إيران وحزب الله.. علاقة متوترة ومخاوف من الانفجار

«إيران وحزب الله» توتر داخلي يهدد التحالف الاستراتيجي

شروق صبري
حسن نصر الله وعلي خامنئي

تشهد العلاقة بين إيران وحزب الله توترات متزايدة، وسط ضغوط داخلية وخارجية على التنظيم، تهدد استقراره ومكانته.


تواجه العلاقة بين إيران وحزب الله توترات متزايدة، حيث يعاني التنظيم من ضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة.

خيبة الأمل المتبادلة بين الطرفين، إلى جانب الانتقادات المتزايدة في لبنان ضد حسن نصر الله، تضع حزب الله في موقف حرج، ما يهدد استقراره ومكانته في المنطقة.

تحديات خطيرة

سلط الباحث الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية، الدكتور مناحيم مرحبي، الضوء على التوترات التي تعصف بالعلاقة بين إيران وحزب الله، والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة بسبب سلسلة من الحوادث الأمنية في لبنان، من بينها انفجار أجهزة الاتصالات (تفجيرات البيجر). وأوضح أن هذه العلاقة تواجه تحديات خطيرة، حيث تشهد مستويات من الإحباط المتبادل بين الطرفين.

وأوضح أن إيران تشك في قدرة حزب الله على التعامل مع الأزمات الأمنية بشكل فعال، ما دفعها إلى إرسال لجنة تحقيق لبيروت للكشف عن محاولات التخريب المحتملة في المعدات الحيوية. هذه الخطوة تعكس القلق الإيراني المتزايد من ضعف حزب الله في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية، بالإضافة إلى عدم الرضا عن أداء الحزب في التعامل مع الأزمات.

الإحباط المتبادل

يرى الباحث الإسرائيلي أن هناك إحباطًا متبادلًا بين حزب الله وإيران، مشيرًا إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد يكون أكثر إحباطًا من الإيرانيين. فهو يواجه ضربات مباشرة من إسرائيل، ويشعر أن إيران لم تقدم الدعم المتوقع في هذه اللحظات الحرجة.” حسب ما نشر الصحفي الإسرائيلي بيليد اربالي، بصحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2024.

وأضاف مرحبي أن نصر الله الآن في موقف صعب للغاية، مع العلم أنه يواجه الضغوط من الداخل والخارج على حد سواء. حيث أن  إسرائيل شنت هجمات غير متوقعة بالنسبة له، وتسببت له بخسائر لم يكن يتصورها. فيكا كان يتوقع من إيران أن تقدم دعمًا أكبر، مثل الهجمات الإيرانية على إسرائيل أو ما يسمى بليلة الطائرات المسيرة، لكن إيران لم تتحرك بالطريقة التي كان يتوقعها”.

تحديات داخلية تواجه حزب الله

من بين أكبر التحديات التي تواجه نصر الله، بحسب مرحبي، هو الإهانة التي يشعر بها نتيجة للانتقادات المتزايدة في لبنان، حيث يُنظر إليه من قبل بعض اللبنانيين كـ”عبد لإيران”. هذا الاتهام يزعزع صورة الحزب كمدافع عن مصالح اللبنانيين. هذا الوضع يضع نصر الله في موقف حساس للغاية. فهو ليس فقط يعاني من الضغوط الخارجية، بل يجد نفسه مهددًا بفقدان دعم مجتمعه الخاص.

يشير الباحث الإسرائيلي إلى أن أعضاء حزب الله ليسوا كأعضاء حماس في غزة، حيث أنهم اعتادوا على نمط حياة مرفه نسبيًا. هذه الطبقة المعتادة على الراحة تعاني الآن من تدهور الظروف المعيشية، وهذا يشكل تحديًا كبيرًا لنصر الله، الذي يجد نفسه غير قادر على تحسين حياة هذه الشريحة من المجتمع.

التوترات الثنائية

أوضح الباحث الإسرائيلي أن التوترات بين إيران وحزب الله ليست من جانب واحد فقط. فإيران، في الوقت الحالي، ليست مستعدة للتضحية بمصالحها الوطنية الأساسية من أجل حزب الله. وفي المقابل، يشعر حزب الله بالاستياء، حيث يرى أن إيران لم تقدم الدعم الكافي في الوقت الذي يحتاج فيه إلى مساعدتها. كما تحدث مرحبي عن سيناريوهين محتملين فيما يتعلق بالصراع في الشمال بين حزب الله وإسرائيل.

السيناريو الأول: يتضمن تبادل الضربات بين الجانبين حتى يقرر أحدهما التراجع، أو حتى تضغط الولايات المتحدة على لبنان لتهدئة الأمور. يعتقد مرحبي أن نصر الله قد يكون مستعدًا للتراجع عن دعمه لغزة إذا كان ذلك يعني الحفاظ على ولاء مجتمعه.

السيناريو الثاني: وهو الأقل احتمالًا ولكنه ممكن، فيتضمن انقسامًا داخل حزب الله، حيث قد تظهر أصوات داخل الحزب تدعو إلى إنهاء التبعية لإيران والتوقف عن التضحية من أجل مصالحها. ويشير مرحبي إلى أن هذه الأصوات قد تؤدي إلى تحولات كبيرة داخل التنظيم، وربما حتى انقسامًا في صفوفه.

إمكانية ظهور قيادة جديدة

تطرق مرحبي إلى احتمال ظهور قيادة جديدة داخل حزب الله، أو حتى داخل حركة أمل المتحالفة معه حاليًا. مشيرا إلى أن التوترات القديمة بين التنظيمين قد تعود إلى السطح، مما قد يؤدي إلى تغييرات في المشهد السياسي اللبناني. “قد تصعد قيادات جديدة داخل حزب الله، أو عودة التنافس بين حزب الله وأمل إلى الواجهة، مما سيزيد من تعقيد الوضع في لبنان.”

فك الارتباط مع غزة

وفي هذا الصدد قال الباحث في الشؤون الإقليمية، يوسف بدر،  في تصريحات لشبكة “رؤية” الإخبارية، إن إسرائيل تركز جهودها على فصيل إيران الأكبر بالمنطقة وهو حزب الله في لبنان، بحيث تحقق هدفين: الأول فك الارتباط مع غزة، حيث يقوم الحزب بعملية إسناد لحركة حماس. والثاني، إضعاف حزب الله من خلال إرباكه أمنيًا وعسكريًا على أمل تفكك قوته والقضاء على تنظيمه التعاوني، خاصة أن الحزب المسلح يواجه تحديات داخلية وسط تعددية التيارات والأحزاب داخل لبنان.

ويرى بدر أنه يجب فهم إدارة الصراع بين إسرائيل وحزب الله، في إطار التوازنات السياسية ومصالحها، وأن إيران لا تريد الانجرار إلى حرب لم تختر توقيتها إلا إذا اضطرت، وربما إسرائيل تستغل ذلك، بتجاوز الخطوط الحمراء في قواعد الاشتباك، لكن المجتمع الدولي لديه خسائر أيضًا من استمرار السلوك الإسرائيلي، على غرار ما يعانيه من سلوك طهران في منطقة الشرق الأوسط.

الانجرار للحرب

ويعتقد بدر أنه بالنظر إلى إيران والخطاب الذي توجهه للعالم اليوم في ظل حكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، فإنها لا تتجاهل حزب الله، وإنما تتجاهل جر إسرائيل لها لحرب مباشرة، إذ تركز طهران على إخراج نفسها من صورة الدولة المارقة، على الأقل في الوقت الحالي، قبل أن تأتي إدارة الرئيس الأمريكي المحتمل دونالد ترامب مرة أخرى.

أضاف بدر في تصريحاته لـ”رؤية”، إيران تركز  على الخروج من عزلتها ومشاركة العالم مخاوفه حول الأمن الدولي والسلام، وإن كانت بشكل خفي هي مشاركة في خلق حالة عدم الاستقرار في العالم. لكن أمام إسرائيل تبدي التزامها بالمقررات الدولية وتلجأ لمجلس الأمن، ما يُظهر أن إسرائيل هي السبب فيما يحدث في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا