قد يؤدي موت نصر الله إلى تصعيد التوترات في المنطقة، حيث إن الأيديولوجيا التي يتبعها الحزب تحظر الاستسلام وتحث على الانتقام.
نجحت إسرائيل في توجيه ضربات موجعة لحزب الله مؤخرا، مما أعطى الانطباع بأن الحزب في حالة ضعف شديد، لكنه يظل متمسكًا بأيديولوجيته التي ترفض الاستسلام.
ورغم ذلك، تتزايد المخاوف الإسرائيلية من ردود فعل محتملة على وفاة زعيم الحزب، حسن نصر الله، ومن تصعيد التوترات في المنطقة.
الوضع الحالي
شبه الدكتور إسحاق مانسدورف، خبير الحرب النفسية في مركز إسرائيل للشؤون العامة وشؤون الدولة، في مقال نُشر بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية اليوم الاثنين 30 سبتمبر 2024، الصراع القائم بين حزب الله وإسرائيل بمباراة ملاكمة، حيث يظهر حزب الله كملاكم يقترب من تلقي ضربة قاضية.
ومع ذلك، القوة النفسية قد تكون لها تأثيرات أكبر من القوة البدنية. كما فعل الملاكم محمد علي، الذي استخدم مهاراته النفسية ليتفوق على خصومه، فإن حزب الله قد يخطط للانتقام في ردود أفعاله.
الأيديولوجيا المتبعة
وفق مانسدورف، فإن الأيديولوجية الإسلامية التي يعتمد عليها حزب الله تمنعه من الاستسلام، وهو الآن في حالة من الهياج كما هو الحال مع الحيوانات الجريحة التي تصبح أكثر خطورة.
أشار مانسدورف، إلى خطاب حزب الله وإيران يعانيان من انكسارات نفسية، ولكنهما لا يزالان يشكلان تهديدات. لذلك، يجب على إسرائيل أن تكون على حذر شديد من ردود الفعل المحتملة.
دلالات الانتقام
كما سلط مانسدورف الضوء أيضا على خطاب نصر الله الأخير، الذي تحدث فيه عن مفهوم “الصبر” أمام أتباعه، موضحا أن القيم الثقافية في الشرق الأوسط تؤكد على أهمية “الانتقام”. وتؤكد أن حزب الله سيقوم بالانتقام، خصوصًا بعد مقتل زعيمه.
حذر مانسدورف من أنه رغم الشعور بالارتياح الذي قد ينتاب الإسرائيليين بعد مقتل نصر الله، يجب التعامل بحذر. وقد سبق لإسرائيل أن قضت على قادة آخرين، وعادة ما يتبع ذلك تعيين بدائل قد يكونون أكثر تطرفًا. بالتالي تظل التهديدات من حزب الله وحماس وفلسطينيين آخرين مستمرة.
تقييم الوضع
قال، على الرغم من الانتصارات، يجب تذكر أن الأيديولوجية التي تحرك حزب الله لن تختفي. تاريخيًا، بعد كل انتصار، تأتي مرحلة من الهدوء، لكن هذا الهدوء قد يكون مؤقتًا. مشيرا إلى آية من الكاتب المقدس تُنسب إلى الملك سليمان قال فيها “لا تفرح عند سقوط عدوك”.
وأوضح مانسدورف أنه يجب على إسرائيل أن تبقى يقظة ولا تنغمس في نشوة الانتصارات. لأن الأعداء لن يتراجعوا عن أهدافهم الأساسية في القضاء على إسرائيل. لافتا إلى أن التحديات النفسية التي تواجهها إسرائيل في سياق الحرب النفسية تشمل تقييم ردود أفعالها تجاه الأحداث البارزة، والتأكد من أن الاستجابة لن تكون مجرد رد فعل عاطفي. ويتطلب إدراك التحديات المستمرة التي قد تأتي من جهات غير متوقعة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1997376