ارتفاع كبير في التجارة الصينية الإفريقية.. ما السر؟

محمود عبدالله

نمت العلاقات الصينية الإفريقية بشكل ملحوظ على مدى العقود القليلة الماضية، إذ أصبحت الصين واحدة من اللاعبين الرئيسيين في القارة السمراء من حيث التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية.

واتخذت الحكومة الصينية إجراءات عديدة لتعزيز النشاط التجاري مع إفريقيا على مدى الفترة الماضية، فمنها إزالة العقبات الجمركية مع زيادة الاستثمار المباشر وغير المباشر في الدول الواقعة في مشروع طريق الحرير الصيني الجديد.

صادرات إفريقيا إلى الصين

وفقًا لأحدث بيانات الجمارك، زاد حجم التجارة بين إفريقيا والصين بنسبة 5.9% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 لتصل إلى 70.86 مليار دولار، إذ صدرت الدول الإفريقية ما قيمته نحو 29.42 مليار دولار من السلع والخدمات إلى الصين في الربع الأول من هذا العام 2024، بزيادة قدرها 8% على أساس سنوي.

وترجع تلك الزيادة بشكل أساسي إلى المعادن، وخاصة المعادن المستخدمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وكذلك الذهب، إذ لعبت الحوافز التي قدمتها بكين لتعزيز التجارة مع إفريقيا، مثل إلغاء الرسوم الجمركية على 98% من المنتجات المستوردة من أكثر من 20 دولة إفريقية، دورًا مهمًا.

كما تعتمد الصين على إفريقيا في محاصيل مثل السمسم والفلفل الحار والكاجو والتوابل من إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا، وبدأت في 2020 في استيراد فول الصويا من تنزانيا، ووافقت على استيراد الأفوكادو والشاي والقهوة والورود من كينيا وإثيوبيا ورواندا، ولحوم البقر من ناميبيا وبوتسوانا، والفواكه من جنوب إفريقيا.

صادرات الصين إلى الدول الإفريقية

في الوقت نفسه، ارتفعت صادرات الصين إلى إفريقيا بنسبة 4.4% في الربع الأول لتصل إلى 41.4 مليار دولار، إذ تشكل المنتجات النهائية بما في ذلك المنسوجات والملابس والإلكترونيات الجزء الأكبر من تلك الصادرات.

ونجحت بكين في فتح مزيد من الأسواق داخل القارة، معززة بجودة منتجاتها وقلة أسعارها في نفس الوقت مقارنة مع منتجات مستوردة أخرى، بجانب خفض العملة المحلية مقابل الدولار.

إزالة الجمارك الصينية في وجه السلع الإفريقية

وفي أواخر ديسمبر 2023، وسع العملاق الآسيوي، قائمة الدول التي يمكنها تصدير البضائع إلى الصين معفاة من الرسوم الجمركية، مضيفًا 6 دول إفريقية أخرى – أنجولا وغامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر ومالي وموريتانيا – من أجل تنمية العلاقات مع القارة السمراء.

وأكدت لجنة التعريفة الجمركية الصينية، أن تلك الخطوة تجسد “روح الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا”، فضلًا عن تعزيز إنشاء مجتمع صيني إفريقي عالي الجودة عبر ضخ المزيد من الاستثمارات لدول القارة.

نتيجة لذلك، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت سابق، إن الهدف من تلك الخطوة هو رفع إجمالي الواردات الصينية من القارة الإفريقية إلى 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035.

السر وراء اهتمام الصين بإفريقيا

تتهم الدول الغربية الصين بزيادة نفوذها في إفريقيا سعيًا من بكين للحصول على المعادن الأرضية النادرة والمستخدمة في صناعات الطاقة المتجددة، إذ تستحوذ القارة السمراء على احتياطي كبير من الكوبالت، تسيطر عليه شركة ” كموك جروب الصينية”، بجانب ما تحتويه القارة من معادن أخرى مثل النحاس والليثيوم والمنجنيز.

كما تسعى الصين عبر تقديمها لمليارات الدولارات في البنية التحتية لبعض الدول الإفريقية إلى تحسين طرق النقل في الدول الواقعة في طريق الحرير الصيني الجديد، بالرغم من تراجع كبير في حجم قروض البنية التحتية خلال الفترة الأخيرة بسبب أزمة ديون شركات القطاع العقاري في الصين.

ربما يعجبك أيضا