تعتقد إيران أن رفع مستوى التهديد مع الغرب هو ما يعزز من إمكانية نجاح المفاوضات معه، خاصة أن لدى طهران ملفات عالقة مع القوى الغربية تتعلق بالاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران.
مع تصعيد وتيرة الحرب في أوكرانيا، يشتد التقارب العسكري بين روسيا وإيران، ما يضع الأخيرة في أزمة حوار مع الغرب.
تتهم القوى الغربية طهران بمساندة موسكو في حربها ضد أوكرانيا، عبر تزويدها بالطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة المدى، وهو ما تنفيه الخارجية الإيرانية.
صواريخ بعيدة المدى
بدت حالة انزعاج غربي من إيران، بعد تقرير وكالة رويترز الجمعة 9 أغسطس، بأن أفرادًا من روسيا زاروا إيران لمعرفة كيفية تشغيل نظام الدفاع “فتح 360″، الذي يطلق صواريخ بمدى أقصى يبلغ 120 كيلومترا (75 ميلًا) ورأس حربي يزن 150 كيلوجرامًا.
الأمر الذي دفع بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، أن تبرر ذلك التعاون بأن طهران وموسكو لديهما اتفاقيات تعاون استراتيجي طويلة الأمد في مختلف المجالات بما فيها العسكرية.
وحسب تقرير وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا) السبت 10 أغسطس، أكدت البعثة الأممية: “من الناحية القانونية، ليس لدى إيران أي قيود ومحظورات على شراء أو بيع الأسلحة التقليدية. لكن من الناحية الأخلاقية، ستتجنب إيران نقل أي أسلحة، بما في ذلك الصواريخ، التي قد تستخدم في الصراع مع أوكرانيا، حتى ينتهي هذا الصراع”.
حاجة عسكرية متبادلة
يأتي الحديث عن صفقة الصواريخ في ظل حاجة متبادلة بين موسكو وطهران للتعاون العسكري، فإيران تتجهز لاحتمالية تعرضها لضربة عسكرية إسرائيلية أو أمريكية.
وروسيا تواجه تحديًا غربيًا بزيادة الدعم العسكري الغربي الموجه لأوكرانيا ودفعها للتوغل داخل الأراضي الروسية، ما يعني أن الجيش الأوكراني قد حصل على الدعم اللازم والغطاء العسكري لتحقيق ذلك التوغل.
وكان أمين مجلس الأمن القومي الروسي، سيرجي شويغو، قد زار طهران مؤخرًا في زيارة عمل تحمل أجندة العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
ولطالما طالبت طهران موسكو بتزويدها بمنظومة اس400 الصاروخية الدفاعية، بجانب مقاتلات من طراز “سوخوي 35”، حيث يمثل سلاح الجو الإيراني ذراعها القصير الذي يحتاج إلى تحديث، على عكس إسرائيل التي تمتلك تفوقًا في السلاح الجوي.
غضب غربي
حسب تقرير رويترز، فإن توريد صواريخ فتح-360 قد يسمح لروسيا باستخدام مزيد من ترسانتها في ضرب أهداف خلف خطوط المواجهة، بالإضافة إلى استغلال الرؤوس الحربية الإيرانية في ضرب الأهداف قريبة المدى.
وفي إشارة لشدة الغضب الغربي، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن “الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي وشركاءها في مجموعة السبع “مستعدون لتوجيه رد سريع وشديد إذا مضت إيران قدما في عمليات النقل هذه”.
وأضاف المتحدث أنها “ستمثل تصعيدا خطيرا في دعم إيران للحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا”. وتابع “دأب البيت الأبيض على التحذير من تعميق الشراكة العسكرية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا”.
الحوار مع الغرب
تعتقد إيران أن رفع مستوى التهديد مع الغرب هو ما يعزز من إمكانية نجاح المفاوضات معه، خاصة أن لدى طهران ملفات عالقة مع القوى الغربية تتعلق بالاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران.
وكانت مشاركة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، في مراسم تحليف الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، الثلاثاء 30 يوليو 2024. بمثابة دليل بالنسبة لإيران على أن الاتحاد الأوروبي لا يريد غلق كل الأبواب مع طهران، بل ترك نافذة مفتوحة، من أجل الاستعداد لأية فرصة لاستئناف الحوار.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1942248