قبل مؤتمر cop28.. يحذر الخبراء من أن التحولات المناخية ذات التأثير طويل المدى تحول ملايين الأفارقة إلى نازحين ولاجئين.
يواجه العالم منذ سنوات سلسلة من التقلبات الجوية العنيفة وأحداث الطقس المتطرفة، بفعل تفاقم ظاهرة التغير المناخي وما يترتب عليها من تبعات.
وبدأت التقلبات بالجفاف الشديد شرقًا، ثم الفيضانات العارمة غربًا، وصولًا إلى العواصف والأعاصير القوية شمالًا وجنوبًا. لكن يأمل العالم من خلال مؤتمر cop28، الذي يحل بعد شهرين تقريبًا، فاعلية أكبر في التعامل مع أزمة المناخ.
تصاعد معدلات الاحتباس الحراري
حسب صحيفة الاتحاد الإماراتية، يترقب الأفارقة أن يتمخض هذا الملتقى الدولي شديد الأهمية الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، عن توافق من شأنه تخفيف العبء الثقيل، المُلقى على كاهل قارتهم، بسبب تصاعد معدلات الاحتباس الحراري، بنحو يبدو غير مسبوق.
ورغم أن دول القارة السمراء تطلق أقل من 4% من انبعاثات الغازات الدفيئة على سطح الأرض سنويًّا، فإن ما ينجم عن تغير المناخ يلحق بها أضرارًا كارثية، بنحو لا مثيل له في أي بقعة أخرى من بقاع الكوكب.
السيول تجتاح العالم
الجفاف الذي يجتاح الصومال، بأقصى شرق القارة، وهو الأسوأ من نوعه منذ 40 عامًا، أودى بحياة قرابة 43 ألفًا من أبناء هذا البلد خلال العام الماضي، إذ اضطر نحو 3.8 مليون على النزوح من ديارهم.
وتشهد ليبيا، الواقعة في شمال إفريقيا، الكارثة الطبيعية الأفدح منذ 4 عقود، بعد الفيضانات الأخيرة الناجمة عن العاصفة “دانيال”. والتهمت سيول مماثلة العام الماضي مساحات واسعة من أراضي الغرب الإفريقي، في وقت تشتد فيه وطأة العواصف الاستوائية والأعاصير في دول بجنوب القارة.
التغير المناخي يتسبب في نزوح الأفارقة
يحذر الخبراء من أن هذه الصدمات والتحولات المناخية، ذات التأثيرات طويلة المدى، تجبر الملايين من الأفارقة على التحول إلى نازحين ولاجئين، وتفضي لتصعيد الصراعات على الأراضي الزراعية محدودة المساحة من الأصل، وكذلك على المراعي والمياه الصالحة للشرب، وغيرها من الموارد، ما يقود إلى إذكاء الاضطرابات وتهديد السلام الاجتماعي في الكثير من الدول الإفريقية.
ويدعو الخبراء إلى أن تعمل القوى الكُبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، على بلورة نهج استراتيجي يكفل تقديم دعم أكبر للقارة الأضعف على وجه الأرض، لمساعدتها على مواجهة أزمة المناخ، والتكيف مع متغيراته، خاصة وأنها تضم بين جنباتها قرابة 20% من البشر.
اقرأ أيضًا| روسيا تتشاور مع طهران لتصدير 300 ميجاوات من الكهرباء
ويستوجب ذلك وضع استراتيجيات استباقية للتعامل مع تبعات التغير المناخي، تشمل مشاركة مؤسسات مالية دولية، مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، وإقامة شراكات عادلة مع الدول الإفريقية وبلدان الجنوب، تستهدف معالجة المظالم التي تعانيها بسبب التهديد المناخي.
إعلان نيروبي
أبرز الخبراء ما أورده “إعلان نيروبي” الذي تمخضت عنه أول قمة إفريقية بشأن المناخ، مطلع الشهر الجاري في كينيا، من دعوة لدول الشمال الأكثر ثراء إلى الوفاء بتعهدات قطعتها على نفسها عام 2009، بتقديم 100 مليار دولار سنويًّا لمدة 11 عامًا، لدعم الدول الهشة والنامية التي تواجه الصدمات المناخية.
وتضمن الإعلان مقترحًا بإنشاء “هيكل تمويلي جديد، يتكيف مع احتياجات إفريقيا، بما في ذلك تخفيف عبء الديون” التي تلقي بعبء هائل على اقتصاداتها، داعيًا في الوقت نفسه إلى “تأييد طرح فرض نظام ضريبة على الكربون، بما يشمل تجارة الوقود الأحفوري والنقل البحري والطيران”.
تقدم جزئي
أشار الخبراء إلى أن انعقاد القمة مؤشر يفيد بنجاح إفريقيا في تحقيق تقدم جزئي على طريق اتخاذ موقف موحد لمواجهة مخاطر التغير المناخي، على الرغم من أنها لم تسفر عن صياغة موقف قاريّ موحد على هذا الصعيد.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمؤسسة “معهد الولايات المتحدة للسلام” التي أسسها الكونجرس منتصف ثمانينات القرن الماضي، شدد الخبراء على ضرورة إتاحة الفرصة للحركات والمنظمات غير الحكومية الإفريقية المعنية بشؤون تغير المناخ وحماية البيئة، للاضطلاع بدور أكبر في القمة المناخية المقبلة في القارة، المقرر عقدها عام 2025.
اقرأ أيضًا| الاقتصاد السعودي بالمرتبة 16 ضمن مجموعة العشرين
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1621578