بدت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، خلال مشاركته في احتفالات ذكرى الثورة الإيرانية، الاثنين 10 فبراير 2025، أنها أكثر ثورية من وزير يعمل تحت مظلة حكومة إصلاحية.
قال عباس عراقجي: “لماذا نتفاوض مع أمريكا تحت الضغط؟ وأي إنسان حر يقبل الدخول في مفاوضات تحت الضغط والقوة؟!”، بينما كانت جهود وزارته طوال الفترة الماضية تمضي في إطار التوصل لاتفاق مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل رفع العقوبات عن كاهل الاقتصاد الإيراني.
ضغط ترامب
كانت تصريحات الرئيس الأمريكي، خلال حواره مع صحيفة “نيويورك بوست” اليمينية، وكأنها رسالة رسالة تهديد مباشر لإيران، وقال ترامب: “أودُ التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، وأفضل ذلك على قصفها بالمدفعية الثقيلة، إنهم لا يريدون الموت، ولا أحد يريد أن يموت”.
وأضاف الرئيس في حواره على متن طائرته الرئاسية، الجمعة 7 فبراير 2025: “لو توصلنا إلى هذه الصفقة فإن إسرائيل لن تقصفهم، آمل أن يقرروا أنهم لن يفعلوا ما يفكرون في فعله حاليًا، وأعتقد أنهم سيكونون سعداء حقًا”.
وكان السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيئيل لايتر، صرح في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، السبت 8 فبراير 2025، أن إيران ستكون المحور الأهم للتعاون بين الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية خلال عهد ترامب، والحل مع النووي الإيراني هو تكرار النموذج الليبي، أي تدمير البنية التحتية النووية لإيران.
عراقجي
رفض إيراني
كانت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، الاثنين 10 فبراير 2025، في ميدان الحرية بطهران رسالة رفض لسياسة الرئيس الأمريكي، إذ قال: “إن الثورة جاءت لكي لا يجرؤ أي أجنبي على إصدار الأوامر أو التحذيرات للشعب والمسؤولين والقادة في إيران”.
وحسب تقرير وكالة “دانشجو”، أضاف عراقجي: “الاستقلال الذي أراده الشعب.. لا شرقية ولا غربية هو المبدأ الأعظم في سياستنا الخارجية؛ وهذا لا يعني عدم وجود علاقات مع دول الشرق والغرب، بل لا يجوز لأي سفير أجنبي أن يبدي وجهًا عابسًا أو يصدر أوامر أو يمنع أو يتصرف بوقاحة مع مسؤولي البلاد..لا شرق ولا غرب تعني عدم التبعية والاعتماد على الدول الكبرى في الشرق والغرب”.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
شروط ترامب
نقلت صحيفة الجريدة عن مصدر في مكتب المرشد الإيراني قوله إن موقف خامنئي الغاضب من إدارة ترامب والرافض للحوار معها، جاء بعد تلقيه رسالة تحمل عدة شروط وضعها الرئيس الجمهوري قبل قيامه برفع أية عقوبات عن إيران، وحمل نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، جواد ظريف، تلك المطالب إلى طهران بعد عودته من زيارة بغداد التي تلعب دور وساطة بين واشنطن وطهران.
وحسب تقرير الصحيفة، فإن الشروط التي وضعها ترامب تتعلق بتقييد قدرات إيران النووية، إلى جانب ملفات خارج الموضوع النووي، ومنها: مطالبة طهران بإيقاف عملية تخصيب اليورانيوم، وتقييد برنامجها لتطوير الصواريخ بعيدة المدى وكذلك برنامج الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بعلاقات إيران مع روسيا والصين وتعاونها معهما في ممر شمال-جنوب وممر شرق-غرب للتجارة الدولية والترانزيت.
العميد علي حاجي زاده
تحد إيراني
اتخذت طهران خطوات عملية بجانب التصريحات الرسمية لإظهار تحديها للشروط الأمريكية، فقد وصف وزير النفط الايراني، محسن باكنجاد سياسة الضغوط القصوى على صادرات النفط بالفاشلة، وقال: “خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر حلم لن يتحقق أبدا”. وعلى المستوى العسكري كشفت إيران عن حاملة للطائرات المسيرة قادرة على العمل في أعالي البحر.
كما أعلن قائد بحرية الحرس الثوري، الادميرال علي رضا تنكسيري، انه سيتم الكشف عن صواريخ كروز فرط صوتية يبلغ مداها 2000 كم، وأن القوات البحرية قامت هي الأخرى ببناء مدن محصنة تحت الأرض. كما صرح قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، العميد علي حاجي زاده خلال مشاركته في مسيرة انتصار الثورة في طهران ردًا على تهديدات ترامب ضد إيران، قائلًا: “ليس لديه جرأة على ذلك”.
كما تمثل زيارة وفد حركة حماس إلى طهران برئاسة رئيس المجلس القيادي محمد درويش، وعقده لقاءات واسعة مع المرشد الأعلى، علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، رسالة تحد للمطالب الأمريكية بابتعاد إيران عن محورها في المنطقة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2132034