الأولى منذ 20 عامًا.. دلالات رحلة الرئيس السوري إلى الصين

إسراء سلوم

تشكّل هذه الرحلة خطوة دبلوماسية متقدمة للرئيس السوري الذي نادرًا ما يغادر بلاده.


سلطت زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الصين، الضوء على عودة النشاط الدبلوماسي إلى دمشق، بعد سنوات الحرب الأهلية.

وشارك الأسد في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية في هانقجو، وكذلك شهدت زيارته، التي استمرت بين 21 و25 سبتمبر 2023، توقيع 3 وثائق تعاون، وإعلان الصين وسوريا إقامت “شراكة استراتيجية”، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا).

الرئيسان السوري والصيني يوقعان اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين... صور - 22.09.2023, سبوتنيك عربي

دلالات زيارة الأسد إلى الصين

رأى خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد سيد أحمد، أن زيارة الرئيس السوري إلى الصين تعكس عدة دلالات مهمة، موضحًا أنها الزيارة الأولى منذ عام 2004 تقريبًا، وتأتي في وقت استعادة سوريا مكانتها الدبلوماسية، وتجاوز المرحلة الصعبة في ظل المعارك بين المعارضة المسلحة والجيش.

اقرأ أيضًا| المناطق الاقتصادية الخاصة في دول الخليج.. قدرات تنافسية يصعب إنكارها

وأضاف، في تصريح خاص لشبكة رؤية الإخبارية، إن سوريا بدأت تستعيد سيطرتها على غالبية الأراضي وتحقيق الاستقرار الداخلي، لافتًا إلى أنه طوال السنوات الماضية، خلال الحرب الأهلية السورية، لم يجر الأسد أي زيارات خارجية، سوى زيارات استثنائية قليلة إلى روسيا.

عودة الدبلوماسية السورية

وفق وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، شهد العام الحالي تغيرات على الساحة الدبلوماسية السورية تمثلت باستئناف دمشق علاقتها مع دول عربية عدة على رأسها المملكة العربية السعودية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية ثم مشاركة الرئيس السوري في القمة العربية في جدّة في مايو للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عامًا.

وأوضح الخبير الدبلوماسي المصري، “الآن أصبح هناك زيارات خارجية أخرى تضاف إليها الصين وعمان والامارات  وجميعها تعكس حقيقة استعادة النظام  السوري والدولة السورية زمام الأمور وتحقيق مساعيها لإعادة الأوضاع إلى ما قبل اندلاع المواجهات المسلحة”.

المحور المناهض لأمريكا

أشار الأسد، خلال لقائه الرئيس الصيني، يوم الجمعة، إلى أهمية الزيارة نظرًا لـ”توقيتها وظروفها” ورأى أنها تأتي في وقت يتشكل فيه “عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار”، على حد قوله.

وبيّن خبير العلاقات الدولية أن الانفتاح العلاقات السورية الصينية، يأتي في إطار تشكيل محور يضم سوريا وروسيا والصين وإيران، وربما كوريا الشمالية، وهو المحور الذي تتقاسم دوله العداء مع الولايات المتحدة والمعسكر الغربي، الذي يفرض عقوبات على هذه الدول جميعها.

ولفت إلى الوجود الصيني المهم في المنطقة، وأن لديها مصلحة اقتصادية واستراتيجية، موضحًا أنها تنافس الولايات المتحدة وتزاحمها في الشرق الاوسط، ولها علاقات قوية واستراتيجية مع إيران ودول الخليج العربي، إلى مشروع الحزام والطريق الذي يمر بالمنطقة.

اقرأ أيضًا| فيديو| مصر تدفع بحاملة الطائرات «ميسترال» إلى ليبيا

ربما يعجبك أيضا