتحول من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط، الذي قد يوفر ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب سنويا. وكذلك استبدال المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه (مثل الأرز وقصب السكر) بأصناف مقاومة للجفاف. وأيضًا إدارة المياه الجوفية ووقف حفر الآبار واستغلالها بشكل غير قانوني.

وحسب تقرير وكالة خبرآنلاين، فإن الحكومة تعمل على تخطيط مشاريع “إعادة الشحن الاصطناعي”، على سبيل المثال، توجيه مياه الفيضانات إلى طبقات المياه الجوفية، وكذلك إصلاح وتحسين خطوط أنابيب المتسربة والتي يمكن أن توفر ما يصل إلى 25٪ من استهلاك المياه. وأيضًا إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، حيث يتم إعادة استخدام أقل من 10% منها حاليًا.

وأوضح التقرير، أنه بالمعدل الحالي للاستهلاك ولاستخراج المياه الجوفية، فمن المتوقع أنه خلال بضع سنوات، سوف يتم استنفاد حوالي 50% من المياه الجوفية المتاحة في إيران، ما قد يقضي على الحياة الزراعية والرعي في إيران.

اجتماع محمد عارف

اجتماع المجلس الأعلى للمياه

نمط الاستهلاك

خلال اجتماعه مع المجلس الأعلى للمياه، الأربعاء 19 مارس، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف،  أن حل مشكلة المياه هو الأولوية الرئيسية خلال الأشهر الستة المقبلة، مضيفا: “إن الوضع الحالي للمياه الجوفية هو نتيجة سوء الإدارة والاستهلاك”.

وأعلن عارف عن اعتماد خطة لإصلاح سلوك الأفراد والمجتمع تجاه التعامل مع المياه الصالحة للشرب، فقد “بلغ استهلاك الفرد في محافظتي يزد وأصفهان 140 لترًا من المياه يوميًا، كما تستهلك الزراعة بالغمر 80% من موارد المياه في إيران، مما يدل على أهمية بناء ثقافة واهتمام الناس بهذه القضايا من أجل إصلاح نمط الاستهلاك”.

ربما يعجبك أيضا