مع نهاية العام الشمسي (20 مارس)، يعيش الإيرانيون أجواء الحرب وضغوط العقوبات وأزمات الاقتصاد بدلًا من الاحتفال بعيد رأس السنة الإيرانية.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صراحة أن على إيران الاختيار بين التفاوض أو العمل العسكري، وذلك بعد اتهامه لها بدعم وتمويل جماعة الحوثي اليمنية التي تقوم بتعطيل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما مثّل رسالة تهديد مباشرة باحتمالية الحرب مع إيران.

تشانغ يوان
استراتيجية مزدوجة
أشارت تشانغ يوان، الأكاديمية بجامعة شنغهاي الصينية، الاثنين 17 مارس 2025، إلى أن ترامب يمارس سياسة مزدوجة ضد إيران، فمن جانب يسمح لإسرائيل بممارسة التهديد والضغط العسكري على إيران، ومن جانب آخر تعمل هذه الإدارة أيضاً على ضمان عدم تصعيد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران إلى حد الحرب، وفقا لحوار مع منصة “إيران دبلوماسي.
وأضافت الخبيرة الصينية، أن الولايات المتحدة تحدد مستوى “المكافأة أو العقاب” بالنسبة لدول الشرق الأوسط وفقاً لعلاقاتها الثنائية القريبة أو البعيدة مع إسرائيل. وأن سياسة ترامب خلال ولايته الثانية ستظل تدور حول إيران.
وتابعت: نظرًا للاتجاه العام نحو تقليص الوجود الأمريكي والاهتمام الاستراتيجي بالشرق الأوسط، فضلًا عن السمات السياسية البراجماتية لترامب، فمن ناحية، قد تقرر إدارته التعامل مع إيران. ومن ناحية أخرى، هناك أيضاً إمكانية لرفع العقوبات من خلال المفاوضات السياسية.

ترامب يشاهد ضربات الطائرات الامريكية على اليمن
حرب محدودة
أشار السياسي الإيراني، علي رضا تقوي نيا، في منصة “اطلاع با ما”، الاثنين 17 مارس، أن ترامب لا يريد حرباً واسعة النطاق، ولكنه يحاول تحقيق أهدافه من خلال استعراض القوة والترهيب، وربما الصراع المحدود.
وأوضح تقوي نيا، أن ترامب جاد حالياً في تهديداته، ويحاول تنفيذ سياساته في منطقة الشرق الأوسط دون التسبب في حرب واسعة النطاق. لأن هدفه الرئيسي الحالي هو التركيز على الصين، وربما هذا هو السبب في محاولته حل التحديات التي تقلقه في الشرق الأوسط سريعًا، لأن أمريكا تعمل على الاقتراب من الصين في ذروة قوتها، وألا تستنفدها في منطقة الشرق الأوسط.
بقاء الخيار العسكري
في موقع انتخاب التحليلي، كتب سيد حمزه صالحي، الثلاثاء 18 مارس، أن هدف الولايات المتحدة من تحميل إيران مسؤولية هجمات القوات اليمنية، إلى جانب ممارستها الضغط المزدوج على طهران، هو خلق الظروف من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي التي تمنع إيران من استخدام القوات اليمنية كورقة لعب في المعادلات الإقليمية والدولية، وتحاول إفراغ يد إيران من المشاركة في الألعاب السياسية قدر الإمكان.
وتابع تحليل الموقع الإيراني، يبدو أيضاً أن ترامب يريد حل القضية الإيرانية تحت أي ظرف من الظروف. وبغض النظر عن مدى نجاحه، ينبغي أن نضع في الاعتبار أنه على الرغم من أن ترامب لا يفضل الحرب، فإنه لم يقم بإزالة الخيار العسكري من جدول الأعمال بشكل كامل.

رضا رئيسي
حرب نفسية
الكاتب الصحفي في منصة انصاف التحليلية، رضا رئيسي، أشار إلى أنه منذ أكثر من ثلاثة عقود، كانت كل الخيارات المتاحة مطروحة على طاولة كل رؤساء الولايات المتحدة، ولا شك أنه لو كانت لديهم القدرة على احتواء إيران من خلال الهجمات العسكرية، لما تردد أي منهم أو امتنع عن القيام بذلك.
وتابع الكاتب الإيراني: هذا لا يعني بطبيعة الحال أن نتجاهل كل التهديدات في هذه العملية والإطار النفسي والدعائي، من أجل الضغط على إيران وتهديدها وترهيبها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2168190