الأزمات تلاحق أداني جروب.. ما القصة؟

تستمر الأزمات في ملاحقة مجموعة “أداني” الهندية منذ بداية عام 2023، بعدما استنزفت الخسائر موارد المجموعة حتى وصلت قضيتها إلى البرلمان، باعتبار أن رجل الأعمال، جوتام أداني، حليف وثيق الصلة برئيس الوزراء الهندي.

ومؤخرًا، تراجعت أسهم وسندات المجموعة بعد اكتشاف مالكين لأسهمها مثيرين للجدل في تحقيق جديد، أضاف كدمة أخرى في جبين “أداني”، بعد تقرير Hindenburg Research الصادر في يناير، الذي اتهم المجموعة بالاحتيال على الشركات والتلاعب بأسعار الأسهم.

كيف بدأ الأمر؟

في نهاية يناير من العام الحالي 2023، خرجت شركة Hindenburg Research، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، لتعلن للسوق اكتشافها وجود تحايل محاسبي وصفته بالـ”وقح”، فضلًا عن التلاعب في الأسهم، داخل مجموعة أداني، خلال تقرير نشرته في ذلك الوقت.

واعتبرت ” هيدينبيرج” أن هذا الأمر أكبر خدعة في تاريخ الشركات، ووُجّه نحو 88 سؤالًا إلى الشركة الهندية الكبرى، التي تسأل من خلالها عن حجم ديون المجموعة، وجرى اتهامها باستخدام الملاذات الضريبية المعروفة، وادعت أن الهدف من ذلك هو تضخيم القيمة السوقية لمجموعة أداني المدرجة في البورصة.

تداعيات تقرير هيدينبيرج

نفت شركة أداني هذه المزاعم، ونشرت تقريرًا آخر مفصلًا مكونًا من 413 صفحة للرد على هيدينبرج، واصفةً تقرير الشركة المدعية بالـ”غير صحيح”، وأن ما فعلته مجرد هجوم على الهند نفسها.

وانتشر التقرير حينها كالنار في الهشيم، ولم يمر إلا شهر تقريبًا، حتى خسرت المجموعة 150 مليار دولار من قيمتها، بعد هروب المستثمرين، وخلال الأيام الـ10 الأولى من نشر التقرير، تخطت خسائر الشركة 110 مليارات دولار، وأُجبر أداني على التخلي عن طرح شركته لأسهمها، البالغة 2.5 مليار دولار.

اقرأ أيضًا| «العالمية القابضة»: لن نشارك ببيع أسهم لـ«أداني جروب»

وفقد مالك المجموعة، الملياردير الهندي جوتام أداني، مركزه كأغنى شخص في آسيا، وتقلصت ثروته الصافية بمقدار 13 مليار دولار، ما أدى إلى انخفاضه إلى المركز الـ15 في قائمة أغنى أغنياء العالم بعد أن كان في المركز الثالث.

أزمة أداني على طاولة البرلمان الهندي

يُنظر للملياردير جوتام أداني على أنه حليف وثيق الصلة برئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الأمر الذي دعا نواب المعارضة في أوائل فبراير 2023، إلى فتح تحقيق في تقرير هيندنبورج، بل نظموا احتجاجًا في البرلمان الهندي، بعد انتشار التقرير، الذي جاء بالتزامن مع تقديم وزير المالية الهندي الميزانية السنوية.

وتحت ضغط هذه المطالب، جرى تعليق الأعمال العادية بجلسة البرلمان، للسماح بإجراء نقاش طارئ عن أزمة “أداني”، ما تسبب في ضجة أجّلت مجلسي البرلمان لمدة 3 أيام.

في غضون ذلك، كتب حزب المؤتمر المعارض الرئيس، على صفحته الرسمية بمنصة “إكس”: “تتخذ إجراءات ضد أداني في جميع أنحاء العالم، لكن رئيس الوزراء هادئ.. فمتى ستتخذ حكومتنا إجراءات؟”.

ما الجديد؟

نشرت صحيفة “ذا هندو” الهندية الناطقة باللغة الإنجليزية، تقريرًا، الخميس 31 أغسطس 2023، أفاد بانخفاض أسهم وسندات مجموعة أداني (Adani Group) خلال أحدث التعاملات، بعد تحديد مالكين لأسهمها مثيرين للجدل في تحقيق جديد، حصل عليه العاملون في مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، يؤازر مزاعم “هيدينبريج” السابقة، بتورط المجموعة في عمليات احتيال على الشركات والتلاعب بأسعار الأسهم.

اقرأ أيضًا| ألِف العقارية تبدأ تنفيذ مشروع «الممشى سيرة» بالشارقة

وتراجعت جميع أسهم أداني (Adani Group) العشرة المدرجة، ونزلت معظم سندات المجموعة الدولارية، وانخفضت أسهم شركة Adani Enterprises Ltd الرائدة بنسبة تصل إلى 5.2% قبل تقليص الخسائر.

كسابق عهدها، ردت مجموعة أداني بالنفي على هذا التقرير، قائلة إنها ترفض هذه الادعاءات المعاد تدويرها، مضيفة أنها تستند إلى قضايا مغلقة عمرها 10 سنوات.

من هم أكبر المتضررين من أزمة أداني؟

حلت عائلة أداني على رأس المتضررين من أزمة يناير، التي عصفت باستقرار الشركة، وتمتلك 55.3% من أسهمها، في حين تمتلك شركة Adani Tradeline Pvt Ltd 8.7% منها، وهي الشركة التي يديرها غوتام وشقيقه راجيش أداني.

يليهما ثالث أكبر مساهم في الشركة بـ4%، وهي شركة التأمين على الحياة الهندية المملوكة للدولة، يعقبها مستثمران كبيران في وول ستريت، هما Vanguard التي تمتلك 0.75% من الأسهم، وBlackRock Fund Advisors بـ0.57% من الأسهم.

من هو جوتام أداني؟

قبل الأزمة التي حدثت لشركة أداني كان جوتام هو ثالث أغنى شخص في العالم وفقًا لمجلة فوربس العالمية، وبلغت صافي الثروة الشخصية نحو 120 مليار دولار، ولكن بعد أن خسر أكثر من نصف ثروته، أدرج ضمن قائمة أغنى 20 شخصًا في العالم.

وأسس أداني الذي ترك الجامعة شركته منذ 35 عامًا، وبنى ثروته لأول مرة من خلال التجارة وعمليات تعدين الفحم، قبل أن يبدأ في العمل في البناء وتوليد الطاقة والمطارات وتشغيل الموانئ وتصنيع المعدات الدفاعية ووسائل الإعلام.

يذكر أن مجموعة أداني تكتل يضم 7 شركات مدرجة في البورصة، من بين ممتلكاتها أكبر محفظة استثمارية محلية لأصول الطاقة المتجددة في الهند، و7 من المطارات في الهند الذي يشمل مطار مومباي الدولي.