تكشف التحقيقات الأمنية عن أنشطة تجسس إيرانية متزايدة داخل إسرائيل، حيث تم القبض على عدة مشتبه بهم خططوا لتنفيذ هجمات ضد شخصيات بارزة.
أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) كشف خلية جديدة شرق القدس كانت تخطط لاغتيال شخصيات بارزة مثل عالم نووي ورئيس بلدية.
واعتبر المسؤولون في الشاباك أن هذه العمليات تمثل محاولة منهجية من طهران لاستهداف شخصيات في إسرائيل، مما يعكس توجهًا أكثر عدوانية من قبل إيران، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أمس الاثنين 21 أكتوبر 2024.
تفاصيل القضية
في الأسابيع الأخيرة، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض على 7 مهاجرين من أذربيجان بتهمة التجسس لصالح إيران. ويُزعم أنهم صوروا قواعد عسكرية لاستخدامها في الهجمات بالصواريخ البالستية، وتأتي القضية كجزء من نمط متزايد من التجسس الإيراني، مع تزايد الأدلة على تدخل طهران في شؤون الشرق الأوسط.
وأفادت تقارير بأن المشتبه بهم، الذين تشملهم قائمة الاتهام جندي فار واثنين من المراهقين، تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقاموا بتنفيذ مهام لصالح عملاء إيرانيين لأكثر من عامين، مما يسلط الضوء على أساليب التجنيد الحديثة التي تعتمدها إيران، بحسب صحيفة “إسرائيل اليوم” أمس الاثنين 21 أكتوبر 2024.
العقوبات المتوقعة
دعت السلطات الإسرائيلية إلى فرض عقوبات صارمة على المتعاونين مع إيران، بما في ذلك سحب الجنسية ومصادرة الأموال. وصرح وزير الداخلية موشيه أربيل بأن إسرائيل ستعمل على طرد العناصر التي تتعاون مع الأعداء، مؤكدًا على أهمية التصدي لهذه الأنشطة بحزم.
قامت وحدة التحقيقات المركزية (يهباَل) بالتعاون مع جهاز الأمن العام (شين بيت) بالتحقيق في القضية، حيث تم التعرف على المشتبه بهم، ومن بينهم أزايز نيسنوف وألكسندر ساديكوف. وقد أوضح رئيس فريق التحقيق، الرقيب أول ألكس نيميروفسكي، أن معظم المشتبه بهم لديهم خلفيات اقتصادية صعبة، وأن الدافع الأساسي وراء أفعالهم كان السعي وراء المال.
دوافع المشتبه بهم
قال أحد المشتبه بهم خلال التحقيق إنه يحمل “أعباء ثقيلة ضد الدولة”، مما يعكس شعوره بالتجاهل من قبل السلطات. في حين أقر آخر بأنه شعر بالخوف أثناء تنفيذ مهامه، إلا أن معظمهم لم يشعروا بالقلق، حيث أشاروا إلى عدم انتمائهم للدولة.
تعتبر وحدة التحقيقات المركزية أن هذه القضية من أخطر القضايا التي تم التحقيق فيها، نظرًا لحجم العمليات التي نفذها المتهمون ومدة تجسسهم. وقد تم تقدير العقوبات المحتملة للمعتقلين بين 18 إلى 20 عامًا.
استراتيجيات التجنيد
يشير الباحثون إلى أن الشخصيات المستهدفة من قبل إيران ليست هامشية، بل تشمل أفرادًا يشعرون بعدم الانتماء للدولة. ويرى دكتور بني سابتي الباحث في الشؤون الإيرانية بمعهد أبحاث الأمن القومي (INSS)، أن الحالات الأخيرة تكشف أن هؤلاء الأفراد لم يقبلوا بشكل كامل بسلطة الدولة. حسبما نشرت صحيفة إسرائيل اليوم.
ويقول دفير كرييف، وهو موظف سابق في الشاباك، إن الإيرانيين يكتشفون نقاط ضعف الأفراد، وينظرون إلى عدم الرضا في حياتهم، مثل التظلمات بسبب عدم الترقية. ويضيف أن عملية التجنيد ليست عشوائية، بل تتطلب وقتًا وجهدًا لفهم احتياجات الأفراد.
الوضع الحالي لإيران
وفقًا لكرييف، فإن إيران تمر بمرحلة حرجة بعد تصفية قيادي حماس إسماعيل هنية على أراضيها، مما يجعلها تسعى للانتقام. ومع ذلك، فإن الإيرانيين يتمتعون بالصبر والقدرة على تنفيذ عمليات انتقامية في المستقبل، غالبًا ما تكون باردة ولا تُفصح عن نفسها على الفور.
يشير كرييف إلى أن هناك زيادة ملحوظة في الحالات التي تم الكشف عنها مؤخرًا، مما يدل على أن الإيرانيين قد يسرعون عمليات التجسس للحصول على معلومات في وقت الحرب. هذه العمليات، في كثير من الأحيان، تؤدي إلى أخطاء تتيح اكتشاف الأنشطة التجسسية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2020648