استراتيجية إيران العسكرية: لا حرب مباشرة مع أمريكا

من أجل إدارة الحرب الرمادية.. إيران في حاجة للفصائل المسلحة

يوسف بنده
نائب شؤون العمليات في الحرس الثوري، العميد عباس نيلفروشان

يمكن فهم العقلية الإيرانية في إدارة المعركة الدائرة في غزة ولبنان مع إسرائيل، على أساس ما طرحه أحد مُنظري الاستراتيجية العسكرية للدولة الإيرانية.

فقد دارت التساؤلات حول الرد الإيراني المحتمل على عملية اغتيال زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وتصفيه كبار قادة الحزب، ومعهم نائب قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، العميد عباس نيلفروشان، أمس الجمعة 27 سبتمبر، وذلك بعد سلسلة ضربات نوعية وجهتها إسرائيل للمحور الإيراني.

حسن نصر الله

محطات في مسيرة حسن نصر الله

لا حرب مع أمريكا

حسب تقرير موقع رويداد24، اليوم السبت 28 سبتمبر، فإن عباس نيلفروشان الذي يعد أحد أهم منظري الاستراتيجية العسكرية الإيرانية، في مقولة سابقة: “إنه لا يوجد احتمال لنشوب صراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية”. ويبدو أن هذا المبدأ حتى لا تواجه طهران حربًا كونية في ظل غياب تحالفات إقليمية قوية تساندها إذا ما واجهت معركة مع قوة كهذه.

ويستكمل المُنظر العسكري، نيلفروشان: “تدرك إسرائيل هذه العقيدة لدى إيران، ولا تستطيع الدخول في حرب مع إيران بدون الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك تعمل على حرب المنطقة الرمادية، أي حرب ما بين الحروب”.

ويؤكد الرجل الذي تولى مهمة فيلق القدس في سوريا ولبنان: “الهدف من حرب تلك المنطقة، هو إضعاف مقدرات القوة لدى الدولة الإيرانية، مثل التكنولوجيا النووية وقوة الصواريخ والطائرات المسيّرة وقوتها الإقليمية”.

عباس فروشان نائب قائد فيلق القدس

لا تراجع عن الفصائل المسلحة

وفق الرؤية التي قدمها نيلفروشان، فلن تتورط إيران في حرب صريحة بجانب الفصائل الموالية لها تحت مظلة المقاومة، لأن هذا يورطها في حرب مباشرة مع إسرائيل، وبالتالي الوصول إلى ما كانت تتجنبه وهو المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك، عندما تطلق طهران التصريحات بأن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في دعم إسرائيل بالأسلحة التي تستخدمها ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين أو أية جبهة في حالة حرب مع إسرائيل، فإنها لا تعني الإعلان عن استهدافها المصالح والقوات الأمريكية، فهذه مهمة الفصائل الموالية، وإنما تذكر واشنطن بمسؤوليتها في عدم التورط في الفخ الإسرائيلي.

لكن إيران في حاجة إلى تلك الفصائل، لأنها بمثابة قنبلتها النووية البديلة في مواجهة الحرب الرمادية التي تشنها إسرائيل لتعطيل القدرات الإيرانية.

علي كركي 1

لذلك، كانت رسالة المرشد الأعلى، علي خامنئي، بمناسبة نعي حسن نصر الله بعد اغتياله، تركز على استمرار مبدأ المقاومة، فالفصائل المسلحة هي الوسيلة الناجعة التي استخدمتها طهران لعدم منح إسرائيل اليد الطولى في المنطقة. فقد قال خامنئي في رسالته: “على جميع المسلمين أن يقفوا بفخر مع شعب لبنان وحزب الله بإمكاناتهم، وأن يساعدوه لمواجهة النظام الغاصب”.

وبذلك، لخص خامنئي الدور الإيراني في دعم المقاومة، بأنه يقتصر على المساعدة وليس بإعلان الحرب على إسرائيل، وذلك في إطار الاستراتيجية العسكرية التي تعمل إيران من خلالها.

ربما يعجبك أيضا