إيران في 2025.. تزايد التحديات الإقليمية وفتح جبهات جديدة

شروق صبري
خامنئي ونتنياهو

على مدار السنوات الماضية، كانت إيران تلعب دورًا رئيسيًا بمنطقة الشرق الأوسط، ولكن في عام 2024، شهدنا تحولًا كبيرًا في أسلوبها الاستراتيجي، حيث انتقلت من الصراع الخفي مع إسرائيل إلى مواجهة مباشرة وعلنية.

هذا التغيير يعكس جملة من التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها إيران خلال العقود الماضية، ويُظهر أن النظام الإيراني أصبح أكثر استعدادًا للتصعيد مع خصومه في المنطقة.

الثورة الإيرانية

بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، اليوم السبت 4 يناير 2025، فإنه بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ركز النظام الجديد على حماية الدولة من التهديدات الداخلية والخارجية. ومع بداية حكم الخميني، بُنيت هياكل أمنية قوية لضمان استقرار النظام وترسيخ أسسه.

خلال السنوات التالية، انتهجت إيران بقيادة الخميني سياسة صارمة تجاه المعارضين، تضمنت تنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات معارضة داخل البلاد وخارجها. كان ذلك جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز قبضة النظام وإرساء دعائمه السياسية تحت شعار “الولاء المطلق للثورة”.

النظام الإيراني الأكثر قمعًا للنساء 1

التحالفات الإيرانية الإقليمية

منذ الثورة، بدأت إيران في توسيع تحالفاتها مع الحركات السياسية والعسكرية في المنطقة، رغم الاختلافات المذهبية. على سبيل المثال، دعمت إيران حركة حماس الفلسطينية رغم كونها حركة سنية، مما ساعد في تشكيل ما يُعرف بـ “محور المقاومة”.

وهذا المحور يضم إلى جانب حماس، حزب الله في لبنان، والحوثيين باليمن، والمليشيات الشيعية بالعراق، ونظام الأسد الذي سقط في 8 ديسمبر 2024 في سوريا، حيث تسعى إيران من خلاله إلى مواجهة النفوذ الإسرائيلي بالمنطقة.

الصراع الداخلي والخارجي

إلى جانب تدخلاتها الخارجية، قامت إيران بحملات قمع ضد معارضي النظام داخليًا في إيران وفي الدول المجاورة. هذا التصعيد الداخلي استمر عبر عمليات اغتيال وقتل للمعارضين في مختلف دول العالم.

وكانت إسرائيل العدو الرئيسي للنظام الإيراني على مر السنوات. في الوقت الحالي، تعمل إيران على تعزيز دورها الإقليمي عبر دعم الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس، وكذلك عبر تحريض الحركات المسلحة في العراق وسوريا ضد الهيمنة الغربية والإسرائيلية.

التعاون الإيراني مع روسيا والصين

بالتوازي مع هذه الجهود، بدأت إيران في تكوين تحالفات مع دول مثل روسيا والصين، في محاولة لتوسيع نفوذها وتعزيز قدرتها على مواجهة الضغوط الغربية.

والتعاون مع روسيا، على وجه الخصوص، جاء بعد الحرب في أوكرانيا، حيث دعمت إيران روسيا في العديد من المجالات، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية في الهجمات على المدن الأوكرانية.

الصراع السيبراني

إيران دخلت أيضًا في المجال السيبراني كأداة إضافية في صراعها مع إسرائيل. حيث شنت عدة هجمات سيبرانية ضد المنشآت الإسرائيلية، بما في ذلك الهجوم على منشآت المياه في إسرائيل عام 2020، وردت إسرائيل بهجمات مماثلة ضد البنية التحتية الإيرانية.

واليوم، تسير إيران في مرحلة جديدة من صراعها الإقليمي والدولي، حيث أصبحت المواجهات المباشرة مع إسرائيل جزءًا من استراتيجيتها في المنطقة. بينما تستمر إيران في تعزيز علاقاتها مع حلفائها في “محور المقاومة”، تواصل تحدي الغرب وإسرائيل على العديد من الجبهات.

ربما يعجبك أيضا