«إيفرجراند» الصينية أمام الفرصة الأخيرة لتجنب التصفية

شيماء عزيز

بعد عامين من تخلف “تشاينا إيفرجراند جروب” عن سداد ديونها، والذي شكل لحظة فارقة في أزمة العقارات في الصين، ربما تتجه شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم نحو محطة قاتمة أخرى، ألا وهي التصفية.

تعقد محكمة في هونج كونج غدًا الاثنين 4 ديسمبر 2023، جلسة بناءً على طلب أحد الدائنين لتصفية الشركة، وهي دعوى قضائية قائمة منذ نحو 18 شهرًا، وفق ما نقلته بلومبرج، اليوم الأحد 3 ديسمبر 2023.

يتوجب على الشركة إقناع القاضي بخطتها

يتوجّب على الشركة أن تقنع القاضي بأن لديها خطةً ملموسةً لإعادة هيكلة الديون. وإذا فشلت في ذلك، فهذا يعني التصفية على الأرجح، الأمر الذي من شأنه أن يقود إلى مزيد من الفوضى في عملياتها وزيادة إضعاف المعنويات في سوق الإسكان.

من جهته قال الشريك في شركة المحاماة “أشورتس” لانس جيانغ: “إذا فشلت (إيفرجراند) في تقديم خطة إعادة هيكلة محسنة تلبي متطلبات مجموعة الدائنين، فمن المرجح جدًا أن تصدر محكمة هونغ كونغ أمرًا بتصفية الشركة”.

إنقاذ الخطة

تحاول “إيفرجراند” إنقاذ خطة إعادة هيكلة ديونها البالغة مليارات الدولارات منذ أن عرقلت سلسلة انتكاسات العملية في الأشهر القليلة الماضية.

وفي أحدث تطوّر قبل جلسة المحكمة، تطالب مجموعة من الدائنين الخارجيين بحصص أسهم مسيطرة في الشركة ووحدتين مدرجتين في هونغ كونغ، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

إيفرجراند تقترح مبادلة سندات خارجية بحصة في شركتين تابعتين

أضاف الأشخاص مطلعون لـ بلومبرج، أن المجموعة المخصصة من حاملي السندات، والتي قالت إنها تملك أكثر من 6 مليارات دولار من سندات الشركة الخارجية البالغة 19 مليارًا، تريد مبادلة الديون بحصص مسيطرة. اقترحت “إيفرجراند” في وقت سابق عرض 17.8% من الشركة الأم و30% من كل من الشركتين التابعتين -“إيفرجراند بروبريتي سيرفسيز جروب”، و”تشاينا إيفرجراند نيو إنرجي فيكل جروب”.

وقد يدفع الموعد النهائي الضيق قبل جلسة غد الاثنين، الشركة إلى تقديم شروط أكثر ملاءمة لكسب حاملي السندات، وفقًا لكبيرة محللي الائتمان في “كريديت سايتس” زيرلينا زينغ.

رمز لأزمة العقارات الصينية

أصبحت “إيفرجراند”، التي تقارب ديونها 327 مليار دولار، رمز أزمة العقارات في الصين منذ تخلفها عن سداد ديونها في ديسمبر 2021، فيما تتخذ الصين إجراءات جديدة لدعم القطاع المتعثر، بما في ذلك وضع قائمة بأسماء شركات البناء المؤهلة للحصول على دعم التمويل، لكن لا توجد دلائل تذكر على أن “إيفرجراند” قد استفادت على الإطلاق من هذا الدعم.

وألغت شركة التطوير العقاري اجتماعات الدائنين في اللحظة الأخيرة في أواخر سبتمبر، وقالت إنها ستعيد تقييم اقتراح إعادة الهيكلة الأصلي. وفي الشهر ذاته، حامت شبهات حول مؤسسها ورئيسها، هوي كا يان، في ارتكابه جرائم وُضع على أثرها تحت مراقبة الشرطة.

وفي آخر جلسة للمحكمة في أكتوبر، أكد محامي “إيفرجراند” أن الشركة تدرس خطة جديدة من شأنها أن تقدم للدائنين أسهمًا جديدة في وحداتها، بعد فشل الشركة في الحصول على إذن من السلطات الصينية لإصدار سندات. وقد فازت هذه الدفوع بما أسمته القاضية ليندا تشان “التأجيل النهائي”.

ربما يعجبك أيضا