استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم هاريس.. هل تقترب من رئاسة أمريكا؟

لماذا لا يمكن الأخذ بنتائج استطلاعات الرأي الحالية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

بسام عباس
كامالا هاريس ودونالد ترامب

قبل ترشح كامالا هاريس، كان الرئيس السابق دونالد ترامب يتصدر الانتخابات، والآن تغيرت الصورة، ولمناقشة الموضوع، علينا أن نفهم أولًا ما يعنيه “قيادة” السباق الرئاسي الأمريكي، قبل فرز الأصوات في يوم الانتخابات.

ويتلخص الأمر في استطلاعات الرأي، ليس فقط النتائج، بل وأنواع الاستطلاعات المتاحة، تتصدرها قضية جودة الاستطلاعات، حيث لا تجري شبكات الأخبار مثل CNN استطلاعات الرأي الخاصة بها فحسب، بل إنها تتحقق أيضًا من منهجيات استطلاعات الرأي الأخرى.

جودة الاستطلاعات

أوضح الكاتب ومقدم البرامج في شبكة CNN، فريد زكريا، في مقال نشره الأربعاء 14 أغسطس 2024، أن استطلاعات الرأي في شبكة CNN، تعتبر قوية، لافتًا إلى أن الباحثين في الشبكة يناقشون استطلاعات الرأي الصادرة عن صحيفة نيويورك تايمز وجامعة كوينيبياك وغيرها من استطلاعات الرأي في تلك الفئة الراسخة والمحترمة.

وأضاف أن المؤسسات التي تجري استطلاعات الرأي لا تؤخذ من مساحين لديهم مجموعات غير ممثلة من المستجيبين، أو عينات أصغر، أو دعم حزبي، أو تحيزات واضحة، أو صياغة أسئلة يمكن أن تؤثر على النتائج، لافتًا إلى أن متوسط نتائج استطلاع (RealClearPolitics)، هو مزيج من الأرقام الأساسية رغم أنها ليست على المستوى المطلوب.

نوع الاستطلاعات

قال زكريا إن نوع الاستطلاعات يمثل مؤشر قوي على نتائج الانتخابات والحالة المزاجية للجمهور، فالرئاسة الأمريكية تُنتَخَب من خلال الهيئة الانتخابية، وليس من خلال تصويت شعبي وطني، أما الاستطلاعات على مستوى كل ولاية فهي ما يهم، ونظرًا لكيفية سير الانتخابات في السنوات والعقود الأخيرة، فإن عدد صغير من الولايات أصبحت على المحك.

وأضاف أن استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة مهمة للغاية؛ وهي أيضًا أكثر ندرة إلى حد ما من الاستطلاعات الوطنية، وعادة ما تنطوي على عينات أصغر، ويرجع هذا جزئياً إلى التكلفة والصعوبة المتمثلة في إجراء خمسة إلى ثمانية استطلاعات قوية، وليس استطلاعاً واحداً فقط.

تقدم ترامب وتأخره

أوضح زكريا أن ترامب كان “متقدمًا”، قبل شهر، على الرئيس جو بايدن، في بعض استطلاعات الرأي الموثوقة على الأقل في معظم الولايات المتأرجحة، ولكن بعد خروج بايدن من السباق وتحول نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى خصم ترامب، أشارت استطلاعات الرأي الوطنية لشبكة CNN إلى تحسن موقف الحزب الديمقراطي.

ثم جاء مؤشر رئيس لحالة السباق في مرحلة هاريس ضد ترامب، ففي يوم السبت الماضي، أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز” بالتعاون مع كلية “سيينا” أن هاريس تتقدم في عدد قليل من الولايات المتأرجحة الحاسمة بنحو 4 نقاط مئوية، ويبدو أن هذا انقلاب كامل.

خفض عتبة الثقة

ذكر الكاتب أن الاستطلاعات وعددًا لا بأس به من الاستراتيجيين السياسيين والخبراء على استعداد لخفض عتبة الثقة، وتخفيف استخدامهم لمصطلح “من يتقدم”، لعدة أسباب، أحدها أنه ستكون هناك نتيجة حقيقية في نوفمبر، وحتى يحدث ذلك فإنها مجرد تخمينات، لافتًا إلى أن المزيد من استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة ستظهر في الأيام والأسابيع المقبلة. وعندها ستظهر الصورة أكثر اكتمالا.

وأشار فريد في برنامجه “جي بي إس” إلى أن حملة هاريس كانت خفيفة من حيث الجوهر وثقيلة من حيث المشاعر، ويتناسب هذا النهج مع مدرسة فكرية جديدة فيما يتعلق بسلوك الناخبين، وهي أن الناخبين يختارون بأمعائهم، وليس عقولهم، ثم يبررون هذه الخيارات لاحقًا.

وأضاف أن هذا التفكير يذهب إلى أن التصويت أكثر إنسانية وعاطفية من كونه عقلانيًا بحتًا ومهتمًا بالمصلحة الذاتية، وذلك لأن هاريس تقدم نفسها للجمهور من منظور إنساني. ويبدو أنه هذا النهج المختلف ناجح.

ربما يعجبك أيضا