اختيار خليفة نصر الله.. كيف تتم داخل حزب الله؟

قيادة حزب الله بعد نصر الله.. أسماء مرشحة وتحديات قادمة

أحمد عبد الحفيظ
حسن نصرالله

في حال وقوع حدث غير متوقع مثل مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ستكون عملية اختيار خليفة له ذات أهمية بالغة للحزب وللمنطقة بشكل عام.

يعتبر حزب الله أقوى الكيانات السياسية والعسكرية في لبنان، ويمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من الحدود اللبنانية، حيث يلعب دورًا في صراعات إقليمية تتضمن سوريا واليمن والعراق. إذًا، كيف سيتم اختيار الأمين العام الجديد؟

الهيكلية التنظيمية لحزب الله

بحسب وسائل إعلام لبنانية فإن لحزب الله هيكل تنظيمي هرمي، يعتمد على نظام داخلي صارم يتمثل في “مجلس الشورى”، الذي يعتبر أعلى سلطة في الحزب. يضم المجلس سبعة أعضاء من كبار القيادات في الحزب، ويشرف على جميع القرارات الاستراتيجية، بما في ذلك اختيار القيادة العليا.

بموجب هذا النظام، يقوم مجلس الشورى بتحديد من سيتولى منصب الأمين العام، وذلك بعد التشاور والتصويت بين أعضائه.

آلية اختيار الأمين العام

عندما يشغر منصب الأمين العام، سواء كان ذلك بسبب الوفاة، الاستقالة، أو أي ظرف آخر، يبدأ مجلس الشورى بالتشاور لاختيار خليفة، غالباً ما يُختار الأمين العام من بين أعضاء المجلس، لضمان أن يكون الشخص المختار لديه معرفة دقيقة بشؤون الحزب وخبرة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

عادة ما تتضمن آلية الاختيار عدة خطوات، تبدأ بترشيح أسماء داخلية ضمن الحزب، ويتم تقييم المرشحين بناءً على معايير عدة، أهمها:

التاريخ الجهادي والسياسي ومدى مشاركة المرشح في العمليات العسكرية والسياسية التي قادها الحزب، ودوره في صنع القرار، الولاء للمبادئ ومدى التزام المرشح بمبادئ الحزب ورؤيته الاستراتيجية، القدرة على القيادة وقدرة المرشح على توجيه الأعضاء واتخاذ القرارات الصعبة في الظروف الحرجة، وبعد استعراض الترشيحات، يتم التصويت داخل مجلس الشورى لاختيار المرشح الذي يحصل على تأييد الأغلبية.

الأسماء المحتملة لخلافة نصر الله

هناك عدد من الشخصيات البارزة داخل الحزب يمكن أن تكون مرشحة لخلافة حسن نصر الله، من بينهم نعيم قاسم، نائب الأمين العام الحالي، الذي يعتبر من أقرب الشخصيات لنصر الله وأكثرهم دراية بتفاصيل الحزب.

كذلك، يعد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله وابن عم نصر الله، من الأسماء المطروحة نظرا لدوره البارز في قيادة الحزب وتنظيم شؤونه الداخلية.

ومن الأسماء الأخرى التي قد تكون مرشحة، محمد يزبك، رئيس الهيئة الشرعية في الحزب، يتمتع هؤلاء القياديون بخبرة واسعة في العمل التنظيمي والسياسي للحزب، ولديهم علاقات وثيقة مع القيادات الإيرانية، الداعم الرئيسي للحزب.

التحديات التي تواجه الأمين العام الجديد

مهما يكن الشخص الذي سيخلف حسن نصر الله، فإنه سيواجه تحديات كبيرة. أولا، يتعين عليه الحفاظ على وحدة الحزب في مواجهة أي انقسامات داخلية قد تبرز نتيجة غياب نصر الله. ثانيًا، سيتعين عليه إدارة العلاقة الحساسة مع إيران، خاصة في ظل المتغيرات السياسية في المنطقة.

علاوة على ذلك، سيواجه الأمين العام الجديد تحديات خارجية كبيرة، بما في ذلك الضغوط الدولية المتزايدة على الحزب بسبب دوره في الصراعات الإقليمية واتهامه بالإرهاب. كما سيكون عليه التعامل مع التوترات المستمرة مع إسرائيل، التي تعتبر حزب الله تهديدا أمنيا رئيسيا.

لا يمكن إغفال الدور الإيراني في اختيار الأمين العام الجديد. لطالما كانت إيران الداعم الرئيسي لحزب الله، سواء ماليا أو عسكريا. بالتالي، من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير في هذه العملية، من خلال تقديم النصح والإرشاد لمجلس الشورى، وربما التأثير على اختيار الشخص الذي سيقود الحزب في المرحلة المقبلة.

ربما يعجبك أيضا