استراتيجية استثمارية تضع الصين أمام طفرة اقتصادية في إفريقيا

أمين غرفة التجارة المصرية الصينية لـ«رؤية»: 2025 بداية لاندفاع التجارة بين إفريقيا والصين

محمود عبدالله

تنتهج جمهورية الصين الشعبية، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، استراتيجية استثمارية قائمة على المصالح المشتركة تضعها أمام طفرة اقتصادية مرتقبة وجديدة مع شركائها في إفريقيا، ما ينتج عنه تشييد مشروعات استثمارية ضخمة لبكين في القارة السمراء.

وتتوقع غرفة التجارة المصرية الصينية، اندفاع  التبادل التجاري بين بكين وإفريقيا بدءًا من العام 2025 وحتى 2030، كون الصين تتعامل بذكاء سياسي في جميع القضايا التي تخص القارة السمراء.

العلاقات الصينية الإفريقية

يأتي ذلك رغم قلق الولايات المتحدة الأمريكية حيال تطور العلاقات الصينية الإفريقية، إذ حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق من العام الجاري من أن تنمية العلاقة بين الدول الإفريقية والصين ستكون لها تداعيات سلبية على علاقة هذه الدول بالولايات المتحدة.

ونما حجم التبادل التجاري بين الصين والقارة الإفريقية، بنسبة 7.4% على أساس سنوي، خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، بحسب ما ذكرته الهيئة العامة للجمارك الصينية.

وأشارت إلى أن التبادل التجاري بين الجانبين، بلغ 1.14 تريليون يوان (ما يعادل 160 مليار دولار) خلال الفترة المذكورة، لتحافظ الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لإفريقيا على مدى العقد الماضي.

البنية التحتية الإفريقية

قال الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية الدكتور ضياء حلمي، إن العلاقات الصينية الإفريقية علاقات قوية ومتنامية، حيث وجهت الصين علاقتها القوية بإفريقيا منذ أكثر من 22 عامًا، وصممت علاقات تدوم للتعاون والتجارة المشتركة، إذ رأت الصين من بدايات القرن الحادي والعشرين أن هناك فرصة طيبة للتعاون مع القارة السمراء.

د.ضياء حلمي

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«شبكة رؤية الإخبارية» أن الدول الإفريقية رحبت بالاستثمارات الصينية، كما أن هناك دول إفريقية عديدة انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق، ثم بدأت الصين تضم المليارات في البنية التحتية الإفريقية بموجب اتفاقيات تعاون.

وأوضح أنه رحب الزعماء الأفارقة بالتعاون مع الصين خلال الأعوام العشرة الأخيرة منذ إطلاق المبادرة في 2013 وهي تعد مبادرة القرن الـ21، وإفريقيا هي أكثر من استفاد منها، لذلك تنامت التجارة بين الصين وإفريقيا.

التبادل التجاري الصيني الإفريقي

أشار الدكتور ضياء حلمي إلى أن الصين تحفز كل البلدان الإفريقية للاستيراد منها، حتى تمنحهم الحافز بأن التعاون بينهما فوز مشترك، خاصة أن الصين تسعى بشكل دائم إلى تحقيق المصالح المشترك.

وأكد أن زيادة التبادل التجاري الصيني الإفريقي خلال الفترة الأخيرة، يرجع إلى أن سلاسل الإمداد من البلدان الأخرى تجاه إفريقيا اتسمت بالضعف، لذلك كانت الصين هي الأقرب إلى إفريقيا مع ما لديها من إرادة سياسية بعكس الدول الأخرى.

ولفت إلى أن إفريقيا تميل بشكل أكبر مع الصين، ووجدت مصالحها مع بكين ومن ثم ترغب في تنمية تلك العلاقات معها، مشيرًا إلى أنه لن تتأثر التوترات في الشرق الأوسط على العلاقات الصينية الإفريقية.

التكنولوجيا في الصين

وقال إن غرفة التجارة المصرية الصينية، ترى أن تجربة الصين في المنطقة مهمة للغاية، خاصة مع التقدم التكنولوجي المذهل لبكين، متابعًا أن الصين لن تسمح بأن يقل التبادل التجاري لها مع القارة السمراء خلال الفترة المقبلة.

وتوقع “حلمي” أن يثبت التبادل التجاري الصيني الإفريقي خلال العام المقبل أو يزيد قليلاً ثم تندفع في العام 2025 وحتى 2030، ومن ثم التجارة مرشحة للزيادة خاصة أن الصين تتعامل بحكمة سياسية في القضايا السياسية وكذا في الأمور الاقتصادية.

مبادرة الحزام والطريق

يعود إطلاق مبادرة الحزام والطريق إلى العام 2013 عندما اقترح الرئيس الصينى شي جين بينج، تولى بناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، والذى تحول بمرور الوقت إلى منصة رئيسية لبناء مصير مشترك للبشرية ومنفعة عامة على المستوى الدولي.

وتمكنت الصين من تأسيس مناطق تعاون اقتصادي وتجاري في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، باستثمارات بلغت 30 مليار دولار، وخلقت نحو 244 ألف وظيفة محلية، كما وقعت الصين على  اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول التي يقع نصفها على طول الحزام والطريق.

ربما يعجبك أيضا