الأمن الباكستاني يعتقل عمران خان.. أغراض سياسية أم فساد؟

اعتقل الأمن الباكستاني رئيس الوزراء السابق، عمران خان، اليوم الثلاثاء، 9 مايو 2023، لدى مثوله أمام محكمة في تهم فساد.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن قوة أمنية شبة عسكرية هاجمت مبنى المحكمة العليا في إسلام أباد، قبل أن تعتقل عمران خان، وحطمت نافذة للوصول إليه، حسب ما يظهر في مقطع فيديو تداوله البعض.

اعتقال عمران خان

وصف المتحدث باسم حركة الإنصاف الباكستانية، فؤاد شودري، اعتقال خان بأنه “اختطاف”، وقال إن أشخاصًا مجهولين نقلوه بعيدًا إلى مكان غير معلوم.

اقرأ أيضًا: عمران خان: باكستان ستعاني لتكسر دائرة الديون المفرغة

وأطيح بخان في تصويت برلماني لحجب الثقة عنه العام الماضي، ومنذ ذلك الحين قاد حملة شعبية ضد الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف، متهمًا إياها بالتواطؤ مع الجيش لعزله من منصبه.

وأشارت “سي إن إن” إلى أن خان واجه مجموعة متزايدة من القضايا القانونية المرفوعة ضده، وصدرت عدة أوامر اعتقال، ما أثار مواجهات مع أنصاره. ويواجه كذلك عدة ادعاءات بالفساد في أثناء توليه منصبه، وصفها بأنها متحيزة وذات طابع سياسي.

اعتقال لغرض سياسي؟

أوضحت “سي إن إن” أن خان الذي كان أحد نجوم رياضة الكريكت سابقًا وتحول إلى سياسي، اتهم السلطات الباكستانية بمحاولة اعتقاله لإبعاده عن الساحة السياسية، قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل.

اقرأ أيضًا| البرلمان الباكستاني يجتمع لاتخاذ قرارات مهمة بشأن عمران خان غدًا

وقال خان لشبكة “سي إن إن” إن الجميع يشعر بالرعب من إمكانية توليه السلطة مرة أخرى، لأنه “سيحاسب كل من تآمر ضده” على حد وصفه، وأضاف: “يعرفون أيضًا أنه حتى لو ذهبت إلى السجن، فسوف أفوز بالانتخابات بصرف النظر عما يفعلونه”.

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان

مشكلات اقتصادية لا تنتهي

في خضم الصراع السياسي المستمر، تواجه باكستان أزمة اقتصادية حادة، وتحاول الحكومة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لإعادة تشغيل برنامج قرض بقيمة 6.5 مليار دولار توقف منذ نوفمبر الماضي، في محاولة لإنقاذ الاقتصاد.

وقدم الصندوق مجموعة من الشروط مقابل الإفراج عن قسط قرض قيمته 1.1 مليار دولار، ويشمل تحرير سعر صرف الروبية ورفع الضرائب، وتعد شريحة صندوق النقد ضرورية لباكستان، لأنها ستفتح أيضًا التمويل من الدول الصديقة، ما يساعدها على تجنب التخلف عن السداد.

وتضرر ثلث الأراضي الزراعية في باكستان بعد الفيضانات الكارثية الصيف الماضي. وارتفع معدل التضخم في الأشهر الأخيرة، وأصبح سعر السلعة العادية باهظ الثمن بنحو متزايد، وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الباكستاني إلى مستوى قياسي بلغ 35% في مارس مقارنة بالعام الذي سبقه، وفقًا للأرقام الرسمية.

ارتفاع نسب التضخم

قال مكتب الإحصاء إن التضخم في شهر مارس تجاوز 31.5% في فبراير، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات والنقل إلى 50% مقارنة بالعام الماضي، وأضاف أن سعر المواد الغذائية الأساسية مثل الطحين تضاعف خلال العام الماضي.

وقالت وكالة التصنيف موديز إن باكستان قد تتخلف عن سداد مدفوعاتها الخارجية، من دون خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، لأن خيارات التمويل بعد يونيو غير مؤكدة.

باكستان في وضع صعب

أبرزت وكالة بلومبرج الأمريكية، تصريحات المحللة الاقتصادية بإحدى الشركات بسنغافورة، جريس ليم، التي قالت: “نعتبر أن باكستان ستلبي مدفوعاتها الخارجية للفترة المتبقية من هذه السنة المالية المنتهية في يونيو”.

وأضافت ليم في تصريحاتها: “مع ذلك، فإن خيارات التمويل لباكستان لما بعد يونيو غير مؤكدة إلى حد كبير، ومن دون برنامج صندوق النقد الدولي، يمكن أن تتخلف عن السداد”.